لا مكان لجرائم الكراهية في كندا

في البداية ماهي جرائم الكراهية ؟ 

 يمكن تعريف جرائم الكراهية بأنها أي جرائم تثار من خلال الكراهية ضد فئة من البشر على سبيل المثال الجنس , العرق , الدين , التوجه الجنسي والاعاقة .

كما يمكن لهذه الجرائم ان تنفذ ضد اي شخص أو مجموعة او حتى تمتد لممتلكاتهم .

أيضاً لا تعتبر كل احداث الكراهية من ناحية قانونية  جرائم في كندا . 

لذلك  يستخدم كثير من الناس اصطلاح (حادث كراهية) أو حادث ذو دافع كراهية يعبر عن تنوعات اوسع من الاحداث واكثر مما تشمله قوانين الاجرام في كندا .

قوانين جرائم الكراهية في كندا :

ان مصطلح جريمة الكراهية ليس له تعريف قانوني رسمي في كندا و مع ذلك  هناك عدد قليل من القوانين في القانون  الجنائي تتعلق بالجرائم بدافع الكراهية  في حين ان القانون الكندي لحقوق الانسان وقانون البرتا لحقوق الانسان  يحتويان على أحكام هذا التمييزوالمضايقات  .

ولقد تمت اضافة القوانين  الاولى في القانون  الجنائي للتعامل مع الكراهية في السبعينات استجابة للمخاوف من نشاط النازيين الجدد في كندا .

وتسمى هذه القوانين اليوم (قوانين دعاة الكراهية وتشهيرها ) وهي تتعامل مع رسائل الكراهية ، كما توجد قوانين الدعاية في أقسام   (318) و(319)(1) و (319 (2).(

وبشكل عام فان هذه القوانين تجعل من غير القانوني ما يلي:

·    الترويج للابادة الجماعية ضد مجموعة محددة .

·    التحريض على الكراهية تجاه مجموعة محددة .

·    التحريض على العنف ضد مجموعة محددة .

وللحكم على شخص ما بموجب قوانين  الدعاية  للكراهية يجب على المحاكم أن تحدد بما لا يدع مجالا للشك أن جزءا معيناً من الاتصال (خطاب، مقال ، كتاب ، الخ ........) كان مدفوعا بدافع الكراهية  وكان له تأثير على الارجح في تعرض مجموعة محددة للعنف أو الكراهية أو الاذلال .

وتاريخياً هنالك عدد قليل جدا من الامثلة على قانونية دعاية الكراهية التي تحض على الكراهية المطبقة في المحاكم الكندية.

 

وعلى كل حال قد تم استخدامها لمحاكمة عدد قليل جداً  من النازيين الجدد البارزين والمتفوقين البيض ومعادات السامية منذ ثمانينات العصر .

كما يحتوي القانون الجنائي أيضاً  على المادة (781.2.S) التي تسمح للمحاكم بتشديد العقوبة على الجريمة اذا كانت بدافع الكراهية .

والمادة 718.2S  هي أكثر قوانين جرائم الكراهية تطبيقاً ، لكن بعض الخبراء القانونين  يشيرون  الى أنه لا يزال استعمالها نادرا.

وأخيراً وليس آخراً يحتوي  قانون الجرائم  S (430)(4.1)فرعا من فروع جرائم الاذى التي تتعلق بجرائم  تخريب الممتلكات أو تمنع الاستخدام المشروع لهذه الممتلكات .

ولقد تمت اضافة  S (430)(4.1)بعد هجمات التاسع من سبتمبر والمعروفة بأحداث برجي التجارة العالمي وتسمح للمحاكم مقاضاة جرائم الاذى بدافع الكراهية والمتعلقة بالممتلكات التي تستخدمها مجموعة محددة والتي يمكن ان تشمل دور العبادة والمراكز المجتمعية ودورالحضانة والمدارس والمقابر وغير ذلك .

على كل حال فإن المادة S(430)(4.1)   نادرا ما تطبق.

 قد يكون من الأسباب التي تجعل جرائم الكراهية اكثر ضررا على المجتمع من غيرها هو إستهداف فئة معينة والعمل على تحطيمها نفسياً وجسدياً . 

لذلك فإن جرائم الكراهية ضارة بالأشخاص الذين يكونون مستهدفين لتلك الأنواع من الجرائم والتي تسبب اضرارا جسيمة من الناحية النفسيةوالجسمانية . 

