غيّب الموت، الخميس، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، بالمستشفى العسكري بتونس العاصمة، عن عمر ناهز الـ93 سنة، بعد مسيرة سياسية كبيرة بدأت منذ عهد الرئيس الحبيب بورقيبة وصولاً إلى تونس ما بعد ثورة 2011.

ولد الرئيس الراحل في 29 نوفمبر 1926 في مدينة سيدي بوسعيد بتونس العاصمة، وتابع تعليمه العالي بكلية الحقوق بباريس في فرنسا وأصبح محامياً.

وفي 1956، بدأت مسيرته السياسية مع الرئيس الحبيب بورقيبة، الذي كلفه بمهام في ديوان الوزير الأول في أول حكومة تشكلت بعد الاستقلال سنة 1956، ثم تدرّج في مسؤوليات عدة وتولى 3 وزارات سيادية، هي الداخلية (1965-1969) والدفاع (1969-1970) والخارجية (1981-1986).

وفي عهد الرئيس زين العابدين بن علي، انتخب السبسي عضواً في البرلمان سنة 1989، ثم تولى رئاسة البرلمان (1990-1991)، ثم عاد إلى مهنة المحاماة بعد انتهاء مأموريته وظل فيها إلى أن أصبح رئيساً للوزراء في الحكومة الانتقالية التي شـكلت بعد سقوط نظام بن علي بثورة 14 يونيو 2011، وقاد البلاد في فترة حساسة، ونجح في الوصول بها إلى انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، التي فازت بها حركة النهضة.

وفي عام 2012، أسّس السبسي حزب نداء تونس لمنافسة الإسلاميين، وفاز به في انتخابات 2014 بغالبية مقاعد البرلمان آنذاك وبرئاسة الجمهورية، قبل أن يعلن دخوله في تحالف وتوافق سياسي مع النهضة على الحكم إلى حدود نهاية 2018، عندما أعلن نهاية هذا التوافق، عدما رفضت حركة النهضة تغيير رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد.

ويعتبر الرئيس الراحل من أهم المدافعين عن حقوق المرأة، حيث ألغى مرسوماً يمنع زواج التونسية المسلمة من غير المسلم، كما دافع بشدّة عن مشروع قانون يضمن المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة.