لقاء خاص مع الاستاذ محمود عبد الرحيم عابد

إلتقت صحيفة عرب كندا بالأستاذ محمود عابد الذي وصل كندا برفقة والده الطبيب الجراح الفلسطيني عبد الرحيم عابد، وقد كان عمره في حينها 16 عاماً، حيث وصل إلى كندا عام 1999 قادماً من  دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي أتاح لنا بدوره الفرصة لمحاورته كإبن من أبناء الجالية العربية الفلسطينية الذين سجلوا بصمة نجاح في عملهم منذ مجيئهم إلى كندا وهو لا زال صغير السن نسبياً، وقد حرص على أن يكون اللقاء في جو أسري دافئ،  ليضفي بذلك أخلاقيات وعادات وتقاليد الغزاوي الفلسطيني الأصيلة.
عابد كان يحدثنا وهو في قمة السعادة والترحيب بهذا اللقاء لينقل تجربته الشخصية من خلال منبر صحيفة عرب كندا التي أبدى إعجابه الشديد بها، آملاً بذلك أن تكون نموذجاً ينعكس إيجابياً على ابناء الجالية العربية بشكل عام والجالية الفلسطينية التي ينتمي إليها بشكل خاص.  حيث  أفاد بأنه أنهى دراسته الثانوية في العاصمة الكندية ومن ثم أنهى دراسة البكالوريوس من جامعة أوتاوا، ومن ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة ووتر لوو، وبعد ذلك إلتحق بعدة مواقع مهنية سجل فيها عدة بصمات إنسانية ومهنية وإبداعية، وإكتسب من خلالها خبرة أهلته لكي يلتحق بالمكان الذي وجد نفسه وقد حقق ذاته فيه، وهو العمل في المختبر الجنائي مع الشرطة الملكية الكندية RCMP.
عابد قال بأنه عندما وصل إلى كندا كان يدرك تماماً بالرغم من صغر سنه بأنه يتوجب عليه بأن يجتهد في دراسته حتى يجد عمل قريب من مجال يحبه ويستطيع أن يجد نفسه فيه ، فوجد أن مجال العمل في المختبر الجنائي هو الأقرب لرغبته وخبرته، وهكذا  كانت البداية بالنسبة له بعد أن عمل في عدة مراكز طبية مختلفة منها مستشفى أوتاوا، ومركز السرطان التخصصي ووزارة البيئة، حيث أنه كان يؤمن على الدوام بأن أهم شئ في رحلة البحث عن الإستقرار والنجاح هو أن يبحث الشخص عن عمل يحبه ويمكن أن يبدع فيه، والأهم من ذلك هو العمل بصدق وأمانة وإخلاص وإنتماء حقيقي. 
وقد كان لصيحفة عرب كندا الحوار التالي مع الأخ محمود عابد  الذي سألناه بداية أن يعرف قراء صحيفة عرب كندا على نفسه من خلال هذا اللقاء الخاص ، لتسليط الضوء على بعض أفراد الجالية العربية من أصحاب التجربة الناجحة منذ مجيئهم إلى كندا حتى اليوم،  لتكون حافزاً إيجابياً ومشجعهاً لهم، فأجاب:
ج. أشكرك على هذه الاستضافة.. اسمي محمود عبد الرحيم عابد، فلسطيني الأصل، ولدت في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1983، ثم هاجرت مع عائلتي إلى كندا عام 1999، تخرجت من المدارس الكندية والتحقت بجامعة أوتاوا وحصلت على بكالوريوس في البيولوجي والبايوتكنولوجي ثم حصلت على درجة الماجستير من جامعة ووتر لوو في الإدارة، ثم عملت لعدة سنوات في مختبرات أبحاث السرطان، كما عملت في مستشفى أوتاوا، ثم انتقلت للعمل في القطاع الحكومي الفيدرالي في وزارة البيئة، وفي العام 2006 التحقت بالعمل مع شرطة الخيالة الكندية الملكية  .RCMP
س. هل واجهت صعوبة بالإنخراط في المجتمع الكندي نتيجة انتقالك من الإمارات العربية المتحدة إلى كندا، خاصة وأنك تخرجت من مدارس كندية ودرست في جامعة كندية؟
ج. حقيقة تتميز كندا عن باقي الدول الأخرى، بأنها بلد متعدد الثقافات وتمنح كل مواطنيها مهما كانت أصولهم فرصاً متساوية. عندما جئت إلى كندا كان عمري 16 عاماً وكانت اللغة الإنجليزية تمثل العائق الرئيسي بالنسبة لي، خاصة وانني جئت من مدارس عربية، لكن هذا العائق زال بفضل دعم ومساعدة أساتذتي وزملائي في المدرسة والجامعة والمجتمع الكندي الذي أعيش فيه بكل مكوناته . كندا بلد رائع حقاً ، تجد فيه كل الدعم ممن حولك ، لذلك كنت أرى الفخر في عيون أساتذتي لنجاحي لأنهم يعتبرون هذا النجاح نجاحاً لهم، وأستطيع القول بأن تجربتي في هذا البلد كانت ناجحة وهذا جعلني أحمل كل الحب والولاء لكندا.
س. هل حبك وولائك لكندا أثر على ولائك لجذورك الفلسطينية؟
ج. بإحتصار شديد أستطيع أن ألخص إجابتي في أن عندي طفلين، أعلمهم بأننا مواطنين كنديين من أصول فلسطينية وأحرص على الداوم أن أغرس فيهما حب كندا مع الحرص على ترسيخ حبهما لوطنهما الأم فلسطين، فكلا البلدين محل فخر واعتزاز، حبنا لكندا وولائنا لها لا يجب أن ينتقص من حبنا لجذورنا وهويتنا الفلسطينية التي نعتز بها أيضاً.
س. هذا يعني أن حبك لكندا لم ينسيك هويتك الأصلية كفلسطيني خاصة وأنك من أبناء غزة وكلنا يعلم ظروف غزة المعقدة .. فهل تحرص على أن تعمل كسفير لهويتك الفلسطينية؟
ج. انا زرت غزة مرة واحدة  طوال حياتي، لكن تبقى الهوية الفلسطينية في دمنا ، نحن كمواطنين كنديين من أصول عربية يجب علينا أن نكون دائماً خير سفراء لأوطاننا الأصلية، وأن نقدم لشركائنا هنا في بلدنا العزيز كندا صورة حقيقية عنا، ولكننا كفلسطينيين علينا عبء أكبر، وهو الحفاظ على هويتنا من التآكل، خاصة وأن غالبية الفلسطينيين مولودون خارج فلسطين وكذلك أبنائنا والأجيال القادمة.
س. هل أثر تخصص والدك كطبيب على اختيارك لتخصصك الجامعي؟
 ج. بلا شك، عمل والدي كجراح للأطفال منحه حب الناس واحترامهم وثقتهم وهذا المردود المعنوي كان له عظيم الأثر علينا كأسرة، ولذلك فكرت في أن أختار تخصص يكون فيه فائدة للبشر، ولها مردود معنوي وليس مادي فقط، لذلك بدأت عملي في مراكز لأبحاث السرطان لشعوري بأن هذا عمل يفيد العديد من البشر، والانسان لا يجيد عمله إلا اذا كان يؤمن بأن فيه مردود معنوي وإنساني عميق.
س. من خلال حديثي معك فهمت انك في حياتك المهنية قد تنقلت في عدة مجالات حتى وصلت إلى عملك الحالي في الأمن الجنائي في شرطة الخيالة الكندية الملكية.. ما هو تأثير هذه التنقلات على اداءك وتطورك المهني؟
ج. فلسفتي في الحياة بأن باب العلم والتعلم مفتوح على الدوام، وما على الإنسان إلا أن يحاول أن يستفيد من كل شيئ يتعلمه ويفيد مجتمعه من خلاله، لذلك أجد أنه في كل مهنة زاولتها تعلمت شيئ جديد واكتسبت المزيد من الخبرة، حيث أنني كنت أتوقف لأعيد اكتشاف نفسي والبدء في مجال جديد لأنقل ما تعلمته وبذلك أكتسب خبرات جديدة، خبراتنا هي ملك للمجتمع الذي نعيش فيه وعلينا أن نسخر هذه الخبرات لخدمة عدد أكبر من الناس، وهذا ما أؤمن به وما تعلمته في حياتي المهنية والشخصية.
