Page 14 - صحيفة عرب كندا - العدد التاسع والثلاثون
P. 14
اضاءات Tel:+16138909559للإعلان info@arabcanadanews.ca - 12ديسمبر - 2020العام الخامس -العدد التاسع والثلاثـون 14
arabcanadanews.ca/magazine/magazine_39 Arab Canada Newspaper Dec 2020 Volume # 5 - Issue # 39
Arab Canada
Newspaper
ورجعت الشتوية..
مدير التحرير :سلوى حماد وكيفية التعامل مع الانزلاقات اثناء من أنفاسنا على زجاج النوافذ الباردة ، أكتب مقالي هذا والثلج يتساقط لأول مرة
القيادة وكذلك اثناء المشي..أشياء كثيرة من منا لم يغتسل بالمطر يوماً عمداً أو لهذا الموسم ويغطي الطرقات ،وحديقتي
بيارة البــــــــــوح متوشحة باللون الأبيض اللؤلؤي وصوت
كان علي تعلمها ،لكنها لم تكن صعبة. بسبب غياب المظلة. جارة القمر فيروز يصدح بأغنية "رجعت
أحلام مشروعة حضرت ما يلزم من ملابس شتوية أما أكثر ما يعجبني في فصل الشتاء ،فهي الشتوية" التي أوحت لي بكتابة هذا
واكتشفت بأن الملابس الشتوية التي كنا لمسة الأناقة التي تصاحب هذا الفصل،
أحلم بأن أكف عن ممارسة لعبة الصبر المزعوم نستخدمها في بلداننا العربية لا تصلح حقيقة أجد في الملابس الشتوية جمالية المقال ..
واجترار الأمنيات العصية ،وأن اتوقف عن تعقب في كندا ،ولهذا دائماً ما أنصح القادمين خاصة تسكن في التفاصيل الصغيرة التي فعلياً وبحسب علماء الأرصاد يبدأ الشتاء
فلول الليالي الباردة التي يغيب عنها دفء حضورك الجدد بأن لا يحضروا معهم أي ملابس يحرص كل منا على ارتدائها كالمعاطف في الحادي والعشرين من ديسمبروينتهي
رغم الجمر المشتعل في قلبي ،أريد أن أرسم خارطة شتوية لأنها لن تناسب الطقس هنا ..كل والقبعات ،والوشاحات الأنيقة التي نلف في الحادي والعشرين من مارس في العام
واقعية بألوان شوقي النارية على جدران بيتي ليكون ما نحتاجه إلى معطف مناسب للطقس بها أعناقنا والقفازات والمظلات التي الذي يليه ،لكن هنا فيكندا عادة ما يسقط
البارد وحذاء مقاوم للبرودة للخارج ،أما الثلج في نوفمبر بصورة متقطعة وقد يمتد
مزاراً للعشاق. الأماكن المغلقة فكلها مدفأة بالكامل نتفنن في انتقائها..
لذلك نرتدي ملابسنا العادية فقط.. الشتاء فصل الحب والحنين.. الشتاء حتى أخر شهر إبريل..
سأكف عن ممارسة لعبة المراهقة..لقد وصلت الى أما في بلداننا فقد كنا نعتمد على تدفئة الشتاء بكل ما فيه من مشاهد ملهمةكان فصل الشتاء رغم برودته إلا انه الأكثر
أخر الحلم وأنا أمرأة مكتملة النضج لذلك سأمنح بيوتنا بالدفايات المتنقلة الكهربائية أو حاضراً بقوة في لوحات الرسامين ،فقد دفئاً من بين كل الفصول ،والدفء هنا لا
أحرفي الحق في أن تمارس أمومتها معك ..تناغيك بمواقد الحطب ولأن بيوتنا من الإسمنت رسم الفنان الفرنسي صاحب المدرسة ينبعث فقط من المدفأة ولكنه يأتي من
وتهدهدك لتغفو بين راحتي وتنسى رحلات التعب.. فقد كانت لا تحتفظ بالحرارة ،هنا في الانطباعية كلود مونيه أكثر من 100لوحة حميمية الاجتماعات الأسرية ،ولذلك
كندا البيوت مصممة بحيث تكون دون فيهما مشاهد من فصل الشتاء. لو بحثنا في الذاكرة سنجد الكثير من
آه..بقي حلم آخر..يبدو انه لا فكاك من سطوة أكثر دفئاً وتحتفظ بالحرارة وكلها تتمتع أيضاً كان الشتاء حاضراً في الكثير من المشاهد تم تدوينها من فصول الشتاء
الأحلام.. بتدفئة مركزية..أيضاً في بلداننا كانت النصوص الشعرية ،فقدكتب له نزارقباني
هناك أغطية ثقيلة للشتاء وأخرى خفيفة قصيدته المشهورة " حقائب الدموع المتعاقبة..
أحلم بأن آتيك دون موعد ..فالمفاجأة تضخ في عروق للصيف ،أما هنا في كندا فنحن نستخدم مشاهد وروائح وأصوات من الذاكرة ..
