لقاء مع الباحث في مجال الأغذية البشرية د. جلال المخللاتي

نستضيف في هذا العدد الخاص الباحث في مجال التغذية البشرية والمستشار في قوانين الغذاء والدواء الدكتور/ جلال المخللاتي . 
بداية نرحب بك د. جلال ونرجو من حضرتك أن تعرفنا بنفسك؟
إسمي جلال المخللاتي، مؤسس ومدير شركة QMRS وهي شركة استشارية لقوانين الغذاء والدواء في أوتاوا ، ومؤسس ومدير شركة Holly land traditional Medication Inc.  وهي شركة مختصة بإنتاج المكملات الغذائية ومنتجات الطب البديل..
تحصلت على درجة الدكتوراة في التغذية البشرية من جامعة لندن في العام 1981، وهناك أسست عيادة في مجال تخصصي" Nutrition Clinic"، ثم جاءني عرض للعمل في المجال الأكاديمي كبروفيسور في الجامعة الإسلامية في غزة فانتقلت للعمل هناك إلى أن تم إبعادي إلى خارج القطاع، ومن ثم أنتقلت للعمل في المملكة العربية السعودية  فعملت في وزارة الصحة ثم عملت في شركة  Abbott Laboratories وهي شركة أدوية أمريكية معروفة عالمياً.. باختصار خبرتي في مجال التغذية البشرية تتجاوز الأربعون عاماً .. 
كما إنني مسجل ومعتمد كمستشار في قاعدة بيانات الوكالة الكندية للتنمية الدولية (CIDA) وقد تم اعتمادي من قبل منظمة "International HACCP Alliance" (الولايات المتحدة الأمريكية) كمدرب رئيسي لتدريس البرامج الخاصة بسلامة الغذاء ( HACCP).
كيف وجدت تجربة الهجرة والانتقال إلى كندا، وما هي التحديات التي واجهتكم وكيف تغلبتم عليها؟ 
في الحقيقة تعتبر كندا من الدول المتقدمة  التي تقدم تعليم جيد للأبناء وتأمين صحي واجتماعي للأفراد، وهذا ما كنت بحاجة له  لهذا أتخذت القرار بالتقاعد من عملي والاستقرار في كندا عام 2001..بالرغم من خبرتي الطويلة في مجالي مع شركات عالمية وحصولي على درجة الدكتوراة من جامعة لندن المعروفة إلا إنني لم أوفق بالحصول على عمل في مجال تخصصي، وذلك بسبب عدم توفر الخبرة الكندية.
كان أمامي خيارين، إما الاستسلام لهذا الواقع والبحث عن أي عمل حتى لو كان خارج مجال تخصصي أو العمل بجد لتطوير مهاراتي حتى تتناسب مع متطلبات سوق العمل الكندي، واخترت الخيار الثاني والذي كلفني وقت وجهد ومال وقد تطلب الأمر مدة ثلاث سنوات قمت خلالها بحضور العديد من الدورات التدريبية وحضور المؤتمرات وورش العمل، كان الهدف منها التعرف على طبيعة العمل والأنظمة المعمول بها في الدولة، كنت أريد أن أٌلم بكل شيئ حتى أبدأ بداية صحيحة ، أيضاً طرقت باب العمل التطوعي فعملت مع بنك الطعام في تعبئة عبوات الأغذية حتى أتعرف على النظام الذي يعملون به في المؤسسات،  أذكرهذه التجربة لأوصل رسالة مفادها أن المعرفة التي نكتسبها من تجاربنا هي من تقوينا وتمنحنا القدرة على تحديد أهدافنا ورسم خطة لتحقيقها بثبات ورؤية واعية..

د. المخللاتي :  نفذنا مشاريع خارج كندا مع عدة شركات في الولايات المتحدة الأمريكية ، والمملكة المتحدة، واستراليا، والهند، وهونج كونج، والمملكة العربية السعودية ،والأردن ، والمكسيك في ما يتعلق بترخيص منتجاتهم وفق شروط وزارة الصحة الكندية


لك العديد من الكتب والنشرات العلمية المعتمدة، حدثنا عنها..
لي كتاب عن "تغذية الأطفال"، نشر عن طريق الهيئة العربية الخليجية للمواصفات والمقاييس ووزع على كل المراكز الصحية بالخليج، والكتاب الثاني " تغذية المرضى في المستشفيات" وهو يدرس لطلبة الماجستير في الأردن، وأيضاً لي كتاب عن التغذية وصحة الإنسان والعديد من المنشورات العلمية المعتمدة. 
