آخر الأخبار

صفارات الإنذار تسبِق قمّة الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا... وتعهّد بدعم "مهما تطلّب الأمر"

وكالات: انطلقت صفارات الإنذار من الغارات الجويّة في كييف وعبر أنحاء أوكرانيا اليوم الجمعة فيما من المقرّر أن تبدأ قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي مع رئيس أوكرانيا في العاصمة، من دون ورود أنباء عن قصف صاروخي جديد.

واستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مسؤولين كباراً من الاتحاد الأوروبي حملوا إلى كييف تعهّدات لدعم أوكرانيا "مهما تطلّب الأمر" لكنهم لم يمنحوا الدولة، التي تخوض حرباً مع روسيا، موافقة سريعة على الانضمام إلى التكتل.

واستضاف زيلينسكي رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قبل الذكرى السنوية الأولى لغزو موسكو والذي تسبب في تدمير مدن وأودى بحياة عشرات الآلاف وأجبر الملايين على النزوح وأضر بأسعار الغذاء العالمية وإمدادات الطاقة.

وكتب ميشال على "تويتر" صباح اليوم الجمعة تحت صورة له من ميدان بوسط كييف "عزمنا راسخ. وسنظل ندعمكم في كل خطوة من طريقكم نحو الاتحاد الأوروبي".

وقال الزعماء الثلاثة في بيان مشترك، اطلعت "رويترز" على مسودّته "الاتحاد الأوروبي سيدعم أوكرانيا والشعب الأوكراني في مواجهة حرب روسيا العدوانية المستمرة مهما تطلّب الأمر".

ووصلت فون دير لايين الخميس إلى كييف برفقة مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد جوزيف بوريل ونحو 15 مفوضا اوروبيا.

وكتبت في تغريدة "تسعدني العودة إلى كييف للمرة الرابعة منذ اجتياح روسيا لها وهذه المرة مع فريق المفوضين. نحن معا لنظهر أن الاتحاد الأوروبي يقف بحزم غلى جانب أوكرانيا".

ورأى الرئيس الأوكراني أن بلاده تستحق أن تبدأ "اعتباراً من هذه السنة" المحادثات بشأن انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي بعدما أصبحت مرشحة رسمية لذلك في حزيران (يونيو) 2022.

وأضاف أن "كل خطوة باتجاه تكامل أكبر لأوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي ستكون مصدر إلهام لشعبنا" معتبراً أن الضغوط الدولية على روسيا يجب أن تتصاعد.

وفي كييف، أكدت أورسولا فون دير لايين أنها تعمل على فرض عقوبات جديدة على روسيا في 24 شباط (فبراير) في الذكرى الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا. ولم تدخل في تفاصيل حزمة العقوبات الجديدة هذه لكنها أكدت أن على هذا البلد أن "يدفع ثمنا على الدمار الذي ألحقه".

ورأت أن العقوبات المتخذة منذ سنة أدت إلى تراجع الاقتصاد الروسي "جيلا إلى الوراء" مشيرة إلى أن تحديد سقف لسعر النفط الروسي عند مستوى 60 دولار يكلف موسكو 160 مليون يورو يوميا.

ويضع مسؤولو الاتحاد الأوروبي قائمة واسعة من الشروط للموافقة على الانضمام من الاستقرار السياسي والاقتصادي إلى اعتماد قوانين الاتحاد الأوروبي المختلفة. وتستغرق العملية سنوات على الأرجح.

ولفت مسؤول بالاتحاد الأوروبي إلى أنه "ربما يتطلّع البعض للتكهّن بأن نهاية العملية وشيكة، لكن الحقيقة هي أننا لم نصل لذلك".

وذكر مسؤولون من الاتحاد الأوروبي أن المواضيع التي تمت مناقشتها أمس الخميس تضمّنت تقديم المزيد من الأسلحة والأموال والطاقة دعماً لأوكرانيا إلى جانب تحسين وصول منتجاتها لسوق الاتحاد الأوروبي وتشديد العقوبات على موسكو وجهود محاكمة المتورّطين في جرائم حرب روسية.

ويطالب الاتحاد الأوروبي باتخاذ المزيد من التدابير لمكافحة الفساد في أوكرانيا في ظل اعتقاد سائد بتفشي الكسب غير المشروع في إدارة البلاد ويشدّد التكتل على أن على أوكرانيا بناء سجل يتسم بالمصداقية.