اللقاء حالة من الفوضى والارتباك ..سأغزو صومعتك نفس الأغطية في الشتاء والصيف لأن والبكاء" فقال: فصل الشتاء يشعل فتيل الحنين للماضي
وأعاجلك بزخة عطرفتترنح وتتلعثم وأنت تبحث لي حرارة المنزل نحن من نتحكم فيها ونقوم إذا أتى الشتاء ،وحركت رياحه ستائري.. ،فيحلو لنا فيه استحضار مشاهد من
أحس يا صديقتي بحاجة إلى البكاء ،على الذاكرة لنستمد الدفء من الذكريات
عن وصف.. بضبط حرارة مناسبة طوال العام. المرتبطة به ..لا يكف قلبي عن الضجيج
وبرغم قساوة ظروف الطقس والعواصف ذراعيك ،على دفاتري وأنا أستحضر مشهد اللمة العائلية حول
أريد أن أسمع بحة صوتك وأنت تناديني فأترنح الثلجية إلا إنني لاحظت بأن الحياة في إذا أتى الشتاء ،وانقطعت عندلة العنادل.. الموقد أو الصوبا ،أذكر كيف كنا نلف
طرباً..وأرى عينيك تلمع ببريق الدهشة وصدرك كندا لا ترتبك ،كل شيئ يستمرعادياً إلا أنفسنا بالأغطية ولا تظهر إلا وجوهنا في
صاعد هابط متأبط تنهيدة فأتورط فيك أكثر وتنفلت في بعض الحالات الاستثنائية كما في وأصبحت كل العصافير بلا منازل ليالي الشتاء الباردة ،وأكواب المشروبات
العواصف الثلجية أو الأمطار الجليدية، يبتديء النزيف في قلبي وفي أناملي..كأنما الساخنة تتنقل بين أيادينا..أذكر كيف
مني الكلمات.. فقد يضطرون لإغلاق المدارس نظراً الأمطار في السماء تهطل يا صديقتي في كنا نتخاطف حبات الكستناء من بعضنا
لصعوبة التنقل لإنعدام الرؤية أو بسبب البعض ،في السهرات الشتوية كان يحلو
أن لنبضك عليك حق..وكل ما عليك هو أن تفتح عمليات إنزلاق السيارات ،ولذلك تعودنا داخلي لنا سماع الحكايا من الكبار ،كنا نجتمع
منافذ روحك لتتشربني قطرة قطرة فأنا مطر الأحلام كما باقي السكان هنا على الاهتمام بمعرفة وفي "حضرة الغياب" للراحل محمود حول المذياع لمتابعة برامج مسموعة،
المشتهاة ..أنا امرأة لا تصلح أن تكون مجرد ذاكرة حالة الطقس واتباع الإرشادات الخاصة أو نجلس أمام جهاز التلفاز الذي كان
بالسلامة التي تصلنا عبر وسائل التواصل درويش لم يغب فصل الشتاء فقال: يبث من قناة واحدة ،اليوم ومع وجود
من ورق وبعض حبر.. " للحنين فصل مدلل هو الشتاء ،يولد عدة أجهزة تلفازفي البيت الواحد وأجهزة
المختلفة من هيئة البيئة الكندية. من قطرات الماء الأولى على عشب يابس، الهواتف الذكية ومع اختلاف الأذواق
تصحو مشاعري بكامل يقظتها الأن على صوت ماجدة لفصل الشتاء في كندا مكانة كبيرة في فيصعد زفرات استغاثة أنثوية ،عطشى تفرقت اللمة العائلية ولم يعد للشتاء
الرومي الملائكي وهي تزقزق " أنا عم باحلم" فأطير الثقافة الكندية ،لذلك فهم يهتمون به إلى البلل...وعد بزفاف كوني هو المطر.. وهجه وسكن الصقيع البيوت رغم كل
على جناح الكلمات ...وأتمتم :لن أكف عم ممارسة ويحاولون بأن يجعلوا منه فصلاً للبهجة وعد بانفتاح المغلق على الجوهر ،وحلول
الأحلام..سأمارسها في النوم والصحو حتى لا تشيخ والنشاط ،ويقومون بممارسة العديد من وسائل التدفئة المختلفة..
أمنياتي ،وتشيب أحرفي ،وأعيش في ثنايا الحكايات الرياضات الشتوية كالتزلج بأنواعه ،ونرى المطلق في ماهيا ٍت هو المطر". الذاكرة لا تحتفظ فقط بمشاهد ،فهي
أيضاً مهرجانات المجسمات الثلجية التي أما الشاعر محمد الماغوط في قصيدته تحتفظ أيضاً بالروائح والأصوات أيضاً..
المنسية.. من الروائح التي تحتفظ بها ذاكرتي من
يبدع فيها النحاتون.. "حكايات الشتاء" فيقول: فصل الشتاء ،رائحة الأرض بعد أن تغتسل
الجميل أن الشعب الكندي يتعامل "أيتها الأرصفة عانقيني ،أيتها الثلوج بحبات المطر..رائحة الخبز المحمص
مع صعوبات الشتاء بكل صبر وتفهم، دثريني...أيتها الريح العجوز ،احكي على الكانون ،رائحة القرفة المنبعثة
كل منهم يقوم بواجبه على أكمل وجه لي قصة الشاطر حسن ،وعلاء الدين، من مشروب السحلب الشتوي ،رائحة
ويحضرون أنفسهم لاستقبال الشتاء بما والفانوس السحري ولص بغداد البطاطا الحلوة و الكستناء المشوية..
