آخر الأخبار

تبعات تبعات ... الحذر الحذر

 

أكيد ان هناك تبعات لما ستقوم به السلطة الفلسطينية من "وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع الجانب الاسرائيلي" ، وعلينا بالتالي أخذ حذرنا، واهمها ما يتعلق بقضايا الحل الدائم ، من المرجح ان تبطش اسرائيل ببعضها و تتحايل في بعضها الاخر ، وأهمها قضية عودة اللاجئين، إذ ستعمد الى إلغاء هذا الحق المقر أمميا من خلال مثلا الغاء وكالة الغوث الدولية، او تقليص عدد اللاجئين من ستة ملايين الى بضعة الاف ممن ظلوا على قيد الحياة منذ لجوئهم في عام 1948، تكون شقيقتي الكبرى "ثريا" هي الوحيدة بيننا التي يحق لها العودة، من بين نحو مئتين هم اعضاء اسرتنا الصغيرة التي انحدرت من صلب ابي ورحم امي، اذ كانت اختي قد اصبح لها من الاولاد والاحفاد وابناء الاحفاد حوالي خمسين فردا .

وهذا بحد ذاته لا نخشاه ، لكن ما نخشاه ان تقصر اسرائيل حق العودة على من هم خارج فلسطين ، فيمنعون حتى "ثريا" من ان تعود الى قريتها التي ولدت فيها عام 1946 .

نخشى ان يبطشوا بالقدس ، فيكرسوها كما توعدوا دائما ، معراخ وليكود ومن بينهما ، عاصمة موحدة لهم. صحيح ان هذا سيكون صعبا بعض الشيء، كون هذه المدينة مقدسة لدى العالمين العربي والاسلامي ، مما سيجعل الامر اقرب الى المستحيل، ولكن ماذا مع سكانها الفلسطينيين الذين يناهز تعدادهم نحو ثلاثمائة الف؟ ماذا ان قرروا هدم منازلهم بالجملة والمفرق؟ لكن هذا سيكون تطهيرا عرقيا، فهل يمكن ان يسمح العالم بشيء من هذا القبيل ونحن على ابواب العقد الثالث من المئوية الاولى في الالفية الثالثة؟

نخشى ايضا من ضمن التبعات ان يسمحوا بتوسع الاستيطان وتسمينه من تحت الطاولة ، بحيث تصبح الكلمة الفصل للكتل الاستيطانية ان تحول الضفة الى اشبه ما يكون بالكانتونات ، رغم ان وصف الحد الادنى من تعريف الامم المتحدة بالاستيطان انه حجر عثرة في طريق السلام ، ولا نظن انهم سيزيحزن السلام من طريق الحجر بدل ازالة الحجر من طريق السلام. ما فعله السفير الامريكي مؤخرا عندما حمل المطرقة ليهدم جدارا في سلوان ، مجرد حادثة، لا يمكن لامريكا التعويل عليها .

من ضمن التبعات التي يجب الحذر ازاءها استباحة مناطقنا ، ما درج على تسميته مناطق ألف ، لتصبح هذه المناطق مسرحا ومرتعا لجنودهم يدخلونها وقتما يشاؤون ليعتقلوا ويصادروا ويهدموا ، فـ"يضطروا" لان يقتلوا ويجرحوا من يعيق مهماتهم وغالبيتهم من الاطفال الذين يمكن ان يتجرأوا على السلام وعلى الجنود بحجر.

بالمناسبة ، تصادف هذه الايام ذكرى مرور سنة على استشهاد الطفل اركان مزهر الذي قنص امام منزله في مخيم الدهيشة، وهو واحد من ضمن حوالي عشرة اولاد قنصوا داخل المخيم في ساعات الليل، ومعهم نحو سبعين معوقا بالرصاص، لم يكونوا في تل ابيب او على مفرق عتصيون يفجرون او يطلقون النار او يتهددونا مستوطنا بسكين!