بدأت شركات الشحن الكندية تشعر بالضغط جرّاء هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر، فيما تعرفة الحاويات تسجل ارتفاعاً ووصول السفن إلى الساحل الشرقي يسجّل تأخيراً.

وتظهر بيانات مرفأ هاليفاكس أنّ 57 سفينة من أصل 87 سفينة، أي قرابة الثلثين، التي كان من المقرر أن تصل إلى هذا المرفأ الواقع على سواحل كندا الأطلسية خلال الأسابيع الأربعة المقبلة، بات من المتوقع أن تصل متأخرةً يوماً واحداً على الأقل عن الموعد المحدد، وبضعةَ أسابيع في بعض الحالات.

ووفقاً لمكتب ’’دروري‘‘ (Drewry) للأبحاث، تضاعف معدل ​​سعر حاويات الشحن منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر)، عندما كثّف المسلحون الحوثيون في اليمن هجماتهم على سفن تجارية في البحر الأحمر احتجاجاً على الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة الفلسطيني.

ويوم الجمعة نفّذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضربات جوية ضد المتمردين الحوثيين في عملية تضمّنت دعماً في التخطيط من قبل القوات المسلحة الكندية.

واليوم أطلق الحوثيون صاروخاً أصاب سفينة شحن أميركية، بعد أقل من يوم من إطلاقهم صاروخاً جوالاً مضاداً للسفن باتجاه مدمرة أميركية في البحر الأحمر.

ودفع حجم الصراع الشركات الكبرى لشحن الحاويات إلى تجنّب عبور قناة السويس واختيار الطريق حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا بدلاً من ذلك، الأمر الذي يضيف ما بين أسبوع وأسبوعين إلى مدة الرحلة ويزيد التكاليف المتعلقة بالوقود والطاقم والتأمين.

’’صناعة الشحن البحري حول العالم متأثرة بالوضع في البحر الأحمر، وبدأنا نلاحظ تأخيرات بسبب استخدام شركات الشحن طرقاً بديلة حول إفريقيا‘‘، قال النائب الأول لرئيس مرفأ هاليفاكس، بول ماكيساك، في بيان صحفي.

لكنّ بعض الخبراء يحذّرون من المبالغة في تقدير تأثير ما يحصل في البحر الأحمر، لافتين إلى أنّ الجداول الزمنية في مرفأ مونتريال في شرق كندا وفي مرافئ الساحل الغربي لا تزال بنسبة عالية دون تغيير لغاية الآن.

’’نظراً إلى أنّ البحر الأحمر/ قناة السويس طريقٌ تجاري يخدم إلى حد كبير أوروبا والساحل الشرقي لأميركا الشمالية، فمن غير المتوقع أن تتأثر مسافات العبور عبر المحيط الهادئ بالوضع الحالي‘‘، قال المتحدث باسم إدارة مرفأ فانكوفر فرايزر، أليكس مونرو.

لكن من الممكن حدوث تداعيات متوالية، بما في ذلك تأثيرات على الأسعار.

وارتفعت أسعار الشحن من شرق آسيا إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة بنسبة 56% خلال شهر واحد يوم الخميس، وفقاً لشركة تحليلات الشحن ’’كزينيتا‘‘ (Xeneta).