حدثنا عن طبيعة عمل شركتكم الاستشارية (QMRS )  التي قمتم بتأسيسها وترأسونها..ما هي رؤيتكم ، وما هي الخدمات التي تقدمونها؟
شركة QMRS هي شركة استشارية متخصصة في تقديم خدمات عالية الجودة في قوانين الغذاء والدواء، قمت بتأسيسها في العام 2004 في أوتاوا، وقد قمنا بتنفيذ مشاريع على المستوى المحلي (الحكومة الفيدرالية والقطاع الخاص)، والمستوى العالمي، فقد قمنا بدعم المستوردين وتجار الجملة ، كما قمنا بتقديم خدماتنا الاستشارية للحصول على تراخيص من وزارة الصحة الكندية لتأسيس مصانع أدوية من خلال توفير المستندات المطلوبة وإجراء التدقيق وإعداد طلب ترخيص الموقع.
بالإضافة  إلى ذلك تقوم شركتنا بدعم صناعة الأغذية الكندية في الجوانب المتعلقة ببرامج سلامة الأغذية. 
نفذنا مشاريع خارج كندا مع عدة شركات في الولايات المتحدة الأمريكية ، والمملكة المتحدة، واستراليا، والهند، وهونج كونج، والمملكة العربية السعودية ،والأردن ، والمكسيك في ما يتعلق بترخيص منتجاتهم وفق شروط وزارة الصحة الكندية.
تعتبر شركتنا واحدة من أهم الشركات التي تزود صناعات الغذاء والدواء بالوثائق المطلوبة في مجال الإجراءات والسياسات المتعلقة بالتصنيع الدوائي، والأجهزة الطبية، واللوائح الخاصة باستخدام الماريوانا للأغراض الطبية، بالإضافة للبرامج الوقائية لسلامة الأغذية طبقاً للقوانين والمعايير المعمول بها في كندا وذلك بهدف توفير ضمان كافٍ للمستهلكين بأن المنتج المعروض للبيع آمن وفعال.
كما تقدم شركتنا دورات تدربيةعن أنظمة سلامة الأغذية والأدوية والمكملات الغذائية، وهي دورات تتماشى مع شروط وزارة الصحة الكندية ومنظمة الصحة العالمية، ومؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية.
وماذا عن  شركة الأرض المقدسة للمكملات الغذائية البديلة " Holy land holy land traditional medications" ، أرجوا تعريفنا بنشاطات هذه الشركة وطبيعة منتجاتكم؟
قمت بتأسيس هذه الشركة في العام 2013، وتقوم شركتنا بتصنيع مجموعة واسعة من المنتجات الصحية الطبيعية والمكملات الغذائية البديلة  لمرضى السكر والقلب والأوعية الدموية، وهناك منتجات خاصة بالجهاز الهضمي والكلى والكبد والمثانة، صحة المفاصل، الخصوبة والصحة الجنسية ، إنقاص الوزن، مكملات غذائية للرياضيين، بالإضافة للفيتامينات والمعادن ومستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، وهي كلها لا تحتاج لوصفات طبية..

كان الهدف من إنشاء هذه الشركة هو مساعدة الناس كي يكونوا أصحاء ولديهم إطلاع جيد على كافة جوانب الأدوية البديلة التي تؤثر على صحتهم خاصة وأن الكثير من الناس أصبحوا يلجئون للمكملات الغذائية لتعويض ما يحتاجه الجسم من عناصر، ونحن في الشركة نحرص على مراعاة التوازن في تركيبات منتجاتنا المعروفة بإسم " DR. J’s Formula"  وذلك  لضمان سلامة المنتجات وفعاليتها ومطابقتها للمواصفات الصحية المعمول بها في هذا المجال على المستويين المحلي والدولي.
من المعروف أنه للحصول على ترخيص لهذه المنتجات في كندا يجب أن تكون المنتجات آمنة وفعالة وذات جودة عالية وتحمل معلومات مفصلة على الملصق لإعطاء المستهلك معلومات واضحة عن المنتج ومدى ملائمته لحالته الصحية.
كثير من المهاجرين الجدد تصيبهم حالة من الإحباط والتخبط  نتيجة للصعوبات التي يواجهونها في البداية، كاللغة ومعادلة الشهادات والاندماج في مجتمع جديد مختلف عن المجتمعات التي أتاوا منها، ماذا تقول لهم من خلال تجربتك ؟
يجب أن نعترف بأن هناك فجوة في مفاهيمنا بخصوص العمل، يتصور الكثير من المهاجرين بأنه بمجرد الوصول لكندا سيجد العمل الذي يناسب خبرته وكفاءته العلمية ولكن سرعان ما يصطدمون بطلب الخبرة الكندية.
