كنت أود في هذا المقال أيضاً أن أتحدث بالتفصيل عن النجاح الكبير الذي تم تسجيله في مهرجان الأعمال العربي الأول والذي رسم لوحة عربية كندية فنية فسيفسائية جميلة نثرت الكثير من الحب واجمل معاني العطاء ، سواء كان ذلك من خلال تجاوز العقبات التي وضعت بشكل مممنهج ورخيص أمام هذا المهرجان لإفشاله أو من خلال رسم الفرحة على وجوه الأطفال الذين تمتعوا واهلهم في ذلك اليوم بكل ما تم توفيره لهم من ألعاب ورسم على الوجوه وغيرها الكثير، مجاناً في سابقة لها أبعاد مهنية تسويقية إحترافية وإنسانية كبيرة.
أيضاً لابد لي من التقدم ببالغ الشكر والتقدير لكل من شارك في هذا المهرجان سواء كان ذلك على المستوى الرسمي أو الشعبي والذي أضفى حضورهم ومشاركتهم الكثير من المعاني ذات القيمة والإهتمام بمثل هذا المهرجان.
أيضاً لابد لي أن أشير إلى السعادة البالغة التي نعم بها من فازوا بالجوائز التي وعدنا بها في هذا المهرجان والتي تم تسليمها لهم مباشرة بدون أي تأخير ، حيث كانت السعادة واضحة جداً على وجوههم ، والطريف في هذا الأمر أن من فازوا بهذه الجوائز لكل واحد منهم حكاية تؤكد حاجته لهذه الجائزة التي إستحقها وهذا ما أسعدنا بدون أدنى شك بالرغم من الوجع الذي كان ولا زال يملأ قلوبنا.
في مقالي هذا بالرغم من فرحتي الكبيرة بهذا النجاح وإعتزازي بأنني سجلت نموذجاً فريداً ونوعياً في المهجر في هذا المجال ليصبح عملاً ملهماً للآخرين ليستفيدوا من ذلك ويرتقوا بأعمالهم ويقنعوا بما يحققونه ليؤسسوا لبنات النجاح واحدة تلو الأخرى بدلاً من إضاعة الوقت في المزاحمة والتنافس والتعطيل والتشويش.
مع ذلك لابد من المنغصات التي يحترفها البعض فقير الفكر ومتدني السلوك وهي التي بلا شك ألقت بظلالها على فرحة الجميع ، حيث كان هناك بعض المتطفلين الخبثاء الذين مثلوا وجهاً قبيحاً للساعين وراء تخريب الجهود التي يبذلها المجتهدين من أصحاب الضمائر الحية من أجل إنجاح الفئة المستهدفة من وراء مثل هذا المهرجان.
هذا يأخذني للحديث عن جوهر الموضوع في هذا المقال وهو كيف يجتمع الأشرار وهم يمثلون وجهاً حقيقياً للخزي والعار عندما يمارسون كل الموبيقات والنصب والإحتيال لا بل يبعدون كثيراً ويصبح ظنهم بأنهم يستطيعون ممارسة أشياء قد تهدد أمن الفرد والمجتمع ولربما أمن البلد.
كيف لا واصبح هؤلاء الأوغاد من الصغار الذين يعتاشون في مستنقعات الجريمة وعلى فكرة التظليل من أجل الغنى بالباطل حتى لو كان ذلك من خلال طرق غير مشروعة وإرتباطات مشبوهة.
كيف لا ونحن نسمع ونشاهد بعض الحكايات لأشخاص يمارسون القذارة السلوكية في وضح النهار ظناً منهم أن العدوانية الهمجية التي يمارسونها بدون أن يجدوا من يردعهم ويوقفهم عند حدهم هو أمر مشروع.
كيف لا ونحن نسمع بعض قصص الترهيب والتهديد حت بالسلاح المرخص من البعض الساقط سلوكياً وفكرياً ليجعلوا من البعض تابعاً لهم وكأنهم يمارسون سلطة فوق سلطة!.
كيف لا ونحن نسمع عن قصص النصب والإحتيال على البنوك وسرقة بطاقات الإئتمان وضربها من أجل الحصول على مال غير مشروع.
كيف لا ونحن نسمع قصص إفتعال إصابات عمل أو إفتعال حرائق في البيوت والمحلات التجارية بشكل متعمد من أجل خداع شركات التأمين والحصول على أموال بملايين الدولارات بدون وجه حق لبناء بيوت فاخرة ، حيث باتت جرأة البعض المارق أن يحولها لمقار لممارسة كل ما هو غير مشروع!.
كيف لا ونحن نسمع عن إرتباط مثل هذه الفئة الهمجية مع العصابات المجهولة لتمارس التهديد لسلامة الفرد والمجتمع بدون أي رادع.
