آخر الأخبار

بعد انتكاسة مؤقتة.. استئناف التجارب السريرية على لقاح جامعة أكسفورد

قالت شركة أسترازينيكا اليوم إن التجارب السريرية على لقاح فيروس كورونا في بريطانيا  والذي تطوره جامعة أكسفورد تم استئنافها بعد تأكيد من هيئة تنظيم الأدوية الصحية أنه من الآمن القيام بها، وفقا لـ"رويترز".

وكانت الشركة علقت تجارب عالمية للقاحها التجريبي المحتمل لفيروس كورونا بعد إصابة أحد المشاركين في التجارب في بريطانيا بمرض غامض، الأمر الذي أثار شكوكا بخصوص احتمالات طرح اللقاح في الأسواق في وقت مبكر.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد وصفت اللقاح الذي يستهدف مكافحة مرض كوفيد-19، والذي تطوره شركة أسترا زينيكا البريطانية بالتعاون مع جامعة أكسفورد، بأنه المرشح الأول والأكثر تطورا في العالم.
وقالت الشركة حينها إنها أوقفت التجارب، بما فيها الخاصة بالمرحلة الأخيرة، للسماح بأن تراجع لجنة مستقلة بيانات السلامة وإنها تعمل لتقليل أي تأثير محتمل على الجدول الزمني لطرح العقار.
وقال وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، لمحطة سكاي نيوز "واضح أن ما جرى يمثل تحديا لهذه التجربة الخاصة للقاح".
وجاء قرار وقف التجارب في أعقاب تقارير بأن الولايات المتحدة تستهدف تسريع خطى اعتماد اللقاح قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر .
والمخاطرة هنا كبيرة لأن أسترا زينيكا، وهي أكبر شركة أدوية بريطانية من حيث القيمة السوقية، اتفقت بالفعل على تقديم ما يقرب من ثلاثة مليارات جرعة من اللقاح لحكومات في أنحاء العالم.وهذا أكبر من أي مشروع لقاح آخر.

وتم تشكيل لجنة مستقلة لمراجعة السلامة لكن الشركة قالت إن ذلك كان "إجراء روتينيا" يهدف إلى الحفاظ على نزاهة التجارب.
ولقاح أسترازينيكا هو واحد من تسعة في العالم حاليا في الطور الأخير من المرحلة الثالثة من التجارب البشرية.
في الولايات المتحدة، سجّلت الشركة 30 ألف متطوع عبر عشرات المواقع في 31 أغسطس، ويتم اختبار مجموعات أصغر في البرازيل وأماكن أخرى في أميركا الجنوبية.
ويستخدم اللقاح، المسمى "اي زيد دي 1222"، نسخة مستضعفة من الفيروس الشائع المسبب لنزلات البرد المصمم لترميز البروتين الشائك الذي يستخدمه فيروس كورونا المستجدّ لغزو الخلايا.
بعد التطعيم، يتم إنتاج هذا البروتين داخل جسم الإنسان، ما يهيئ جهاز المناعة لمهاجمة فيروس كورونا إذا أصيب الشخص لاحقًا.
قال مدير مؤسسة ويلكوم ترست الخيرية للبحوث العلمية في المملكة المتحدة غيرمي فارار إن تجارب اللقاحات غالبًا ما تتوقف.
وأفاد إذاعة "بي بي سي" في مقابلة أنّ الأمر أظهر أهمية إجراء تجارب اللقاحات بشكل صحيح، مع إشراف مستقل ومشاركة من الجهات الرقابية.
وأضاف "في النهاية يجب أن يكون لدى الجمهور ثقة مطلقة في أن هذه اللقاحات آمنة وبالطبع فعّالة على أمل أن تنهي الوباء بالنهاية".
وقال باتريك فالانس كبير المستشارين العلميين في بريطانيا الأربعاء إنه ينبغي توقع أحداث مماثلة لكن التقدم في اللقاحات والعلاجات يعد إيجابيا بشكل عام.
وقال في مؤتمر صحفي في مقر الحكومة "البعض سيخرج (للعلن) هذا العام من حيث الفعالية والسلامة".
وتابع "وأعتقد أن هناك فرصة معقولة (...) يمكننا التفكير في إمكانية التطعيم العام المقبل في وقت ما على مستويات أكبر".

ونقل تقرير لصحيفة نيويورك تايمز عن أحد المقربين من الوضع قوله إن مشاركا في التجارب مقره بريطانيا وجد أنه مصاب بالتهاب النخاع الشوكي، وهو عرض التهابي يصيب النخاع الشوكي وغالبا ما ينجم عن عدوى فيروسية.
وأوضح التقرير أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان لذلك صلة مباشرة بلقاح أسترا زينيكا.
وقال دوج براون، الرئيس التنفيذي للجمعية البريطانية لعلم المناعة، "الناس يمرضون لأسباب عديدة، وسيقوم فريق المشروع الآن بمراجعة متعمقة لسبب مرض هذا الشخص وما إذا كان مرتبطا بتطعيمه باللقاح أم لا".
وتسبب التعليق في انخفاض بلغ ثلاثة في المئة في سهم الشركة، التي لها ثاني أكبر ثقل في مؤشر فايننشال تايمز 100، وإن كان جرى تداوله بارتفاع 0.5 في المئة بحلول الساعة 1540 بتوقيت جرينتش.
وبدأت تجربة اللقاح في بريطانيا في مايو بمشاركة ما يزيد على 12 ألف شخص أعمارهم من خمس سنوات وحتى أكثر من 70 عاما.
وأُطلقت الأسبوع الماضي التجربة الأمريكية، التي استهدفت 30 ألف مشارك، للقاح إيه.زد.دي 1222، والتي تجرى أيضا المرحلة الأخيرة من تجاربها السريرية في البرازيل وجنوب أفريقيا.
ومن المقرر إجراء تجارب إضافية في اليابان وروسيا مستهدفة مشاركة 50 ألف شخص في أنحاء العالم.
وتردد صدى ذلك في شركة ليوكوكير الألمانية، التي تعمل على لقاح مشابه للقاح أسترا زينيكا لكن في مرحلة مبكرة.
وقال ميكائيل شويل الرئيس التنفيذي للشركة "عندما تقوم بتطعيم 20 ألف شخص، فإن وقوع أحداث سلبية شديدة في مرحلة ما أمر مفروغ منه. وبمجرد استبعاد علاقة اللقاح بما جرى بشكل واضح، تُستأنف التجربة".
وأضاف أنه مع ذلك فإن الأمور المرتبطة بالمناعة مثل الالتهابات ستخضع لتدقيق خاص.