لماذا تتراجع أسعار النفط الكندي أمام الخام الأميركي؟

تواصل أسعار النفط الكندي القياسي الثقيل، (ويسترن كندا سيليكت)، تراجعها أمام خام غرب تكساس الوسيط، مدفوعة بعدة عوامل من بينها الحرب الروسية على أوكرانيا ووفرة المعروض من الخام الأميركي.

ويُعَدّ خام غرب تكساس الوسيط أحد خامات القياس العالمية التي تُستخدم في تسعير الخامات الأخرى، خاصّةً في أميركا الشمالية، أكبر سوق للنفط في العالم، لذلك فهو النفط المعتمد ببورصة نيويورك، بحسب المعلومات التي رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.

وكان النفط الكندي قد شهد تراجعًا حادًا خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومن المتوقع أن يظل ضعيفًا العام المقبل (2023)، وفقًا لرويترز.

أسعار النفط الكندي

يُتداول النفط الكندي في هارديستي، ألبرتا، بنحو 30 دولارًا للبرميل أقل من خام غرب تكساس الوسيط الأميركي.

وخلال الأرباع الـ3 الأولى من العام الجاري 2022، كان متوسط سعر ويسترن كندا سيليكت، أقل من خام غرب تكساس الوسيط بنحو 16.67 دولارًا للبرميل.

وخلال معظم العام الجاري، أفرجت الولايات المتحدة عن ملايين البراميل من احتياطي النفط الإستراتيجي لمكافحة ارتفاع أسعار النفط.

وفي 18 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أعلنت وزارة الطاقة الأميركية طرح 15 مليون برميل من احتياطي الطوارئ للتسليم في ديسمبر/كانون الأول المقبل، ضمن خطة بيع 180 مليون برميل من الاحتياطي الإستراتيجي، التي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن مارس/آذار الماضي، لمدة 6 أشهر، بعد اضطرابات الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأدى إطلاق ملايين البراميل من الخام عالي الكبريت إلى إغراق ساحل الخليج الأميركي، موطن أكبر مركز لتكرير النفط الثقيل في العالم، بخام مماثل لويسترن كندا سيليكت.

وفي سبتمبر/أيلول (2022)، أُغلقت مصفاة بي بي-هاسكي توليدو في ولاية أوهايو الأميركية، التي تديرها شركة النفط البريطانية بي بي، التي تعالج ما يصل إلى 90 ألف برميل يوميًا من الخام الثقيل، بعد حريق هائل أدى إلى إصابة شخصين بحروق بالغة.

منافسة النفط الروسي

كانت سوق النفط الكندي بطيئة في التعامل مع توقف مصفاة توليدو عن العمل، في حين دخلت مصافي التكرير الأميركية في عمليات تحويل مجدولة، ما خفّض الطلب بصورة أكبر، وانهارت الفروق بين النفط الكندي وخام غرب تكساس الوسيط.

وتعمل مصافي التكرير على تحويل النفط الخام إلى مشتقات نفطية مختلفة، مثل البنزين والديزل ووقود الطائرات.

ومن العوامل الأخرى التي تؤثر في أسعار النفط الكندي، المنافسة من الخام الروسي في السوق العالمية، وأسعار الغاز الطبيعي المرتفعة التي جعلت تكرير النفط الثقيل أكثر تكلفة.

وفي غضون ذلك، بلغ الإنتاج في مقاطعة ألبرتا، موطن الرمال النفطية، وأكبر مقاطعة مُنتجة للنفط في كندا، مستوى قياسيًا بلغ 3.38 مليون برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول (2022)، بزيادة 9.6% عن المدة نفسها من العام السابق.

ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الكندي إلى 5.7 مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري (2022).

وسجل ويسترن كندا سيلكت خصمًا قياسيًا بأكثر من 50 دولارًا للبرميل دون خام غرب تكساس الوسيط في أكتوبر/تشرين الأول (2018) عندما أدت الاختناقات في خطوط أنابيب التصدير وصيانة المصافي إلى تخمة النفط الخام في ألبرتا.

توقعات 2023

تُصدّر كندا قرابة 3.8 مليون برميل يوميًا من النفط الخام إلى الولايات المتحدة، وتُعدّ مقاطعة ألبرتا أكبر مصدّر للنفط في أميركا، وصدّرت قرابة 1.4 مليار برميل، أي نحو 60% من الواردات الأميركية العام الماضي (2021).

بينما يرجع الانخفاض الحالي في أسعار النفط الكندي إلى ضعف الطلب، إذ أسهم خط أنابيب تصدير جديد -يُسمّى الخط 3 التابع لشركة إنبريدج، الذي بدأ تشغيله العام الماضي (2021)- في توافق القدرة التصديرية لكندا مع طاقتها الإنتاجية.

ويتوقع عدد من محللي الصناعة والرؤساء التنفيذيين للشركات، بمن في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة "سينوفوس إنرجي أليكس بوربيكس"، استمرار الخصم على أسعار الخام الكندي خلال النصف الأول من 2023.

ومن المُرجّح تداول النفط الكندي بسعر أقلّ بنحو 14 إلى 15 دولارًا للبرميل من خام غرب تكساس الوسيط العام المقبل (2023).

وفي عام 2021، كان سعر النفط الكندي أقلّ من نظيره الأميركي بنحو 12.78 دولارًا للبرميل، وفقًا لبيانات منظم الطاقة في مقاطعة ألبرتا الكندية.