تذكروا …. العيد الوطني الكندي مناسبة لتجديد الإنتماء وتأكيد الامتنان

كما نعلم جميعاً أن العيد الوطني لكندا بات على الأبواب ، حيث أنه في الأول من يوليو من كل عام يحتفل الكنديون بهذه الذكرى التي ترسخ يوم الإستقلال. 

هذا وكان الكنديون في الذكرى 150 لاستقلال بلادهم عن بريطانيا أي قبل ما يُقترب ستة سنوات، قد احتفلوا بطريقتهم الخاصة المميزة، حيث عبر حينها رئيس الوزراء  جاستن ترودو عن ترحيب بلاده بكل إنسان يأتي إلى بلاده بصرف النظر عن أصله أو دينه وقال "أنتم مرحب بكم جميعا" وفي تقديري أن هذا الترحاب كان مقروناً بضمانات العيش الكريم وكل ما يتعلق بذلك.

وكما عودتنا كندا عن انها الحاضنة الجميلة للجميع بدون أي تمييز بين أحد ، فإننا نتمنى أن تبقى كذلك حاضنة لصون الحريات بدون أي قمع لرأي أو إستهداف لأي مجموعة بهدف إنصهارها بالكامل والمبالغ فيه ، لا إندماجها المعتدل في إطار ما يضمن حفاظها على عاداتها وتقاليدها وما تمليه عليها عقيدتها ، حتى لا يُصعب ذلك على الكثيرين وجعلهم يعيشون تحت الضغط والقلق، وهذا أمر يحتاج إلى تدقيق حتى يجعل الجميع في حال إطمئنان بدون ضغوط نفسية إلى جانب الضغوط الحياتية والإقتصادية والحياتية التي تعكر صفو الإستقرار والشعور بالعيش بأمان.

ولكي نتعرف أكثر على هذه المناسبة الوطنية العزيزة لابد من التعرف على كندا كدولة وهي تسمى دولة كندا أو الاتحاد الكندي الفيدرالي رسمياً. 

 كندا هي عبارة عن دولة من الدول التي تقع بالتحديد ضمن حدود قارة أمريكيا الشمالية، وتعتبر من الدول التي تتألف من المقاطعات التي يصل عددها إلى عشرة مقاطعات، ومن الأقاليم ما يصل عددها إلى ثلاثة، كما وتقع دولة كندا أيضا في الجزء الواقع في الشمال من القارة، حيث تبدأ حدود دولة كندا من المحيط الأطلسي من الجهة الشرقية وصولاً إلى المحيط الهادي في الجهة الغربية، وتعتبر دولة كندا أو الاتحاد الكندي من الدول التي صُنّفت الثانية عالمياً من ناحية المساحة بشكل كامل وكلي، إضافة إلى أنَّ الاتحاد الفيدرالي الكندي يشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية من حيث الحدود وهذا بداية من الجهة الجنوبية والشمالية والغربية، وتعتبر الدولة الأطول في العالم.

هذا يأخذنا للتعرف أكثر على استقلال دولة كندا واعتبار هذا اليوم عيد وطني ، حيث أنه في اليوم الأول من شهر تموز/ يوليو من عام (1867) ألف وثمانمائة وسبعة وستين للميلاد أعلنت الحكومة في دولة كندا عن حصولها على الاستقلال عن التاج البريطاني، هذا إضافة إلى التأسيس وتحقيق الوحدة آنذاك، ويعتبر هذا اليوم هو حدث تاريخي فاصل وهام له أثر كبير على تاريخ كندا، وبهذا اعترفت كافة الدول بالكيان والاستقلال الرسمي لدولة كندا واعتبارها دولة فعلية لها مقوماتها من النواحي المتعددة، إضافة إلى اعتبارها دولة قائمة بحد ذاتها لها سيادتها ومؤسساتها ولها من يحكمها وينظم أمورها.

ومنذ الاستقلال إلى الآن حققت دولة كندا العديد من الإنجازات على مر العصور حيث كان لها العديد من الإنجازات في مجال الإعلام والإذاعة والتلفزيون والتطور التكنولوجي واليوم باتت رائدة في  البحث العلمي في العديد من المجالات ومنها الطاقة والتغير المناخي .

كما واختارت دولة كندا علمها والألوان المتوافرة فيه في هذا اليوم،  هذا عدا عن النشيد الوطني التابع لها.

السؤال هو ، ماذا يفعل المواطنين في كندا مع حلول يوم الاستقلال الوطني؟

يعتبر اليوم الأول من شهر تموز من كل عام هو يوم عيد استقلال وطني يقيم فيه المواطنين والأفراد داخل وخارج الاتحاد الفيدرالي الكندي العديد من المظاهر الاحتفالية، وهذا يمثل تعبيراً تقليدياً عن حبهم وولائهم وانتمائهم  للاتحاد الكندي أو لدولتهم، وفي هذا اليوم يقيم المواطنين الاحتفالات أو المظاهر الاحتفالية ومنها: رفع العلم التابع للاتحاد الكندي في كافة المناطق الكندية، إضافة إلى تنظيم العروض العسكرية الضخمة التي يحضرها كبار رجال الدولة الكندية والدول الأخرى.

كما أن الكنديين يحرصون على إرتداء الملابس التي تحمل العمل الكندي أو ذات اللون الأحمر والأبيض وهذا يحمل دلالة على إعتزاز الكنديين بدولتهم.

الجدير ذكره أن كندا هي دولة متعددة الثقافات وقائمة على أساس صون الحريات والمعتقدات واحترام حرية الرأي والتعبير لذلك باتت مقصداً هاماً لكثبر من المضطهدين في الأرض، لا بل هي باتت تمثل مكاناً آمناً للجميع.

كما أن كندا هي إحدى دول مجموعة السبع الكبار الذين يرسمون السياسات الإقتصادية والسياسية للعالم.

أيضاً باتت كندا حاضنة للعلماء والمبدعين الذين لا يجدون فرصتهم في بلادهم، ليجدوا هنا في كندا تُربة خصبة  للإنطلاق في بحور العلم والمعرفة والبحوث التي تساهم في التطور في كل المجالات وخاصة التكنولوجية منها.

هذا لا يغفل بعض الجوانب السلبية ولكن لا أحد يستطيع أن يُنكر أن كندا تمنح الجميع الفرصة لكي يتقدمون ويشاركون في صناعة القرار والبناء.

في هذه المناسبة التي باتت على الأبواب أريد ان أسبق الجميع وأقول كل عام وانتم وكل الكنديين بألف خير ، كل عام وكندا بكل تفاصيلها بكل الخير….. حفظ الله كندا دولة وشعباً وعلى كل المستويات الرسمية والشعبية.

أخيراً لابد من التأكيد على أن عيد الإستقلال يمثل فرصة جيدة لتجديد العهد ولترسيخ الإنتماء وتأكيد الإمتنان لكندا لتبقى على الدوام بلد جميل وحاضنة أمينة لكل المعتقدات والحريات والثقافات بدون أن يكون لأحد أفضلية على آخر أو لمجموعة على أخرى أو مكان للضغط على أي مجموعات للقبول بما يصعب عليهم قبوله!.