فمعظم المهاجرين من حملة الشهادات يواجهون صعوبة في معادلة شهاداتهم لعدم توافقها مع  الشهادات الكندية، والمستثمرين الذين يملكون المال يحتاجون إلى وقت للتعرف على سوق الأعمال ويحتاجون إلى توجيه من جهات الاختصاص في مجالاتهم ، والأطباء والصيادلة والمهندسين  يجدون صعوبة في معادلة شهاداتهم لصعوبة الشروط، والبقية يصطدمون بعائق اللغة، وهذا يترتب عليه صعوبات كثيرة في إيجاد العمل المناسب في مجالاتهم  فتنهار أحلامهم.
هذا يقودني لحقيقة مهمة وهو أن نظام الهجرة غير مدروس بشكل جيد بحيث انه لا توجد جهات توجه أصحاب المؤهلات بالاتجاه الصحيح، وهناك أيضاً تقصير تتحمل مسؤوليته جاليتنا نفسها، لأننا غير قادرين على توصيل مشاكلنا لجهات الاختصاص وطرح مقترحات..نحن بحاجة لتقديم خدماتنا لهذا البلد الذي احتضننا حتى لو على شكل متطوعين في مجالات تخصصاتنا، فهناك العديد من الكفاءات ليس فقط في الجالية العربية بل في كل الجاليات قادرة على خدمة المجتمع الكندي في كافة التخصصات والمشاركة في البناء والنمو في كافة المجالات.
وأود على أن أؤكد بأنه لا يوجد شيئ سهل، يجب أن نناضل لنجد لنا مكاناً لأئقاً تحت الشمس، وأقول لأبناء الجالية أنسوا ما كنتم عليه من وضع وظيفي متميز واستخدموا خبراتكم وذكائكم  لبناء مكان في الوطن الجديد، تكيفوا مع الواقع والمستجدات ولا تنتظروا حتى تأتيكم الفرصة على طبق من ذهب، بل عليكم أن تبحثوا عن الفرص وهي كثيرة في كندا، وأن تطرقوا كل الأبواب بإلحاح وبالعمل الجاد لأن هذا من عناصر النجاح، غذوا أنفسكم بالمعرفة لأنها تكسبكم قوة وثقة.. كونوا متميزين وقدموا مبادرات ولا تقلدوا الأخرين..من أهم النصائح التي قٌدمت لي من أحد الأشخاص " يجب أن تكون مرئي من الآخرين" وذلك عن طريق التواجد في كل مناسبة ممكن أن تسوق مهاراتك وخبراتك العلمية فيها، كالدورات التدريبية والمؤتمرات وحتى الأعمال التطوعية.
أفرزت جائحة كورونا تضارب في أراء البشر تجاهها، هناك من يرى إن الجائحة أمر واقعي وحقيقي وهناك من يراها شيئ وهمي لن يلبث أن يزول، وهذا انعكس على تقبل البعض التطعيمات ورفض البعض لها، كرجل علم وباحث كيف ترى هذه الجائحة؟
أنا مع أن الجائحة شيئ واقعي وحقيقي، وهذا ليس أول وباء يصيب البشر، فعلى مدى السنين تعرض البشر للعديد من الأوبئة حصدت الملايين من أرواح البشر، جائحة كورونا مثلها مثل أي وباء حصل من قبل مع بعض الاختلافات بين الماضي والحاضر، ففي الحاضر أصبح تأثير الأوبئة كبيراً بسبب سرعة انتقال العدوى نظراً لسهولة التنقلات وصعوبة حصر الوباء..
جائحة كورونا واقع مؤلم ومؤثرخاصة على كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية، وقد رأينا أعداداً كبيرة من الضحايا والمصابين على مستوى العالم، كما أنه أثر أيضاً على قطاعات كبيرة بسبب الاحتياطات غير العادية التي تم اتباعها..
أقول بكل ثقة بأن التطعيم ضروري وليس حرية شخصية، لأن النتائج أثبتت تراجع عدد الإصابات كثيراً بسبب تطعيم عدد كبير من المواطنين وأتمنى أن يكون الجميع عند مستوى المسؤولية وأن يلتزموا بالتطعيمات من أجل سلامة الجميع. 
ما رأيكم بصحيفة عرب كندا التي تحتفي اليوم بصدور عددها الخمسين؟
أتابع صحيفتكم منذ فترة ، وأصبح لدي تصور بأن صحيفة عرب كندا تلعب دوراً كبيراً في لم شمل الجالية العربية ، كما إنها تتبنى سياسة متوازنة وهذا يعتبر عامل من عوامل نجاحها..لا شك بأن هناك جهد واضح يٌبذل كي تخرج الصحيفة للقراء بهذا الشكل الجيد والمضمون المتنوع ..
أشكركم على هذه الاستضافة وأتمنى لكم كل التوفيق والنجاح وأن تستمروا على هذا النهج ..وأنا على استعداد بأن أساهم بما لدي من خبرات في إنجاحها، ولكم كل الصلاحية لنشر أي موضوع من كتبي لفائدة القراء الكرام..