التوكل والتواكل

** التوكل...التواكل. نادره البرقي لفظي التوكل والتواكل يتكرر كثيرًا بين الناس، والبعض قد لا يعرف الفرق الصحيح بينهما، حيث يوجد فرق كبير بين التوكل والتواكل ؛ فالتوكل على الله عز وجل سِمةُ العبد الصادق، وبه أمر الله الأنبياء والمؤمنين، و التواكل من الأمور التي تتنافى مع العقيدة الإسلامية. يظهر الفرق بين التوكّل والتواكل واضحاً جلياً من خلال تعريف كل مصطلحٍ منهما؛ فالمقصود بالتوكل : "تفويض الأمر لله سبحانه وتعالى والثقة بما قدّر مع الأخذ بالأسباب والجدّ والاجتهاد. أما المقصود بالتواكل : " فهو تفويض الأمر لله سبحانه وتعالى دون الأخذ بالأسباب والعمل والاجتهاد. فالمؤمن المتوكّل يعمل ويأخذ بكافة الأسباب ويفوّض أمره لله عز وجل مطمئناً لقضاء الله وحكمته. أما المتواكل فيجلس وينتظر الأحداث تجري من حوله ليقول في نهاية المطاف هذا قدر الله سبحانه وتعالى. فهذا تواكل وتفريط؛ فقد أمرنا الله تعالى بالعمل والاجتهاد والأخذ بكافة أسباب السعي لتحقيق مُرادنا. ▪︎ الفرق من حيث الحكم. التوكل عبادة قلبية، أمر الله سبحانه وتعالى بها المؤمنين، للتقرّب واللجوء والاعتصام بالله تعالى وحده، والمؤمن المتوكّل ينال أجراً عظيماً عند الله سبحانه وتعالى على توكله. فالتوكّل على الله من صفات المؤمنين، قال الله سبحانه وتعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}. ولا يجوز للمؤمن التوكّل على غير الله تعالى من المخلوقات والأسباب؛ لأن الله تعالى وحده المستحق للتوكل عليه وتفويض الأمر إليه. أما التواكل فيحرم على المؤمن الإتيان به؛ لأن فيه مضرّة بترك العمل وترك الأخذ بأسباب الوصول لمراد الإنسان. ▪︎ الفرق من حيث الأخذ بالأسباب. ° التوكل عبادة يتكامل فيها أمرين اثنين لا ينفكان عن بعضهما البعض، وهما: - الأخذ بكل الأسباب لتحقيق ما يسعى إليه المؤمن. -تفويض الأمر لله تعالى والتوكل عليه وحده لتيسير الأمور وتحقيق المُراد. ° التواكل فيتخلّى مُتّبعه عن الأخذ بالأسباب والعمل وسبل الوصول إلى المُراد ويفوض أمره لله تعالى فقط دون العمل والأخذ بالأسباب؛ وهذا منافي لما أمر الله تعالى به عباده المؤمنين من العمل والأخذ بالأسباب والتوكل عليه وحده بكل أمور الحياة سواء كانت صغيرة أم كبيرة ▪︎ الثمرة التوكل على الله سبحانه وتعالى مع الأخذ بالأسباب. يبعث في المؤمن الخلق المستقيم، والتصرّف الحكيم الذي ينبثق من إيمانه بحكمة وقضاء الله تعالى وحده، ويبعث في قلب المؤمن الطمأنينة للمستقبل القادم تسليماً بما عند الله، وبعيداً عن الخوف والقلق والتوتر لما سيحدث، فيعيش المؤمن المتوكّل حياته بطاعة الله تعالى وحده، واتّباع سنة النبي ﷺ. أما التواكل فيورث الضعف، والعجز، والكسل في نفس المتواكل، فيبقى بعيداً عاجزاً عن تحقيق غايته وهدفه. كيفية تحقيق التوكل على الله التوكل على الله سبحانه وتعالى وحده يتحقّق بكيفية مُعينة؛ بيانها فيما يأتي: الإيمان بالقدر والتسليم لله تعالى. الأخذ بالأسباب مع تفويض الأمر لله. الشعور بالافتقار والحاجة لله تعالى وحده؛ فالتوكل على الله عز وجل وحده يبعث في قلب المؤمن شعور الطمأنينة، والراحة، والسكون لله سبحانه وتعالى وحده مسبب الأسباب، القادر على كل شيء. التوكل على الله يجلب الرزق الكثير، فهو يعلم أنَّه لا يضرُّ ولا ينفعُ إلا الله سبحانه، ولا يُعطي ولا يَمنع إلا الله سبحانه، فيتوكل عليه، ويأخذ بالأسبابِ .