س. من الواضح أن لديك شعور داخلي بالامتنان الصادق لكندا، هل هذا هو الدافع الأساسي الذي يدفعك لتطوير قدراتك المهنية باتجاهات انسانية لخدمة المجتمع الكندي؟
ج. أنا أعتبر أن العمل الحكومي هو خدمة مباشرة أؤديها كمواطن  في هذه الدولة التي قدمت لي الكثير،  كندا احتضنتني واعطتني الفرصة لكي أطور نفسي وهذا خلق لدي حالة من الإمتنان الصادق لها ، وبدون أدنى شك تحول  ذلك إلى حب أمين ووفاء وإخلاص لهذا البلد المعطاء، لهذا كنت مؤمناً ولا زلت بالتأكيد أؤمن بأنه من الواجب خدمة هذا البلد بشكل عام والمجتمع الذي أعيش فيه بشكل خاص.
س. كثير من أبناء الجالية يعيشون في حالة انعزال عن المجتمع الكندي خوفاً من الذوبان وضياع هويتهم الأصلية،ماذا تقول لهذه الفئة؟
ج. أقول لهم، غن كندا تقبل المهاجرين وتعطيهم فرصاً متساوية بغض النظر عن الاختلافات بينهم ، هم مواطنون تحت القانون ولهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات ، لذلك علينا كمواطنين أن نبني علاقة جيدة بيننا وبين المجتمع الذي نعيش فيه، ولذلك عليكم أن تستفيدوا من الفرص المتاحة أمامكم وأن تثبتوا وجودكم في مجتمعكم ، لأن الاندماج يمثل علاقة تبادلية بينكم وبين المجتمع الذي احتضنكم، قدموا ما لديكم من خبرات مهنية وإنسانية لهذا المجتمع وخذوا منه خبرات جديدة مفيدة تحسنوا بها من خبراتكم وتقدمكم في المجتمع ، مع التأكيد على أن الاندماج لا يعني ضياع هويتكم الأصلية، بل على العكس تماماً هو يمثل وسيلة إيجابية لتقويتكم وجعلكم أكثر فاعلية وقدرة على خدمة أنفسكم.
س. انت تعمل في جهاز أمني ، وكما تعرف أن مفهوم الأجهزة الأمنية في ذاكرة الانسان العربي هو مفهوم مرتبط بالقمع والخوف، كيف ترى نظرة ابناء الجالية العربية إليك وأنت تعمل  في جهاز أمني كندي؟
ج. أولاً كندا هي دولة مؤسسات وقانون ، ولكن بلا شك ينظر الكثير من أبناء الجالية إلى هذا الأمر نظرة متخوفة ومتشككة تجاه من يعملون في أجهزة أمنية، لكنني أقول لهم أن الأمر هنا في كندا مختلف تماماً، حيث أن الأجهزة الأمنية الكندية مهمتها حماية المواطنين والعمل على راحتهم وتوفير الأمن والأمان لهم والجميع تحت طائلة القانون وهناك تخصصات متعددة توفر الكثير من الوظائف في هذه الأجهزة مثلها مثل المؤسسات المدنية الأخرى، وليس بالضرورة أن تكون وظائف أمنية بشكل مباشر إن كان هناك أي تحسس ما إتجاه هذا الأمر وأنا أتفهم ذلك.. ولو سألنا أي مهاجر لماذا هاجرت إلى كندا، سيرد بحثاً عن فرص عمل جيدة والحصول على العيش بأمان، لذلك الأجهزة الأمنية في كندا تعمل على منع الجرائم قبل أن تحصل، كما تعمل على حماية حريات البشر وحقوقهم وأرواحهم والأمثلة على ذلك كثيرة جداً، ولذلك لا وجود لاي مقارنة بالمطلق،.
 كما أن الوظائف المختلفة في هذا المجال هي مفتوحة أمام الجميع ممن هم مؤهلين لذلك، ولدينا الكثير من الكنديين من أصول عربية يعملون في هذه الأجهزة كل في مجال تخصصه، وهذا لا يعفي هذه الأجهزة من ضرورة العمل أكثر من أجل إيجاد آليات تضمن بناء الثقة ما بينها وبين هؤلاء المواطنين والعمل على إزاحة هذه الشكوك الموروثة التي لا وجود لها من الأساس.
س. هل تشجع أبناء الجالية العربية للانضمام إلى أجهزة الأمن بكندا، خاصة وان مفهومها يختلف تماماً في الاداء والوظيفة عن الأجهزة الأمنية ببلداننا العربية؟
ج. بالتأكيد أشجعهم للعمل في هذا المجال الذي يتمتع بالمهنية العالية ويقدم خدمات جليلة لأفراد المجتمع وأعتبر أن هذا واجب أخلاقي ووطني لخدمة بلدنا كندا.. الشرطة الكندية في حالة تكامل مع المجتمع ومنفتحة عليه وتعمل على الدوام من أجل أن تبني جسوراً من الثقة بينها وبين المواطنين لتأمين بيئة آمنة لهم بغض النظر عن ثقافتهم أو دينهم أو أصولهم.
كثيرون ينتقدون بعض النظم التي تعمل بها بعض المؤسسات، وهذا أمر جيد حيث أن الانتقاد أمر إيجابي ويساعد على إظهار الأخطاء لكنه لا يحل المشاكل، وحتى تحل المشاكل ويتغير النظام للأفضل لابد من الانخراط فيه، وسأذكر هنا مثالاً:
لتحسين أداء الشرطة لابد من أن تضم أفراداً من كافة فئات المجتمع، والمرأة المسلمة جزء كبير من الجالية المسلمة لكن مع عدم وجود زي للمحجبات في شرطة الخيالة الملكية الكندية سابقاً جعل الكثيرات يعزفن عن الانضمام لهذا الجهاز المهم،  ولكن عندما تحدثت مع مديرة شرطة الخيالة الملكية الكندية وشرحت لها الأمر ، تجاوبت مع الفكرة وشجعتها، واليوم أصبح هناك زي رسمي للمسلمات عندنا في هذا الجهاز وأعتقد أنه موجود في الأجهزة الأمنية الأخرى أيضاً.
س. هل تشعر بأن هناك تمييز في تقييمك الوظيفي كونك من الأقليات؟
ج. اطلاقاً، التقييم يتم حسب الكفاءة والأداء والقدرة على تطوير الشخص لنفسه، الفرص متساوية للجميع ويبقى الدور الأكبر على الشخص وقدرته على تقديم أفضل ما لديه.. تقدمك في السلم الوظيفي ليس له علاقة بمن تكون وما هي أصولك، بل بما تقدمه في مجال عملك وإبداعك فيه.
س. أنت تمثل نموذجاً مشرفاً نعتز به في الجالية العربية ، ومن خلال عملك في شرطة الخيالة الكندية تقدم خدمات لوطنك الأصلي فلسطين عن طريق متابعة معمل جنائي هناك..  هل بالإمكان أن تحدثنا عن هذه التجربة؟
ج. في العام 2010 قررت الحكومة الكندية دعم مشروع لبناء منظومة العدالة في فلسطين والمشروع كان عبارة عن شراكة ما بين فلسطين وكندا، وكان من ضمن المشروع بناء مختبر جنائي في فلسطين، وقد قام وفد من الشرطة الفلسطينية بزيارتنا هنا للإطلاع على خبراتنا في هذا المجال وقد قمت بترجمة نشاطات الرحلة كوني الوحيد الذي كان يتحدث العربية.. وفي العام 2014 تم بناء المختبر الجنائي واختيار الطاقم وطُلب مني المساعدة في التدريب، وكانت الأمم المتحدة هي المشرفة على المشروع، واستطعت أن أقوم بواجبي ككندي فلسطيني ضمن المتطلبات والإمكانيات المتاحة وما يمليه علي الواجب المهني.
س. بماذا شعرت وأنت تقدم خبراتك المهنية التي اكتسبتها في البلد التي احتضنتك كندا لبلدك الأصلية؟
ج. بالتأكيد كان شعور رائعاً ، لقد ساعدتني كندا في خدمة وطني والحفاظ على هويتي الفلسطينية، لولا دعم كندا لي وخبرتي فيها والفرصة التي تحصلت عليها بالعمل في جهاز مهم مثل شرطة الخيالة الملكية الكندية ما استطعت خدمة بلدي فلسطين، هذه هي كندا البلد العظيم الذي يتيح لنا ذلك.
