آخر الأخبار

بعد الزلزال المدمر العالم يهب من أجل مساعدة تركيا وسوريا

تستمر ردود الفعل على الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا صباح الإثنين، مخلفاً آلاف الضحايا والجرحى بالإضافة إلى دمار كبير للأبنية السكنية.
 

بايدن

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين خلال مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان جاهزية بلاده لتوفير أي مساعدة تحتاجها تركيا للاستجابة لكارثة الزلزال المدمر.

وقال بيان صادر عن البيت الأبيض أن بايدن "أعاد التأكيد على جاهزية الولايات المتحدة لتقديم جميع أنواع المساعدات المطلوبة لتركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي للاستجابة لهذه المأساة"، مشيرا الى "الفرق الأميركية تعمل على الانتشار بسرعة لدعم جهود البحث والإنقاذ التركية وتنسيق المساعدات الأخرى".

إسرائيل

وأعلنت إسرائيل أنها سترسل مساعدات طبية وإغاثية إلى تركيا.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان: "بناء على طلب الحكومة التركية أصدرت تعليماتي لجميع السلطات بالاستعداد الفوري لتقديم المساعدات الطبية وأدوات البحث والإنقاذ". 

وأكد رئيس الوزراء أن "وزيري الخارجية والدفاع على اتصال بنظرائهما الأتراك وسنتفق في الساعات المقبلة، على إرسال بعثة"، مقدما تعازيه للشعب التركي. 

وفي بيان منفصل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أبلغه أن تركيا "ترحب بالمساعدات الإسرائيلية". 

وقال بيان للجيش الإسرائيلي إن وفدا مشتركا يضم نحو 150 شخصا من وزارتي الخارجية والدفاع إضافة إلى الجيش، من المقرر أن يتوجه إلى تركيا مساء الإثنين.
 

الأمم المتحدة

وقال مسؤول كبير في الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن الأضرار التي لحقت بالطرق ونقص الوقود والطقس الشتوي القاسي في سوريا كلها عوامل تعرقل مواجهة الوكالة لآثار الزلزال الذي وقع اليوم الاثنين وترك الملايين في حاجة إلى المساعدة.

وقال المصطفى بنلمليح المنسق المقيم للأمم المتحدة لرويترز في مقابلة عبر رابط فيديو من دمشق: "البنية التحتية متضررة والطرق التي اعتدنا استخدامها في الأعمال الإنسانية تضررت، وعلينا أن نكون مبدعين في كيفية الوصول إلى الناس ... لكننا نعمل بجد".

وحتى قبل وقوع الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة، في الساعات الأولى من صباح الإثنين، قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا يعتمدون على المساعدات عبر الحدود. ونزح كثر من هؤلاء بسبب الصراع المستمر منذ 12 عاما ويعيشون في مخيمات.

‭‭ ‬‬وتقول الأمم المتحدة إن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم إنساني هو الآن أكبر من أي وقت مضى منذ بدء الحرب، إذ يحتاج 70 في المئة من السكان إلى المساعدة.

وكان ذلك قبل وقوع الزلزال.

وقال بنلمليح "إنهم نفس الأشخاص - يعانون أكثر" الآن.

وأشار إلى أن العديد من الذين دُمرت منازلهم يقضون الليل في العراء أو في السيارات في أجواء شديدة البرودة دون الحصول على المواد الأساسية مثل السترات والحشايا.

‭‭ ‬‬وأضاف أن الأمم المتحدة تعمل على الإسراع بحشد جميع المساعدات الممكنة للمناطق المتضررة، سواء في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أو الخاضعة لسيطرة المعارضة.

لكن الدعم الدولي يعاني نقص التمويل.

فلم تتلق الأمم المتحدة سوى أقل من نصف 4.4 مليار دولار طلبتها من المانحين لتلبية الاحتياجات المتزايدة في عام 2022. وقال بنلمليح إنه إذا استمر هذا الاتجاه فإن احتمالات التعافي من الأزمة السورية قد تتضاءل.

وأضاف: "مهما كان لدينا (من سبل المساعدات والأموال)، فإننا نستخدمه في الوقت الحالي. ونأمل أن نتمكن من تجديده لتلبية الاحتياجات العادية".

وأردف المسؤول: "عندما نحصل على أقل من 50 في المئة من التمويل، فهذا لا يعني أننا نجحنا.. عدد المحتاجين يتزايد باستمرار والأزمة تتفاقم".

فلسطين
بدوره، أوعز رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بإرسال فرق من الدفاع المدني وطواقم طبية "للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ لضحايا الزلزال المدمر"، وفق بيان صادر عن مكتبه.

وقال احمد الديك المستشار في وزارة الخارجية الفلسطينية لوكالة فرانس برس إن الوفد سيتألف من 64 شخصا.

سوريا
من جهتها، أكدت سوريا أن أي مساعدات إنسانية تتلقاها لمواجهة تبعات الزلزال ستصل الى كل السوريين في كافة أرجاء البلاد، على الرغم من عدم بسط دمشق سيطرتها على جميع أراضيها.

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة بسام صباغ للصحافيين في نيويورك إنه في حال تقديم أي مساعدات لسوريا فإنها ستصل لكل السكان. 

وأضاف صباغ بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لنقل طلب الحكومة السورية للمساعدة: "نؤكد للأمم المتحدة استعدادنا للتنسيق لتقديم المساعدات الإنسانية لكل السوريين في كافة أرجاء البلاد".

وشدد: "نحن مستعدون للعمل مع كل من يرغب بتقديم المساعدة للسوريين في جميع أرجاء سورية".

وحاليا تصل المساعدات الى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون عبر تركيا بفضل آلية انشئت عام 2014 بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي.

لكن دمشق وحليفتها موسكو تعترضان على هذه الآلية وتعتبرانها انتهاكا للسيادة السورية، وبمرور الوقت جرى تقليص المعابر المخصصة للمساعدات من أربعة الى واحد بضغط من روسيا والصين.

وعندما سئل صباغ الاثنين عن احتمال فتح نقاط عبور جديدة لمواجهة تداعيات الزلزال، بدا رافضا للفكرة. 

وشدد بالانكليزية: "قلت نحن مستعدون للعمل مع كل من يرغب بتقديم المساعدة للسوريين من داخل سورية".

وأضاف: "الوصول من داخل سورية متاح، لذا فإن من يرغب بمساعدة سوريا بإمكانه التنسيق مع الحكومة ونحن سنكون على استعداد للقيام بذلك".