وعد للشاعر رضا داود عبيد- اللوحة المرفقة للمبدعة نغم المصفي

وعد 

أتتْ ربّة ً بيضاءْ

يشبهُ وجهُها الغابةْ 

في رنينِ القرطِ سرٌ 

دروبُ السرِّ جذابةْ 

طرتُ منتثراً

بأحلامي 

يا ربَّ هذا الحبرْ :

وعدُكَ الاّنَ أجملُ من ْ طفولته ِ

فخَفّفْ وهجَه عن وجهِ أيامي 

طلبتُ بعضَ الجنونِ لحبرٍ ملَّ ملحي

أتبعثُها أمامي ؟!

من عزفِ منفردٍ فينوسَ على أوتارِ آدمْ 

و بكلِّ ما أورثتْ حواءُ لكل النساءِ أشجانا

تقول كمن ردّدتْ في الكفّ قرآنا :

" قادمةٌ معكْ 

للمـــَوتِ .. إنْ كانَ! "

....

أعيشُكِ وعداً

من ربِّ الليلةِ الأولى لكل اللغاتِ و كل الفصولِ 

إن عاشَها الإنسانُ إنسانا

شتاءً:

أمطرتْ حبقاً من بردِ نافذتي

فجُنَّ المساء في كأسي وفي شفتي

تتمايلينْ بمكر ِالنبيذْ 

لا شيءَ يُشعلني كإغفالٍ مناورْ ...

إخلعي عنكِ المكانْ 

فقد نموتُ الاّنْ !!

ربيعاً:

على خصلاتها هبّ الهواءْ

أتنفسُكْ 

فيفيضُ ماء ْ

و في الدماءِ غناءْ 

على شفاه ِ النحلِ رحيقُ زهر ِاللوز ْ 

أصابعُ الصبحِ أيقظتْ غفو َ الكرز ْ 

فتبتهلُ التلال ْ لتعاوَدَ الكرّةْ

و الدنيا مخضرّْةْ 

صيفاً:

دفءُ الشواطئ مع شقاوة ِ فتية ٍ فرحاً يطيرْ 

تحتَ كلِّ مظلةٍ سرٌ صغيرْ 

هدوءُ الموج ِ حاملٌ بشرى الخليجْ ..

و في الموانـِئ بعضُ بعضٍ من ضجيجْ 

خريفاً:

ينامُ السرُّ في ظلِّ ورقِ التوتْ 

ويندى رغبة ً ... وسكوتْ

بوحا ً ذاهلاً سقطَ الورقْ 

تثقلُ الأسرارُ كاهلَ منْ يموت ْ

فنغيبْ 

نغيب ُ

نغيبْ في السر ِّ

والظل ِّ

والياقوتْ 

.........

وأعودْ

أعودْ 

أعودُ لما قبلَ الشتاءْ

وأمتلىء امتنانا 

أعودُ لربِّ الحبر ِِ، أوصيهِ : "هي وعدُك الآنَ 

وأنتَ ربٌ طيبٌ

فلا تفِ بالوعد ِنُقصانا "

اللوحة للمبدعة نغم المصفي