بحبر الروح للشاعرة سهير الشوفي

كُتِبت بحبر الروح 

ثمَّةَ صيفٌ أنكرَ حقيقتهُ ونسيَ طعمَ العِنَب

هناكَ

فوقَ مدينتنا 

سفرُ الشوقِ 

كلَّ الشوق .. مؤجل

وجهُ الأقاحي يعتليهِ الذهولُ

شجرةُ التين

أتقَنَتْ عدَّ الأيامِ والشهور 

والزيتونُ

بكلِ هدوئِهِ .. ينتظر 

كم منَ العمرِ مضى 

وكم سَيمضي 

لينضجَ الأمل 

ونحنُ في الغيابِ 

تشابهنا في كلِّ شيء 

شحوبُنا .. خفقاتُ ساعاتِنا .. تَجَمُّدُ خطواتِنا 

فلا لونَ لعكازِ الجدِّ 

ولا طيَّاتٍ كثيفةٍ لثوبِ الجدّة لنخفي خوفَنا خلفَه 

لا دارٌ ولا زوارٌ 

حتى الأغاني ما عادَتْ تخلقُ اختلافاً في الروح ...

فعمَّ تسألُني يا غريب ؟؟! عن عمرنا .. !! 

كبُرْنا ... نعم كبرنا 

وكذبنا دون أن ننتبه 

حينَ تبنَّينا الحبَّ طفلاً 

ونسينا معاً هشاشةَ القلب 

فهلاَّ سَمعتَني أيها الأمل 

كنْ أكثرَ قليلاً ...

وتعالَ مرّةً

بلونِ خجلِ الروح 

بصوتِ ضحكاتِ الخيال 

أدعوكَ أيها الشحيحُ 

أن تنتقي من دمي آخرَ قطرةِ فرح 

تعال

وكن أصدقَ من قوسِ قُزَح 

أحنَّ من ليلِ تموز 

إحمِلْ عنوانكَ عااالياً 

وحلّقْ فوق غروبِ مدينتي

هبْ للحياةِ هناك 

بلون النهار ... ثوباً

وامشِ الهوينا يا صوتيَ الأخير

       

        فإنّي أتبعُكْ