آخر الأخبار

لدخوله موسوعة غينيس.. فلسطيني يطمح لصناعة أكبر ميزان عدالة بالعالم

وكالات : في بقعة صغيرة كغزة، تعج بالأفكار المبتكرة التي تتولد من رحم المعاناة، خُطّ العدلَ على مجسمٍ، علّه يبعث قضاءًا عادلًا بعيداً عن التحيز والمحاباة، ليعيد حقاً سُلب من أصحابه؛ فأصحابِ هذا الحق ما زالوا ينتظرون ميزان العدالة أن يتوقف عن التأرجح.

الفلسطيني أشرف أحمد أبو سعدة، "43 عامًا"، ترعرع في كنف حيٍ بسيط، "حي الأمل، خانيونس"، لتنمو معه موهبة تولدت منها أفكارًا مبتكرة، فهو مدرك أن بلاده مازالت تعاني من احتلالٍ شتت معالمها، وقلبَ مدنها رأساً على عقب، فلم يعد هناك عدل ينصفها؛ إلا بتجرع الصبر والصمود والبقاء على الأرض بثبات ويقين، فحب وطنه دفعه للبحث عن عدالةٍ بطريقته الخاصة. 

وتوالدت لدى أبو سعدة فكرة إنشاء أكبر مجسم لميزان العدالة على وجه الأرض، لإيصال رسائل تجسد الواقع المعاش في قطاع غزة من معاني الصبر والتحدي وأشكال المعاناة المختلفة في شتى مناحي الحياة إلى العالم كله. 

وعن بداية ظهور فكرته، يقول أبو سعدة : تخرجت من الجامعة، حاصلاً على درجة بكالوريوس أخصائي نفسي، ودبلوم في المفاوضات الدبلوماسية، و بعد تخرجي بدأت العمل بورشة أبو سعدة للحدادة، هذه الورشة التي امتلكتها عن الوالد، وأثناء عملي داخل الورشة توالدت لدي فكرة انشاء أكبر مجسم للعدالة في العالم".

ويسعى أبو سعدة من خلال تنفيذ هذه الفكرة، إلى مخاطبة كافة أحرار وشرفاء هذا العالم، للنهوض والعمل بشكل دبلوماسي ودولي وقانوني وتنفيذ الشرعية الدولية بحكمهم الصادر من الجمعية العامه للأمم المتحدة بحق الشعب الفلسطيني. 

كما يأمل أن يتم تنفيذ هذا المشروع  وأن تجسد هذه الفكرة عمليًا داخل بلاده، مؤكداً أنه تم تنفيذ فكرته داخل ورشته بنسبة واحد إلى عشرة.

ويضيف أبو سعدة :" هدفنا أن نصنع هذا المجسم بحجمه النهائى القياسي بارتفاع 35 متر، لنتمكن من دخول موسوعه غينتس للأرقام القياسية، وتوثيقه وعرضه على القنوات الفضائية المتخصصة بعالم التوثيق والمشاريع العملاقة". 

وعن آلية تنفيذ هذا المشروع، تابع أبو سعدة، حديثه :"الميزان مؤسس له قاعدة خرسانية محمول على أربع عمدان خرسانية، تأخد شكل الانحناء الدوراني متوج بقاعدة خرسانية أخرى، الثلث الأول مكون من 6 خطوط أنابيب طولية مدعمة ببعضها البعض تنتهي بقاعدة وتبدأ بقاعدة أخرى ومكملة لها 6 خطوط أنانبيب طولية أيضًا تنتهي بقاعدة." 

ويكمل :" القاعدة تبدأ بالجزء الأخير، والثلت الأخير حامل ذراع كفي الميزان بخطوط طولية متوازية عدد 6 قابلة للدوران 360 درجة يعتليها سير العلم الفلسطيني المجسم من 3 أجزاء مصنوع من الحديد الخالص، ومأخوذ بعين الاعتبار كافة اعمال الدهان واللحام الخاص بمنطقة البحر الابيض المتوسط الرطوبة والملوحة".

ويتابع أن "كفتين الميزان محمولة على 6 كوابل قطرها 60 سم وحجمها الحقيقي، يكون 6 أمتار العلم مقاس مترين ونصف علي مترين وعشرين".

ولدخول أبو سعدة موسوعة غينتس للأرقام القياسية، فإنه يعتقد أن الأهم في المرحلة المقبلة تكمن في توفير حاضنة لتنفيذ فكرة هذا المجسم على الحجم الحقيقي بارتفاع 35 متراً، ساعيًا لعدم إبقائها أسيرة أوضاع غزة الصعبة.

ويبين في حديثه مع "بي دي ان" أن رسالته تتلخص في قدرة الشباب الفلسطينيين على إبراز مواهبهم رغم المعوقات والمعاناة والحصار، فإذا توافر الدعم المادي والمعنوي وتوافرت الإرادة والطموح وُجد الإنجاز والإبداع، وفق تقديره.

ومازال الشعب الفلسطيني نابضًا بالأمل، فرغم كل ما يعانيه من ألم وحصار وفقد للفرص، إلا أن شبابه يبدعون بكل تخصصاتهم المتنوعة، وينحتون أحلامهم ومواهبهم على صخر وطنهم، مجددين أملهم بغدٍ عادل.