آخر الأخبار

الغاز المسال.. كندا تتخلف عن الركب في ظل احتياج أوروبا الشديد للطاقة

بات تأمين الإمدادات العالمية من الغاز المسال الشغل الشاغل للحكومات في جميع أنحاء العالم بعد تهديدات روسيا بقطع الغاز عن أوروبا، وبدأت ببولندا وبلغاريا.

وأسهم ذلك في تجديد الاهتمام بكندا بصفتها موردًا محتملًا موثوقًا للغاز الطبيعي؛ إذ اتجهت الدول الأوروبية للبحث عن مصادر بديلة طويلة الأجل للغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال.

ومع ذلك، تعتقد رئيسة وزراء بريتش كولومبيا الكندية السابقة، المستشارة في شركة المحاماة بينت جونز -حاليًا-، كريستي كلارك، أن كندا تراجعت مكانتها في سوق الغاز المسال؛ بسبب الإفراط في إصدار اللوائح الحكومية، في حين تحقق أستراليا مكاسب ضخمة في سوق المحيط الهادئ.

الغاز المسال الكندي

منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وخلال أول مؤتمر للغاز الطبيعي المسال في بريتش كولومبيا عام 2013، قالت كلارك، رئيسة الوزراء آنذاك، إن صناعة الغاز الطبيعي المسال قد تبلغ قيمتها 100 مليار دولار.

ويبدو أن الأوضاع اتخذت نهجًا معاكسًا في السنوات اللاحقة؛ فمن بين 24 مشروعًا مقترحًا للغاز المسال منذ عام 2011، لا يوجد سوى مشروع واحد قيد الإنشاء، وهو "إل إن جي كندا"، بقيمة 18 مليار دولار.

بالإضافة إلى إلغاء مشروع "بي إن دبليو إل إن جي" من قِبل شركة بتروناس، بعد إنفاق 900 مليون دولار؛ بسبب الأوضاع في السوق.

كما أن حكومة كلارك -آنذاك- أرسلت بعض الإشارات السلبية للشركات في شكل فرض ضرائب جديدة على الغاز المسال، والتي رفضتها بتروناس.

وأوضحت كلارك، في تصريحات على هامش مؤتمر كندا للغاز الطبيعي والغاز المسال، أمس الخميس 12 مايو/أيار، أنها جعلت تطوير صناعة الغاز المسال مشروعًا اقتصاديًا مركزيًا لحكومتها.

وتابعت: "أول شيء نحتاج إليه في كندا، هو اليقين التنظيمي، الشيء الثاني هو البساطة في البيئة التنظيمية مع عدم المبالغة من قِبل الحكومة الفيدرالية؛ فليس من الطبيعي أن تستغرق الموافقة وقتًا طويلًا في ظل التنافس مع موردين من حول العالم".

ومن جانبها، ترى كلارك أن العالم سيحتاج إلى الغاز الطبيعي في المستقبل القريب، ويمكن لكندا تلبية الطلب، وستساعدها في ذلك علاقتها الجيدة مع السكان الأصليين، وستمنحها ميزة تجارية.

أسباب تراجع السوق الكندية

قالت كلارك إن أستراليا تغلبت على كندا في سباق الغاز المسال لتطوير مشروعات ضخمة جديدة، وأدى ذلك إلى تأمين عقود ضخمة طويلة الأجل مع عملائها الآسيويين.

وتابعت: "لا يمكن لكندا أن تؤدي دورًا في تجارة مواردها الطبيعية بالمحيطين الهندي والهادئ ما دامت لا تمتلك خطوط أنابيب إلى جنوب شرق آسيا".

وأضافت أن الولايات المتحدة تفوقت على قطاع الغاز الكندي وستسعى إلى التأكد من بقائه في وضع سيئ لأطول مدة ممكنة، حسبما نشر موقع إنرجيتك سيتي.

وقالت: "لا يمكننا أن نضطلع بدور في مساعدة أوروبا والهند وغيرهما من البلدان لإيجاد بدائل من الغاز الطبيعي والنفط الروسي إذا لم تكن لدينا خطوط أنابيب لتلبية احتياجات العالم".

في غضون ذلك، أصبحت جارة كندا، الولايات المتحدة، أكبر مصدر للغاز المسال في العالم.

أما قدرات تصدير الغاز المسال الكندي فقد تراجعت بسبب عدة عوامل؛ أهمها الاحتجاجات والأعباء التنظيمية، وصعوبة نقل الغاز المسال.

ومع تعطش الدول الأوروبية لتأمين مصادر بديلة، يمكن لكندا أن تصبح لاعبًا عالميًا في قطاع الغاز المسال حال تجاوزت العقبات.

وتعتقد كلارك أن مشروع "إل إن جي كندا" سيثبت أن كندا يمكنها إنتاج الغاز المسال على نحو يعزز المصالحة مع السكان الأصليين، مقارنة بالحكومة الأسترالية الأقل التزامًا بالتسوية.