والتي قد تؤدي لأن يشعر  ضحاياها بأنهم تعرضوا لكثير من الظلم والتعدي على خصوصيتهم والتي قد تتسبب بأمراض نفسية مثل  الإكتئاب.

أضف إلى  ذلك التغييرات في اظهار الهوية والدينية والإجتماعية  أو الخلقية ، والذي يدفع الضحايا إلى تغيير هويتهم واسمائهم وأحيانأً أماكنهم ، وأحياناً أخرى الإمتناع عن الذهاب إلى المراكز الإجتماعية والدينية للخوف من الإستهداف، وهذا بدوره يعكس تردي الوضع المجتمعي وتدهور العلاقات الإجتماعية في دائرة تلك الفئة من المجتمع.

Storzer, Rebecca L. and Adriano P. Sabagala. “‘Message Crimes’: Understanding the Community Impacts of Bias Crime.” Perspectives on Hate: How It 

Originates, Develops, Manifests, and Spreads. American Psychological Association. 2020. 251-276.

https://calgary.ctvnews.ca/calgary-police-investigating-racist-graffiti-targeting-southwest-sikh-temple-1.5638494

https://www.canada.ca/en/department-justice/news/2021/06/government-of-canada-takes-action-to-protect-canadians-against-hate-speech-and-hate[1]crimes.html  

تعد جرائم الكراهية نادرة الحدوث عن باقي أنواع الجريمة ولكن خطورتها على المجتمع أكبر بكثير، حيث تسمى في بعض الأحيان جرائم الرسائل لأن الغرض منها هو إرسال رسالة لتلك الفئة والتي تهدد الفئة المستهدفة والتي تؤدي إلى تهميشها  حتى لو لم كن هذه الفئة مستهدفة من بعض هجمات جريمة الكراهية ( على سبيل المثال إذا تعرضت مجموعة من السوريين إلى هجوم سيكون كل المنتمين إلى المجتمع السوري في خطر وخوف)، اضف إلى ذلك تشجيع بعض الشرائح التي لديها قابلية لأداء نفس الجريمة من خلال تقليدها بشكل حرفي والنيل من نفس الفئة المستهدفة.

ما مدى شيوع جرائم الكراهية :

هناك طريقتان لقياس مدى إنتشار جائم الكراهية ، وهي على التوالي سجلات الشركة والمسوحات العامة .

حيث تُظهر سجلات الشركة من جميع انحاء كندا أن جرائم الكراهية آخذة في الإزدياد حيث ارتفع عدد جرائم الكراهية في كندا بنسبة 47 % في عام 2117 وبقي مرتفعا منذ ذلك الحين . في عام 2020 ، سجلت الشرطة الكندية ما مجموعه 2669 حادثة بسبب الكراهية، 100 منها فقط في مدينة أدمنيتون مقارنة  ب 1851 في عام 2119 . 

كما أن الشرطة سجلت في عام 2020 في مدينة ادمنتون الكثير من حوادث الكراهية والتي كانت على شكل تهديدات مباشرة عبر الإنترنت ومنها العنف الشديد وأخيراً إحداث إضرار بالممتلكات. 

تشير الدراسات الإستقصائية العامة ان الأرقام التي صرحت بها سجلات الشرطة وخاصة هيئة اكثر تورما بكثٌر من االرلام التي صرحت بها سجلات الشرطة وخاصة هٌيئة الإحصاءات العامة.

 ومن خلال المسح الإحصائي لعام 2019 تبين أن هناك 223000 جريمة مصنفة على أنها جريمة كراهية.

من جهة أخرى يشير جهاو الأمن العام أنه على الكنديين الإبلاغ عن تجاربهم، ووفقاً لهذه الأرقام صرحت الشبكة الكندية لمكافحة الكراهية أنه من المرجح أن تكون إحتمالية تعرض الأشخاص لجرائمة الكراهية أكثر من إحتمالية تعرضه لحادث سير.

لا يتم عن حوادث الكراهية:

في أكثر الأحيان لا يتم الإبلاغ عن حوادث الكراهية وتمر هذه الجرائم دون معالجة فعالة لجرائم الكراهية في كندا حيث أن الأفراد يمتنعون عن التبليغ للشرطة لعدة أسباب.