يلزم ،فيقومون بعمل الصيانة الخاصة والسندباد البحري ،وكل الحكايات رائحة الجمر المحترق ،وأشياء كثيرة
بأجهزة التدفئة في البيت ،ويقومون
بتبديل إطارات سيارتهم بإطارات الخيالية في ذاكرة الشيوخ والأطفال".. أخرى..
شتوية تحد من الانزلاق وهذا إلزامي فصل الشتاء في كندا.. أما الصوت الأكثر حضوراً في ذاكرتي
لضمانة سلامة مستخدمي الطرق.. فهو صوت حبات المطر المتساقطة على
كما إنهم يقومون بتحضير أكياس الملح عندما قدمت إلى كندا في العام ،1994لم الأسطح ،معزوفة في غاية الرومانسية
التي تستخدم لإذابة الثلج عند مداخل يكن عندي تصور واضح للطقس في كندا، خاصة عندما تصاحبه أغنية من أغاني
المنازل لتأمين المرور وتفادي الانزلاق، خاصة وإنني لم أرى الثلج من قبل لكنني فيروز التي غنت كثيراً للشتاء ودونت
وطبعاً يحضرون الملابس الشتوية ،أما كنت متحمسة ولدي فضول لخوض هذه مشاهد قمة في الرومانسية أخذت مكانها
محبي الرياضات الشتوية كالتزلج فلهم التجربة..إحدى السيدات ممن قابلتهن
تحضيرات اضافية كالملابس والأدوات عند وصولي أعطتني صورة قاتمة عن فصل في الذاكرة بجدارة.
الشتاء ،قالت لي" :ستصابين بالاكتئاب من منا لم يدندن معها " شتي يا دنيا
الخاصة بالتزلج. وستنطوين على نفسك لأن الألوان شتي ..تايزيد موسمنا ويحلى " ومن منا
وهنا وجب الإشادة بدور كل أجهزة لم يعش قصص الحب التي دونتها من
الدولة التي تحرص على تأمين المواطنين ستختفي وسيغطي البياض كل شيئ". خلال أغانيها الشتوية " قديش كان في
وتسهيل تحركاتهم خلال فصل الشتاء، شعرت بالقلق والخوف من كلماتها لكن ناس عالمفرق تنطر ناس ،وتشتي الدني
لهذا ترصد البلديات مبالغ كبيرة جمال الخريف الكندي آنذاك خفف
لتنظيف الشوارع الرئيسية أول بأول، قلقي وقررت أن استمتع بجمال تلك ويحملوا شمسية...الخ".
ونثر مواد مانعة للانزلاق على الأرصفة في اللوحة الخريفية الربانية التي لم أشاهد أيضاً كان يعجبني صوت طقطقة الحطب
المجمعات حتى لا تتوقف حياة الناس، مثلها من قبل ،خزنت عيناي كل الألوان المشتعل في الكانون وفرقعة حبات
فهم يعملون على مدار الساعة اثناء ،وامتلأت رئتي بالهواء النقي وكأنني كنت الكستناء على الصوبا ..ويأتي صوت الريح
أحضر مخزوناً من الجمال يعينني على
العواصف الثلجية.. تحمل فصل الشتاء القاسي كما صوروه والرعد ليكملا سيمفونية الشتاء.
لذلك استمتعوا بالشتاء ،وعيشوا التجربة من منا لم يبتهج لرؤية قوس قزح بعد
بتفاؤل ،مع خالص تمنياتي لكم بفصل لي.. المطر ،ورؤية البرق في الليالي الممطرة
شتاء آمن وممتع وخال من الانزلاقات.. جاء الشتاء واكتست الدنيا بالثلج ..كلها مظاهر احتفالية مبهجة مرسومة
الأبيض ولم أكتئب كما أوهمتني تلك بعناية ودقة مدهشة لأنها مظاهر ربانية
سلوى حماد السيدة ،بل على العكس تماماً ،لقد كانت
تجربتي الأولى مع الشتاء الكندي رائعة لا دخل لنا كبشر فيها..
بكل ما فيها من صعوبات ومفاجأت، من منا لم يرسم على الضباب المتكاثف
كانت تجربة جديدة بالنسبة لي ابتدا ًء
من اختيار الملابس والأحذية المناسبة،
مروراً بالتحضيرات اللازمة للسيارة
العنوان التصميم الفني رئيس التحرير الناشر عرب كندا
Office Address Design Editor in chief Publisher صحيفة عربية مستقلة
1826 Robertson Rd, فريق صحيفة م .زهير الشاعر شبكة العاشرة الإعلامية المحدودة 25
Suite 168 عرب كندا للاعلان معنا
Ottawa , ON , K2H 1B9 Aarab Canada www.arabcanadanews.ca
Tel: +16138909559 Newspaper Team info@arabcanadanews.ca