آخر الأخبار

صحيفة عرب كندا .. العدد الستون تحديات ومسؤليات!

عندما إنطلقت صحيفة عرب كندا في عددها الأول قالوا عن رئيس التحرير بأنه مجنون ، لا بل شككوا في نواياه وقال بعضهم بأنها ممولة منجهات خارجية وذهب البعض لأكثر من ذلك، حيث قالوا بأنها صحيفة موجهة وتعمل لحساب هذه الجهة أو تلك.

فكان القرار هو الصمود والثبات وتجاهل كل المحبطات والإنطلاق بجهد وعرق مهما كانت التحديات، كان القرار أن نحلق بحلمنا وأهدافناعالياً من أجل المحبين للثقافة والمقدرين لقيمة الكلمة، لم يكن هذا بالأمر السهل خاصة وأن الصحيفة ناطقة بالعربية في مهجر مليئبالتحديات والمسؤوليات.

اتخذنا هذا القرار  بالرغم من مرارة الإتهامات وعمق الأحقاد التي مورست ضد هذه الصحيفة،  والتي كانت تعكس جهلاً غير مسبوق فكراًوسلوكاً لأناس مُنِحوا الفرصة لكي يرتقوا بأنفسهم، ولكنهم أبوا إلا أن يعيشوا بين الحفر،  يتربصون هذا وذاك ويكيلون الإتهامات بدون وعيولا دراية، لا بل بلا ضمير، لينحازوا بذلك  للرواية الموروثة التي حملوها معهم من بلاد الأصل وما تحمله الصورة النمطية عن الاجهزة الأمنيةالقمعية في بلادهم والتي تعمل على توجيه وسائل الإعلام وتتحكم بكل ما يصدر عنها حتى باتت مأجورة قولاً وفعلاً.

هذه الصورة النمطية السلبية لم يتحرر هؤلاء منها وهم الذين فقدوا فرصة التحرر من هذه العبودية الفكرية ، والتمتع عوضاً عن ذلك بالحريةالنمطية التي منحتها لهم الهوية الكندية لكي يساعدوا أنفسهم وغيرهم على الإنطلاق في فضاء المبادرة والإبداع والإنتاج، والعمل الجادحتى يستطيعوا أن يميزوا بين الغث والسمين، وبين ما مضى من ذكريات أليمة تسكن ذاكرتهم وما هم فيه اليوم،  لكي يعيشوا الحاضر الذييمنحهم الأمل والقدرة على التفكير بشكل منطقي وسوي.

لذلك لم تتراجع صحيفة عرب كندا، بل رسمت طريقاً من التحدي والإصرار على أنه لا بديل للنجاح الذي حققته إلا المزيد من النجاحوالإنطلاق نحو الأفضل للتميز والبقاء والإستمرار.

وبرغم صعوبة الطريق والتحديات التي تحيط بها إلا  أن صحيفة عرب كندا صمدت ومضت في طريقها بالجهد الكثير والإصرار الكبير علىالنجاح، وهي التي حملت على عاتقها أن تمضي في طريق كنا نعلم أنها وعرة وصعبة وتحتاج من الجهد الكثير والكثير ، لذلك كلما وجهتالسهام إليها كلما زاد الإصرار لدينا بأن نجد طريقة جديدة من أجل تجديدها وتحديثها وزيادة مكوناتها حتى تصبح مؤسسة إعلامية عربيةصاحبة فكر ورؤية ولها هوية مستقلة ، يحترمها أصحاب العقول النيرة المثقفة الذين باتوا ينتظرون صدورها ومتابعتها لكي يطلعون على كلزواياها ويتواصلون معنا من أجل النقد الهادف أو تقديم مقترحات للإرتقاء بها.

صحيفة عرب كندا اليوم وهي تصدر عددها الستين، ترسل رسالة  لكل أولئك الذي حاولوا أن يقفوا عقبة في طريقها، أنها ستستمر،وستتجدد، وستكبر، وستصبح عنواناً إعلامياً عربياً في المغترب، لكي تكون مرجعية مهنية وتحظى بثقة كبيرة لكل قادم جديد يريد أن يفهمالواقع الذي ينتظره في المهجر، ولكل ساكن ومقيم يحذوه الشوق والأمل بأن جسور متينة تربطه بثقافته العربية الأصيلة وبأن هناك من يعملعلى المحافظة على هويته من خلال الإستمرار بتقديم كل ما هو جميل في اللغة العربية.

إننا اليوم نقول بإعتزاز بأن الكثيرين من الذين حاولوا التشهير بنا والتشكيك بمسيرتنا وجرحوا مشاعرنا وبخسوا من قيمة عملنا واحتقرواجهدنا وكفاحنا،  أصبحوا اليوم يثنون على عملنا بعد أن تيقنوا بأننا لسنا مجانين أو مأجورين ولا نتبع لأي أجندات كما كانوا يظنون، حيثأننا منذ البداية حرصنا على أن تكون كلمتنا حرة وصادقة وأمينة، وواجهنا التحديات بصلابة وفكر متزن ونظرة شمولية،  تتناسب معالمسؤليات الملقاة على عاتقنا من أجل أن نبقى عند حسن ظن من وثقوا بفكرنا، ومن عملوا على تشجيعنا، ومن بذلوا الجهد بجانبنا من أجلأن تبقى تبقى عرب كندا نيوز نبراساً فكرياً حياً ومستمراً.

إن صحيفة عرب كندا اليوم لم تبقى محصورة في دائرة العمل التقليدي بل تجددت وأصدرت أعداداً محدثة من نسختها الرقمية لتقدم أفضلالخدمات وتكون بذلك متقدمة عن كل زميلاتها من الصحف التي تخدم الجاليات العربية وغيرها.

صحيفة عرب كندا التي إنطلقت من تحت الرماد قبل ستة سنوات  أصبح لديها اليوم مقراً تستقبل فيه الجميع سواء من يحتاج عملاً معها أومن يحتاج مساعدتها ، وأصبح لديها موقعاً إلكترونياً مصمماً تصميماً فنياً يواكب أحدث ما هو موجود بين المواقع الإخبارية ، ومبرمجاًبأحدث اللغات البرمجية  ليقدم الأخبار على  مدار الساعة من خلال فريق عمل ينتمي للفكرة والمؤسسة ولا يبخل بالوقت والجهد أبدا.

اليوم أصبح لعرب كندا نيوز منصات عديدة منها التطبيقات على كل من متجر أبل وجوجل، وصفحات السوشيال ميديا، وقناة اليوتيوب وقريباًراديو رقمي  لكي تصبح بذلك المؤسسة الإعلامية العربية الوحيدة في كندا، الجامعة بين كل ما يتطلبه الإعلام، حتى نستطيع أن نقدم كل مايحتاجه متابعينا في كل مكان داخل كندا وخارجها.

من عددنا الستين، نطل عليكم قرائنا الكرام لنشكركم أولاً على ثقتكم الغالية التي دعمت مسيرتنا طوال ستة أعوام مليئة بالتحدي، ولنؤكد لكمبأن رسالتنا لن تتغير بل سترتقي فكراً ونمطاً وإدارة، وأن كلمتنا ستبقى حرة تحكمها الأخلاق المهنية والضمير، وستستمر بوعينا وإرادتناوشعورنا بالمسؤولية تجاه فكركم وعقولكم وإلتزماً بما يمكننا من تلبية إحتياجاتكم وبما علينا من واجبات مجتمعية وقانونية لكي نواجه كلالتحديات ونستمر بكم ومن أجلكم!.