الرؤوس المحشوّة بالقش للشاعرة فوزية أوزدمير

الرؤوس المحشوّة بالقش .. 

هادئة وعديمة المعنى

تترنّح مُتراقِصة .. 

أشكال بلا هيئة ، وظلال بلا لَوْن 

تبدو بلا جدوى مدجّجة بالصمت 

في الليل تتوالد الأشباح بين شراشفي .. 

في النهار تتموضَع العقلانية داخلي

لو أنني شيء ..

محاط بشيء .. 

نهاية شيء 

ثمّة أصوات خرساء 

تدور في الفراغ

الأموات يثيرون خوفاً فيّ ، أيا ًكان من حدّق فيّ

لست متأكدة هل أنا موجودة أم لا .. !

سأتظاهر بالنسيان وأرخي جدائلي 

أنا بحاجة إلى الخيال كي أواجه تلك الفضاعات التي تفرضها عليّ الأشياء

رأيت شيئاً أبيض في السماء

يقولون لي إنه القمر .. !

- عيناه معبأتان بصمتِ نبي -

يجلد تلك التخيلات الملعونة ذات الثقوب الصغيرة بالموت .. !

كم وددت أن لا أكون خطيئة إثم اقترفه أحد ما .. ?

كم وددت أن أكتب شيئاً قاسياً عن نفسي .. !

لاحظت أنّ لا أحد في المرآة

داخل المرآة هناك آخر - يَتربّص -

لم تعد المرايا أكثر صمتاً 

يخيّل إلي ، الصوت نفسه دائماً 

تَموء بصوتٍ خفيض

كقطةٍ تحت المطر

لا أعتقد أنني سأفكر بالأمر مرتين

هذه الذاكرة مثل الساعة الرمليّة 

ثوانيها يعتريها الخفاء أو تعوزها - الدقّة -

ليس هذا بمهم 

المهم أنها موجودة 

أليس كذلك .. ? !

لا أدري قد تكون كذباً .. ?

لكن هذا الكذب جزء من الذاكرة .. !