كيف لا ونحن نرى ممارسات قبيحة وقذرة ورخيصة لهؤلاء وهم يدخلون محلات كبيرة ويستغلون ثغرات في عمليات الشراء والبيع ليسرقوا البضائع أو يضاعفوا ما يشترونه بدون أن يدفعوا الثمن المستحق لذلكّ!.
كيف لا ونحن نشاهد كل مكونات الجريمة التي يمارسها أمثال هؤلاء واضحة كالشمس ولكن الضمير غائب وخشية الناس من الإبلاغ على مثل هذه المخالفات تجعلها واقع بدون رادع.
كيف لا وحتى بعض الجهات المعنية لربما تخشى مواجهة ذلك تحت مبررات واهية أو بحجة الحرص على سلامة الفرد ، ونحن نسمع عن قصص تزوير أوراق رسمية لطلقاء يتبجحون بقول ذلك بين جالياتهم سواء كانوا صادقين أم يمارسون سلوكيات مرضية ويتاجرون بها وكأنهم يتحدثون عن بطولات محل إعتزاز وهم لا يدركون بأنهم يتحدثون عن عار مثير للخجل من أنهم جزء من هذا المجتمع.
كيف لا ونحن أفراد صادر في حقهم قرارات طرد من البلاد ولكنهم يمعنون بالعمل ضد القانون بطرق ملتوية وبتوريط لأشخاص ضعفاء الشخصية ويبقون طلقاء بدون تنفيذ قرار الطرج بالرغم من خطورة افعالعهم القذرة.... حيرة تحتاج لإجابة ولتفسير!
بالمقابل إن الحقيقة الساطعة تقول بوضوح أن لدينا نماذج عربية في المهجر هي محل فخر وإعتزاز ، هذه النماذج يتحدث عملها عنها بدون الحاجة للبحث ، وهذه هي نفسها التي تعمل في الميادين الحقيقية لتسجل نجاحاً تلو الآخر يمثل عنواناً أصيلاً لهوية تستحق الإحترام والتقدير والإلتفاف حولها.
لكن للاسف الشديد ما سبق ذكره من نماذج مخزية تحتاج لوقفة شاملة وصحوة ضمير وإيجابية مجتمعية كبيرة وإسقاط فكرة الخوف من هذه الصعلكة السلوكية التي تدفع هؤلاء للتمادي والإمعان بالسير بطريق الجريمة للمشاركة بالحفاظ على سلامة الفرد والمجتمع.
لذلك يجب التحرر من قيود الفهم الخاطئ للهوية وإعطائها ما يستحقها والإبلاغ بشجاعة عن هذه النماذج الإجرامية فوراً وبدون تردد وذلك للجهات المختصة حتى يتم يتم حماية الفرد والمجتمع والدولة من جنون هؤلاء وخطورتهم حتى لو تم ذلك بتنفيذ قرارات طردهم خارج البلاد فوراً وبدون تأخير ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر ويعرفوا أن أمن الفرد والمجتمع والدولة في هذا البلد العظيم هي خطوط حمراء لا يمكن القبول بالمساس بها تحت مسميات حرية أو إختراقات في القانون.
لذلك أوجه نداء عاجل لكل الأجهزة الأمنية أن تكون على يقظة تامة تجاه هؤلاء الأشرار الذين بالغوا بسلوكياتهم القذرة والمشبوهة ومحاصرتهم معلوماتياً والبحث في كيفية تضخيم الثروة والسؤال من أين لك هذا؟، وغير ذلك بما يسمح به القانون والعمل على ضربهم بيد من حديد حتى لا يصبحوا خلايا نائمة قد تسول لها نفسها بممارسة الإرهاب في هذه الأوقات الحساسة إن إستمرت بالنجاح في ممارسة الجريمة المقنعة بدون عقاب!.
كما أدعو كل حر وغيور في هذا البلد أن يكون أميناً مع نفسه ومع البلد التي منحته الأمان، وأن يبلغ الجهات المختصة والأجهزة الأمنية فوراً وبدون تردد فور توفر أي معلومات تشير لأي مخالفات قانونية من هذا القبيل وخاصة عن من يتباهون بتملكهم للسلاح المرخص ولربما غير ذلك لترهيب الآخرين أو حراك مشبوه كالتدريب على السلاح أو ما شابه ذلك لأي طرف كان حتى لو كان يبيع الوهم بأنه يعمل ذلك من أجل خدمة قضية أو عقيدة ، وذلك بدون تردد لكي نكون فعلاً عناوين مواطنين صالحين وليس سكان أرض حرب أو بلاد كفر كما يبتغي مثل هؤلاء الحثالات من المجرمين ولربما الإرهابيين!.