عبثاً يا شِعرُ للشاعر تيسير حيدر من لبنان

عبَثاً يا شِعْرُ تُباري الشَّوقَ والحَنين    

السِّنْديانَةُ التي اغْتَسلَتْ بالمَطَر ،نَقِيَّة كَجَدَّتي بَعدَ الوضوء  

فوَّاحَة بالعَبير ،الإخْضِرارُ ثَروَتُها ،أوراقُها تَبسِمُ 

ماذا تَقولُ اللُّغَةُ في حَضْرَةِ هذا الإدْهاش؟!   

تَنْحني العِباراتُ والفَواصِلُ والنُّقاطُ، وعَلاماتُ الإسْتِفهامِ تَغْزُرُ وتَنْدرُ الكَلِماتُ

قَصِيدةٌ للإنْفِعالاتِ فَقَط  

كَيفَ تَستطيعُ أن تَرسمَ انْحِناءاتِ الغُيومِ وظِلَّها فوق الجَبل ؟!   

هَل تَسْتطيعُ الجُمَلُ أن تُرَنِّمَ حَنينَ المَيازِيب أو رَفِيْفَ غَزارةِ غُيومِ الثُّلوج أو مُداعَبةَ البَرَدِ للإذُنين والوَجه ؟!    

ثُمَّ مَن يَقْدرُ أن يُسَطِّرَ ما تَقولُهُ شَجَرةُ الزَّيتون التي تُعانِقُني الآنَ بأذْرُعِها ؟!   

والعَصافيرُ ،ماذ تَقولُ لَو رَأتْني أجَالِسُ صَخرةً وتُعَلِّمُني التَّفاعِيلَ المَنْسيَّة ؟! 

وقلبي هل تَقْدرُ مُوسِيقى الشِّعرِ أن تُرَنِّمَ عَذَاباتِه ؟!    

عَبَثاً يا شِعرُ تُباري الشَّوقَ والحَنين !!