شغب الأحلام

شغب الأحلام

مازلت تحت تأثير ذلك الحلم الجميل  الذي أوقعني في حالة من الخدر اللذيذ أفشلت كل محاولات اليقظة..ربما هو تكتيك عقلي الباطن الذي يصر على أن يصادر حق عقلي الواعي في استلام دوره في المناوبة...

كان يوماً ماطراً وكنا نرقب سوياً قطرات المطر وهي تتقاطر على زجاج النافذة المطلة على تلك المدينة الشاهدة على حماقاتنا..كنا على مرمى نظرة من ياسمينة متكئة باستسلام على سور حديقتي..وعندما اقتربت واحتضنت يدي بين يديك، سمعت تنهيدة قلبك وتشبثت بنظرة عينيك المسافرة عبر تلك النافذة ..لا أدري لماذا شعرت بغصة حينها، وتكاثف الحنين على جفني ليكون على أهبة الاستعداد للهطول في أي لحظة.

وانساب همسك إلى إذني: كم تشبهين تلك الياسمينة..أراها تنكفئ على نفسها ويشح عبيرها عندما يغيب عنها شغب المارة وتزهو وتعود لها الحياة في وجودهم..

فهمست لك: أنا من علمتها طقوس الولاء..فأن لا أزهو الا في حضورك ولا يفوح عطري إلا لك .. ولا يٌجن نبضي إلا بقربك..

لكنك عشقت السفر وراقت لك أرصفة الغربة

جاوبتني وأنت تغرس أناملك في مفاصل جديلتي:

يا امرأة من نور ونار

لقد ضاعت خرائطي وتاهت بعينيّ كل المدن

لقد تعبت وتعب قلبي فأخذت القرار

سأعتزل السفر وأهجر قوارب الضياع

وأرسو على ضفاف جفنيك

وفي عينيك سيكون لي مستقر ودار.

سلوى حماد