آخر الأخبار

لقاء مع أ. علي شيباني "أبو لؤي" صاحب مطعم المشاوي LES GRILLADES

بداية نود أن نرحب بكم ونعرف قراء عرب كندا عليكم من خلال هذا اللقاء في زاوية عين على الجالية ، هذه الزاوية التي خصصناها لتسليط الضوء على بعض أفراد الجالية العربية أصحاب التجربة الناجحة منذ مجيئهم إلى كندا حتى اليوم.

إلتقت صحيفة عرب كندا بالأستاذ علي شيباني الذي جاء من لبنان الجنوبي، حيث وصل إلى كندا عام  2003، والذي أتاح لنا الفرصة بمحاورته كإبن من أبناء الجالية الذين سجلوا بصمة نجاح في عملهم منذ مجيئهم إلى كندا.

شيباني أفاد بأنه عمل في لبنان في مجال الفندقة، وعندما وصل إلى كندا كان يدرك بأنه يتوجب عليه بأن يجد عمل قريب من مجال خبرته ويستطيع أن يجد نفسه فيه .. ، فوجد أن مجال العمل في المطاعم هو الأقرب لرغبته وخبرته وهكذا  كانت البداية بالنسبة له، حيث أنه كان يؤمن بأن أهم شئ في رحلة البحث عن الإستقرار والنجاح هو أن يبحث الشخص عن عمل يحبه ويمكن أن يبدع فيه والأهم من ذلك هو العمل بصدق وأمانة.

وقد كان لصيحفة عرب كندا الحوار التالي مع أ. علي شيباني المعروف في أوساط أبناء الجالية العربية في العاصمة الكندية أوتاوا "بأبو لؤي"، حيث أن لؤي هو  إسم إبنه البكر الذي يقف إلى جواره ويساعده في إدارة مطعم المشاوي  LES GRILLADES.

من تجربتك نستخلص بأنه إذا تعذر العمل بنفس التخصص ممكن أنه يسعى الإنسان للعمل في مهن أخرى ممكن أن ينجح فيها، كيف ترى ذلك؟

نعم بالضبط، لو لم يجد الإنسان عمل بمجاله عليه البحث عن مجال آخر يتقبله ويمكن أن يبدع فيه.. أحياناً تجد أطباء ومهندسين ولديهم هواية في مجال الطبخ أو الأعمال المهنية ويكونوا بارعين فيها.

أخ أبو لؤي حضرتك تمثل نموذجاً ناجحاً ومتميزاً في عمل المطاعم .. مطعمكم يقدم أطباق رائعة ولذيذة وحقيقة تتناسب مع أذواق المواطن العربي والثقافة العربية بشكل عام؟ هل وجدت أي معوقات  في البداية؟

عندما قررت أن أبدأ العمل بهذا المجال كثيرون أخبروني بأن الذوق العام الكندي مختلف تماماً عن ذوقنا العربي الذي يتميز بالأكلات الدسمة والحريفة، وحقيقة هذا جعلني متخوف بعض الشئ ولكنني تفاجأت بأن الكنديين لديهم ذائقة متميزة ويحبون تجربة الأكلات العربية المميزة، وأن الصورة التي تشكلت عندي بالبداية كانت معكوسة تماماً .. كثيرون كانوا يخبرونني بأن الحمص على سبيل المثال عندنا كعرب ولبنانين مختلف عن أماكن أخرى لأننا نقوم بتحضيره على الطريقة التقليدية القديمة .. هم يتذوقون ويقارنون وهذا شيئ إيجابي.

اللحوم عندك لها مذاق خاص، ما السر في ذلك؟

أود أن ألخص الأمر بهذه الكلمات وهي حتى تتميز عن غيرك لابد أن تقدم أكثر من ما يقدمه الأخرين وتتميز عنهم، عليك أن تقدم للزبون ما تحبه لنفسك ، تقدم له الشئ الذي تقدمه لنفسك .. في مجال الأكل يجب أن نختار الأفضل حتى لو كان أكثر كلفة.

يعني أنت تهتم بالجودة أكثر من ما تهتم بالسعر؟

نعم هو كذلك ، حيث أن كلفة اللحم الذي أقدمه أكثر بسبب نوعيته التي تختلف كثيراً عما يقدمه غيرنا ورغم هذا فإن تسعيرتنا لا تختلف كثيراً عن غيرنا لكن نوعية ما نقدمه يختلف كثيراً وهذا بشهادة زبائننا الكرام.

من خلال تجربتك في المطاعم بدأت في مطعم صغير في شارع هولاند في العاصمة الكندية أوتاوا ثم انتقلت إلى مطعم متميز في منطقة Prince of Wales ، هل بالإمكان أن تخبرنا عن هذه التجربة وكيف اندمجت بسرعة في المكان الجديد ؟

هذه النقلة لم تكن سهلة، عندما دخلت هذا المجال ركزت بالدرجة الأولى على أذواق الناس، ولاحظت أن الغالبية هنا يفضلون الدجاج، ولهذا قمت بعمل طبق مميز وهو الفروج المشوي المخلي (بدون عظم) على الفحم وقررت أن يكون هذا الطبق مميزاً بالفعل، وفعلاً كان عليه اقبال كبير لأن غالبية المطاعم تقدم فروج مشوي بالعظم، ولن تجد طبق مثله في كل كندا. لقد عملت بطريقة مختلفة حتى أتميز وهذا سر من أسرار النجاح.