وذكر مسؤولون أوكرانيون أمس الخميس أن السلطات تحقّق مع مسؤولين عسكريين كبار في واقعتي اشتباه بالفساد. وأعلن مكتب التحقيقات إلقاء القبض على مجموعة إجرامية بشبهة اختلاس أموال الدولة عن طريق القيام ببيع بيض ومواد غذائية أخرى لمسؤولين عسكريين بأسعار مبالغ فيها.

معارك في الشرق
تتزامن القمّة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا مع تكثيف روسيا للضغوط على القوات الأوكرانية في مناطق المعارك في الشرق وأيضاً في الشمال الشرقي والجنوب.

وتشير أوكرانيا إلى أن موسكو ترسل آلاف الجنود والمرتزقة ليلقوا حتفهم في هجمات بموجات بشرية لا تحقق سوى مكاسب محدودة، فقط لإرضاء السادة السياسيين.

وعلّق المتحدث باسم الجبهة الشرقية للقوات الأوكرانية سيرهي تشيريفاتي لراديو إن.في الأوكراني بالقول "يأتون برجال ممن استدعوهم من الاحتياط ويحاولون بشكل متكرّر وممنهج العثور على نقاط لاختراق دفاعاتنا... الغرض هو تحقيق هدف القيادة والسيطرة على كل منطقة دونيتسك. لكن هذه الخطة تراوح مكانها منذ أشهر عدة".

ووفقاً لموسكو، فإن أحد أهدافها الرئيسية في أوكرانيا هو تأمين باقي منطقة دونيتسك، وهي واحدة من أربع مناطق ضمتها بشكل أحادي الجانب في أيلول (سبتمبر).

وينصب التركيز الأساسي لروسيا على مدينة باخموت في دونيتسك حيث قالت قواتها إنها حقّقت مكاسب متزايدة على مدى الأسبوع المنقضي.

ولفت متطوّع من بيلاروسيا يقاتل إلى جانب أوكرانيا داخل المدينة إلى أنه ليست هناك مؤشرات على أن القوات الأوكرانية تعتزم الانسحاب. 

وأضاف "في الوقت الراهن الأمر على نقيض ذلك، يجري تعزيز المواقع التي يحاول الروس محاصرتنا منها. لكن الأمر يتوقف على كيفية تطور الموقف. نحن صامدون حتى الآن".

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقّق بشكل مستقل من الموقف هناك.

وأفاد الجيش الأوكراني في وقت متأخر من مساء أمس الخميس بأن القوات الروسية نفذت ضربتين على مدينة كرماتورسك في دونيتسك مما ألحق أضراراً بمبانٍ وتسبب في سقوط بعض الضحايا من المدنيين. وكان صاروخ روسي قد سقط على بناية سكنية في المدينة يوم الأربعاء مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.

وأضاف الجيش الأوكراني أن طائراته نفذت أربع غارات على تجمعات للقوات الروسية وموقع للقيادة.

الانتقام من "أوروبا الحرة" 

وفي وقت سابق، حمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على رئيسة المفوضية الأوروبية واتهمها بمحاولة القضاء على روسيا ومقارنا إياها بالنازيين.

وخلال مراسم إحياء ذكرى انتصار السوفيات في ستالينغراد، قارن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددا بين هجوم روسيا على جارتها والحرب العالمية الثانية معتبرا أن تسليم دبابات ألمانية إلى أوكرانيا تكرار للتاريخ.

وأكد بوتين من فولغوغراد، ستالينغراد سابقا في جنوب غرب روسيا "هذا أمر لا يصدق لكنّه حقيقي. نحن مهدّدون مجدّداً بدبّابات ليوبارد ألمانية" مضيفا "نملك قدرات كافية لمواجهة ذلك ولن نكتفي بالدبابات".

وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا ستستخدم كل قدراتها للرد على امدادات الأسلحة الغربية لكييف.

ووافقت الدول الغربية في الفترة الأخيرة على إرسال دبابات ثقيلة إلى أوكرانيا من طراز ليوبارد الألمانية الصنع وأبرامز الأميركية وتشالنجر البريطانية بعد تردد طويل خوفا من حصول تصعيد في النزاع.

إلا ان كييف لم تحصل حتى الآن على صواريخ عالية الدقة يزيد مداها عن مئة كيلومتر يحتاجها جيشها لضرب خطوط الامدادات اللوجيستية الروسية.

وخلال مؤتمر صحافي برفقة فون دير لايين رأى زيلينسكي الخميس أن روسيا تعد لهجوم جديد واسع النطاق.

وأكد "روسيا تحشد قواتها، جميعنا يعلم ذلك. هي تريد الانتقام ليس من أوكرانيا فحسب، بل من أوروبا الحرّة أيضاً".