كأن الخوف للشاعرة ميساء يوسف

كأنَّ الخوفَ.. إذْ يزدادُ.. زادي

ونارٌ تستبيحُ مدى فؤادي

فلا خلٌّ يدومُ على هواهُ

ولا صحبٌ يجيبُ إذا تُنادي

ولا عينٌ تدومُ على رؤاها

لتسرحَ في السّهوبِ وفي البوادي

ولا كفٌّ سيرضينا شذاها

لتزهرَ برعماً في كلِّ وادِ

فهلْ يبقى لنا في العمرِ نبضٌ

بقلبٍ كمْ تمرّغَ بالسّوادِ ؟!

وذاتَكَ إنْ خذلتَ.. وأنتَ حرٌّ

فلا يُحزنْكَ خِذلانُ العبادِ

أرحتُكَ مِنْ وعودٍ لستَ منها

أيا زمنَ التّنافرِ والتّمادي

عسى أعتادُ داءً لا يداوى

وقدْ ألقى دواءً باعتيادي

عسى الأحلامُ تقضي ذاتَ ليلٍ

إذا صبري تناهى للنّفادِ

رجوتُ الدّهرَ أنْ يصفو لأهنا

بأرضِ الله منْ قبلِ الرّقادِ

فلا صفوٌ أتى ليضيءَ يومي

وعمري باتَ ينأى بابتعادِ

إذا ما الدّهرُ أضحى في تداعٍ

تناثرتِ الأماني كالرّمادِ

نما خوفي كطفلٍ قدْ جفاهُ

حنانُ الأمّ في سوقِ المَزادِ

مِهادُ الكونِ لنْ تكفي ليغفو

إذا الأهلونَ ضاقوا بالمهادِ

ومِصرُ.. وما تخبّئُ منْ كنوزٍ

ليُوسفَ ما عَنتْ.. فالجرحُ بادِ

إذا الأحبابُ آلمَنا أذاهُمْ

فلا لومٌ إذا طعنَ الأعادي

لزرعِ الودِّ ما اجتمعوا.. ولكنْ

لأحقادٍ.. تكاتفتِ الأيادي،

على وطنٍ عزيزٍ قدْ تشظّى

كوهمٍ... في التّناحرِ والعنادِ

غدا خوفي بخوفي مستزيداً

وزادَ الخوفَ.. خوفُكِ يا بلادي!