وفي دراسة لشاباك شملت الأشخاص الذين تعرضوا لجرائم الكراهية ، أجاب 64% من عينة الدراسة  أنهم إختاروا عدم التليغ عن حوداث الكراهية وقد أجابوا أن الشرطة لن تعتبر هذه الجرائمة ذات أهمية. 

وفي الوقت نفسه أجاب 64% من نفس العينة أن جريمة الكراهية لا ترتقي للحد الذي يمكن الإبلاغ عنها.

هذا وقد شعر 58 %  من عبنة الأشخاص الذين شملتهم الداراسة أن مرتكب هذا النوع من الجريمة لن ينال عقابه حتى لو أنهم إتصلوا بالشرطة 

في حين أنه في عام 2014 كان جهاز الأمن العام قد أعلن عن أنه وجد مؤشراً آخراً في عدم التبليغ عن هذا النوع من الجريمة ومنها الحواجز اللغوية أو الوضع الإقتصادي العام لتلك الضحية والتي تمنعها من الإتصال بالشرطة .

هذا بالإضافة للخوف من إنتقام الجاني، وأخيراً الخوف من الشرطة ونظام المحاكم أو كليهما معاً.

كيفية الإبلاغ عن جريمة الكراهية:

يمكن التليغ عن جريمة الكراهية عبر عدة وسائل ومنها لدى كل فرع شرطة ، حيث أن هناك وحدة تُدعى وحة جرائم الكراهية يستطيع أهالي أدمنتون أو المقيمين فيها أن يبلغوا الشرطة ووحدة أي بي أس والتي تدعي وحدة مكافحة جرائم الكراهية والتطرف العنيف.

ويمكن الإتصال بنفس الوحدة والتبليغ عن تلك الجريمة والتبليغ عن تلك الجريمة بدون ذكر الإسم إذا كان هناك خوف من معرفة هوية المتصل ، حيث أن هذه الوحدة هي منظمة غير ربحية وتوقم بالعمل والتنسيق مع وحدة مكافحة الجريمة.

اذا شعرت انك ضحیة لجریمة كراھیة یمكن الاتصال بوحدة خدمات الضحایا والذي بدوره سیساھم بتوفیر الخدمة المطلوبة بكل سھولة ویسر وكل انواع الدعم الاخر وتوفیر موارد ومواد خاصة لتلك الضحیة بما في ذلك الدعم القانوني داخل محیط المحكمة .

ھذه هي رسالة للاشخاص القلقین بشأن الاتصال بالشرطة، حيث أنه يمكنهم ان یطلبوا من صدیق مقرب من العائلة او احد افراد الاسرة الإتصال بوحدة سي ار اس اس،  وھي مؤسسة العلاقات العرقیة الكندیة للابلاغ عن الحادثة نیابة عن الضحیة. 

من جهة أخرى ، اذا تعرضت للتمییز او المضایقة،  یمكنك ایضا ابلاغ اللجنة الكندیة لحقوق الانسان أو مفوضیة حقوق الانسان في البرتا بالحادثة .

الجدير ذكره أن  لجان حقوق الانسان لاتقوم بالتعامل مع الاعمال الاجرامیة انما الغرض من المساعدة هو ردع التمییز وتعویض ضحایاه في الطریق الى الوصول للمساعدة في تقديم الخدمات العامة والتوظیف والتعامل مع اصحاب الممتلكات وغیرھا من الفئات الأخرى.

https://www150.statcan.gc.ca/t1/tbl1/en/tv.action?

pid=3510019101&cubeTimeFrame.startYear=2016&cubeTimeFrame.endYear=2020&referencePeriods=20160101%2C20200101

https://www.antihate.ca/police_only_found_1_of_223_000_hate_crimes_in_canada

https://www150.statcan.gc.ca/n1/en/pub/85-002-x/2020001/article/00003-eng.pdf?st=lZpz7Ezd

https://www.edmontonpolice.ca/CommunityPolicing/OrganizedCrime/HateBiasCrime

https://www.edmontonpolice.ca/CommunityPolicing/FamilyProtection/CTSS

https://www.crrf-fcrr.ca/en/news-a-events/articles/item/26823-hate-crime-in-canada#_ftn10

 

ترجمة حسن الإبراهيم