هذا يعني أنك تثق بالوجبات التي تقدمها للزبائن ؟

صحيح إذا لم تكن الوجبة عندي تختلف عن باقي المطاعم الأخرى لا يجب أن اسمي مطعمي مطعم المشاوي، فأنا أحب أن اقدم كل انواع الوجبات للزبائن بحيث تكون متميزةً على الدوام.

اي ضيف يأتي إليك لزيارتك في هذا المطعم يشعر بأن هناك بينك وبين زبائنك علاقة صداقة وفيها نوع من الود والمصداقية. في ظل هذا الجهد والتعب كيف تحافظ على هذه الابتسامة الدائمة التي تجعل الزبون يشعر بالاهتمام والترحيب؟

يجب أن تأخذ بعين الإعتبار بأن نجاح العمل هو مرأة عاكسة للتعامل مع الزبائن ، وبالتالي لا يجب أن تتعامل مع زبونك على انه دولار يمشي على الأرض، لذلك يجب أن لا تكون العلاقة بينكما مادية فقط لأن الزبون هو إنسان يتفاعل معك وتتفاعل معه ، فأنت عندما تقدم طبقاً ليس على مزاجه سيتقبله منك وهو مبتسم لو تعاملت معه بطريقة جيدة ومرضية وبإهتمام يشعره بقيمة تواجده في المكان .. يجب أن نحرص على الدوام على إرضاء الزبون من خلال تقديم الأفضل له حتى يتفاعل معك بنفس الطريقة، حيث أن الزبون هو من يقدم الدعاية للمحل بالنيابة عنك ويساهم في نجاحه.

كما أنني أود الإشارة إلى أنه على مدى السبع سنوات الأولى لم أتكلف أي شئ بخصوص الدعاية والإعلان للمطعم لأن الزبائن هم من كانوا يقومون بهذه المهمة.

لديك ابن مهندس لكنه اختار العمل بالمطعم بجانبك، يا ترى لماذا لم يعمل  في مجاله الهندسي؟

نعم ، تخرج ابني من كلية الهندسة وعمل بمجاله لفترة ليست طويلة، ولكنه اتجه للعمل معي لأنه عمل خاص بالعائلة، بدأته خلال مسيرة حياتي العملية ، وهم كافراد أسرة متفهمين لطبيعة عملي اقتنعوا بضرورة نجاحه وإستكمال المشوار جنباً إلى جنب حيث بات له إسم وسمعة طيبة معروف في السوق وهم سيكملون المشوار فيه، أنا هنا أعطيهم الخبرة العملية والمعرفة فلماذا يعملون في أي مكان أخر إذاً وهم أصحاب هذا العمل الناجح؟.

يقولون، أن وراء كل عظيم إمرأة، وأجد أن زوجتك تقف بجانبك بكل إخلاص، أين موقع هذه الزوجة من أبو لؤي؟

الحاجة أم لؤي صراحة وقفت الى جانبي منذ بداية زواجنا، عندما قررنا القدوم إلى كندا ، تركت عملها بلبنان وجاءت الى كندا للوقوف إلى جانبي واستلمت هي الإدارة الخاصة بالمطعم وأنا كنت مسؤول عن تشغيل المطعم، وهي بكل صدق مديرة ناجحة جداً بالإدارة، هذا عوضاً عن أنها وقفت إلى جانبي في كل مشوار حياتنا الزوجية بما فيها خلال عملي فترة طويلة في الخليج العربي، نعم إنها زوجة رائعة.

أجد في إجاباتك ديبلوماسية،  من أين اكتسبت هذه الديبلوماسية؟

قناعتي ترتكز على شئ مهم وهو أنه يجب علينا عندما نتحدث أن لا نجرح الأخرين أو نقلل من شأنهم  وحتى لا نجرح أحد، لابد أن تكون أحاديثنا فيها كياسة ومدروسة وفيها احترام للأخرين، مهنتنا تحتاج كياسة في التعامل مع الزبائن، حقيقة انا احترم كل من عمل بهذه المهنة الشاقة، رب العالمين اعطاني مقدرة على الابتكار ربما لم يعطها لغيري، لهذا لا أقول أنا لست أفضل من الأخرين ولكن يمكنني القول بأنني أستخدم الأفضل لخدمة الزبائن وهذا ما يجعلني في حالة رضى تامة عن نفسي وعن ما أقدمه للزبائن بشكل عام.

هذا هو مشروعي واتمنى لكل من لديهم أعمال أن يصلوا لهذه القناعة وهي السعي لتقديم الأفضل دائماً، كلنا هنا في قارب واحد نسعى من أجل تأمين مستقبلنا ومستقبل أبنائنا .. وأتمنى أن نقف بجانب بعضنا البعض وأنا على استعداد لتقديم يد العون لمن يحتاج إلى مساعدة،  كما أتمنى أن يقدم الأخرين لأبنائي المساعدة لو احتاجوا لذلك.

ماذا تقول اليوم لأبناء الجالية العربية وخاصة القادمين الجدد الذين يواجهون مصاعب وانت من أصحاب الخبرة؟

أقول لهم حددوا أهدافكم وابذلوا الجهد المستطاع لتحقيق هذه الأهداف، مهما كانت التحديات ستصلون دون شك لتحقيق أمنياتكم طالما ان الشخص منكم مؤمن بربه ويعمل بجهد وصدق وأمانة وضمير حي، حيث أنني منذ أن بدأت عملي هنا في كندا وأنا أطور نفسي يوماً بعد يوم ولم أتراجع أبداً في مستوى ما أقدمه من وجبات، مع أمنياتي للجميع بالتوفيق والنجاح.