س. بعض المهاجرين واللاجئين الجدد يصابون بالإحباط بسبب فئة من المحبطين الذين ينقلون لهم صورة سوداوية عن الحياة في كندا فيلجئون للإنعزال والانغلاق على أنفسهم نتيجة للإحباط، ماذا تقول لهم؟
ج. أقول لكل القادمين الجدد، عندما تأتي لكندا، ابدأ حياة جديدة ولا تستمع لأي أفكار هدامة تؤثر على معنوياتك وطموحاتك.. كندا بلد تمنح الجميع الفرص دون تمييز.. عش تجربتك واستثمر الفرص واثبت نفسك، ربما تواجهك بعض المصاعب في البداية لكن بالعزم والإرادة ستتغلب على كل المصاعب بفضل مساعدة من حولك الذين سيدعمونك ويساعدونك على تخطي هذه المصاعب.
أما الأشخاص المٌحبطين فأقول لهم، أنتم بسلوكياتكم السلبية تؤثرون على المجتمع بالكامل، إحباط فئة من المواطنين هو تعطيل لقدراتهم .. القادمين لكندا هم ثروة بشرية مهمة لابد أن تساهم في نمو ورخاء هذا البلد، فساعدوهم على ذلك حتى تساعدوا أنفسكم ايضاً.
س. كمواطن كندي من أصل فلسطيني ناجح، ونموذج عربي مٌشرف، ماذا تود ان تقول للجالية الفلسطينية؟
ج. مهم جداً كجالية ان نتوحد تحت هوية واضحة هي الهوية الفلسطينية، لا يجب أن نسمح لاختلاف توجهاتنا أن تؤثر على علاقاتنا مع بعضنا البعض كفلسطينيين، قضيتنا واضحة وهي إيجاد حل لشعبنا الفلسطيني لأنه شعب يستحق الحياة كباقي الشعوب، يحضرني قول شاعرنا الراحل محمود درويش عندما قال " على هذه الأرض ما يستحق الحياة"..  لذلك كونوا فلسطينيين وتوحدوا تحت راية المحبة والإخوة من أجل قضيتنا العادلة.
س. ما رأيك في صحيفة عرب كندا، وهل لديك أي ملاحظات عليها؟
ج. أحرص على قراءة النسخة الورقية وأتابعها هذا بالإضافة إلى النسخة الإلكترونية التي أقوم بإرسالها لأصدقائي خارج كندا، هي صحيفة ناجحة بالفعل، لأنها تغطي الأحداث وخاصة المحلية التي تتناول العديد من المواضيع المتعلقة بحياتنا اليومية في كندا، بالإضافة إلى المواضيع المتنوعة ، وخدمتها لأفراد الجالية وتشجيعهم، وبث روح الأمل فيهم عن طريق تسليط الضوء على إنجازاتهم التي ربما تكون حافز للآخرين.
أسعد كثيراً عندما أجد صحيفة عرب كندا الناطقة بالعربية تحمل هويتها وعنوانها الخاص بها في مداخل المحلات بجانب صحف الجاليات الأخرى ، وهذا مدعاة للفخر لأن كندا منحتنا حرية التعبير وسنت قوانين لحماية هذا الحق. وأقول لكل القائمين على صحيفة عرب كندا، أكبروا أكثر وأكملوا الطريق.. لأننا نود أن نرى الصحيفة متطورة إلى بث مرئي ومسموع.
س. قبل أن ننهي اللقاء ، نود منك كلمة أخيرة لأبناء الجالية العربية من خلال صحيفة عرب كندا.
ج. رسالتي لأبناء الجالية العربية الكرام بأن يندمجوا في المجتمع وأن يكونوا فاعلين لخدمته، الاندماج في المجتمع لا يتعارض مع هويتنا الأصلية ولا يؤثر على ولائنا لأوطاننا الأصلية ، بل على العكس تماماً ، كوننا مواطنين كنديين فاعلين وإيجابيين يجعل ذلك لنا حضور في المجتمع،  ومن خلال تواجدنا نستطيع أن نثقف من حولنا ونعطيهم صورة واضحة وواقعية عن قضايانا العادلة، ووحده الاندماج  هو الذي سيمنحك الفرصة لتستفيد من كل الفرص المتاحة أمامك وحولك، واعتقد أن هذا لا يتعارض بالمطلق مع حبنا وإنتمائنا لهويتنا الأصلية، كونوا فخورين بأصولكم وكونوا فخورين بكونكم كنديين، وساهموا في البناء من أجل حياة كريمة لكم ولأبنائكم.