خفافيش الظلام ....

بداية أود أن أتقدم ببالغ العزاء وصادق المواساة من أبناء الجالية المغربية الكريمة بضحايا الزلازل التي عصفت ببلادهم العزيزة وأدت إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى. 
كما أود الإشارة إلى أنني كنت أود أن أكتب مقالتي هذه عن مهرجان الأعمال العربي المرتقب الذي ستقيمه عرب كندا نيوز وذلك بشراكةٍ ورعاية خاصة من مؤسسة علمية كبيرة وعريقة تستحق كل الإحترام والتقدير هي لاستيه، هذه المؤسسة التي تقدم العديد من البرامج التعليمية عالية الجودة والأكثر تنافسية وتأهيلاً للطلاب الخريجين منها لسوق العمل.
هذا المهرجان الذي يمكن القول عنه بأنه سيكون الأكثر مهنية وتنظيماً ، حيث أن هناك طاقم عمل متناغم ومتكامل يعمل على مدار الساعة من أجل ضمان نجاحه وإظهاره بصورة لائقة ومتميزة، هذا عوضاً عن الحرفية العالية التي سيدار بها هذا المهرجان والذي نأمل بأن يكون فيه حضوراً عربياً متميزاً ، حيث أننا نعد كل الزوار بأن هذا  المهرجان سيكون الأول من نوعه من حيث التنظيم والجودة العالية، وسيتخلله  العديد من الفقرات الفنية المتميزة ، كما سيتم السحب على جوائز قيمة ومتعددة.
وبالرغم من أنني تحدثت في مقالي السابق عن أهمية تحصين وتوعية الشباب إلا أنني أدركت في الأيام الماضية أن هناك أموراً أكثر تعقيداً مما كنت أعتقد ، وتحمل بين طياتها تحديات ضخمة، وأكثر مما يتم التركيز عليه من قبل المجتمع،  كون أن زلزالا حقيقياً قد أطل برأسه من قِبل خفافيش الظلام الذين يأبون أن يبتعدوا عن القذارة السلوكية والفكرية ، حيث لم يكن يخطر في بالي أبداً أنني سأتوقف عند تحدٍ بالإمكان تسميته بركان مبكر يحمل في طياته دلالات كبيرة في إنعدام الأخلاق ولربما يكون مبرمجاً بعناية!.
هذا إستوقفني عند حقيقة أن أنشطة خفافيش الظلام القذرة هي التي تمثل الإساءة الكبرى لنا ولكل الناجحين في حياتهم في هذا المغترب،  سواء كان ذلك من خلال  إستهداف الفكر والذاكرة وحتى من خلال إستباحة القيم المجتمعية بدون أن يتحسس خطورتها المجتمع.
لذلك لابد من التنويه إلى أنني كنت أظن أن التطرف الفكري والسلوكي والتفكك المجتمعي وما يواجه أطفالنا في المدارس من تحديات كبيرة وغزو سلوكي ضخم هي العوامل الأكثر تهديداً للأسر والمجتمع،  لكنني أيقنت بأن هناك ذئاباً بشرية تعيش بيننا وتبتسم لنا ولكنها تحاول أن تفترس أحلام المغترب وتتغول على كرامته وإستقراره كونها معبئة بالعفن النفسي الذي يدفعها لتنمو على حساب تضييع الفرد والأسرة وضرب البنية الفكرية المجتمعية في الصميم من خلال التشويش والتحريض والتشهير هذا عوضاً عن الخيانة والغدر.
لذلك وجدت أن كل التحديات آنفة الذكر لا تأثير لها أمام سلوكيات خفافيش الظلام الذين يمارسون كل الموبقات والإنحطاط الفكري والسلوكي من أجل تحقيق ما تريده هذه  الخفافيش القذرة  حتى لو كان ذلك منافياً للعادات والتقاليد الوطنية والعربية والإسلامية.
إن هذه الخفافيش لم تعد منا بالرغم من أنها جزءً من نسيجنا المجتمعي، لأنها تمثل وباءً خطيراً سواء عن قصد أو بدون قصد، حيث أنها تعمل على ضرب كل المكونات الأسرية والثقافية والعقائدية نتاج تربية ملوثة فكرياً وسلوكياً وذلك  في إطار فكر مادي ملوث وجد أرضية خصبة لمحاولة إغتيال الطفولة  وضرب البنية الأسرية التي تُعد العماد الأساسي لتماسك المجتمع.
هنا لابد من الإشارة إلى أن خطورة مثل هذه السلوكيات الرخيصة أنها تأتي من  بعض أصحاب المقامات العلمية التي لا يضيرها إن جعلت من بيتها مكان لممارسة الذعارة وهي تخدع البصيرة مما يجعلها قادرة على تغطية عيوبها الخطيرة وعلى سلوكياتها المشبوهة.
كما أن اللافت للنظر أن مثل هذه النماذج موجودة بالفعل وبأنها تمارس مخالفات قانونية كبيرة وتمثل مخاطر كبيرة على المجتمع وسلامته ولكنها تسرح وتمرح بدون أي رادع يُلجمها من خلال ممارسة الإرهاب الفكري ومحاولة تكميم الأفواه وتحييد كل من يرى في سلوكياتها المشبوهة خطورة على المجتمع حتى لا ينكشف أمرها.
لا بل هي نماذج تذهب في الغالب بعيداً في ممارساتها غير القانونية في أماكن بعيدة عن الرقابة والمتابعة مستغلة ثغرات تتيح لها ممارسة ما يحلو لها من إجرام،  بالرغم من إدراكها جيداً بأنها تعيش في بيت عنكبوت آيل للسقوط فور إكتشاف أمرها من الجهات المختصة.
لذلك أجد بأنه من المهم البحث في مخالفات مثل هذه النماذج والعمل على ضربها بيدٍ من حديد حيث أنها تمثل خطراً حقيقياً على المجتمع وسلامته، وبالتالي هناك ضرورة مُلحة لملاحقة ما تقوم به مثل هذه المجموعات الإجرامية والأفراد المشبوهين سواء كان ذلك من خلال الممارسات الفردية أو الأسرية أو المجموعات التي تحاول ترهيب الأفراد بما تمتلكه من مواد غير قانونية وما يعنيه ذلك من خطورة بالغة على المجتمع برمته.
أخيراً ، أتمنى أن يعي الأفراد بأن التساهل مع مع مثل هذه النماذج المريضة والتغطية على سلوكياتها المشبوهة يعني تواطئأً مفضوحاً لزعزعة السلم المجتمعي وضرب سلامة الأفراد في الصميم حيث أنه لا يختلف إثنان أن عمليات الإجرام التي يمارسها مثل هؤلاء  من  ما يمكن وصفهم بالعصابات لها مسببات أهمها غياب عمليات الردع المبكر حتى لا يكون مبررات للإستمرار بمثل هذه السلوكيات الغائبة والمختبئة تحت عبائة الترهيب وتحييد الفرد والمجتمع!.