فتاة اللوز للشاعر عز شوية

ــــ فتاةُ اللّوز ــــ

غريبةٌ هي تلك التي تَسرقُ ارتعاشة الحبِّ،

وتترُكُكَ خاويا.. بلا ذاكرة،

فقط هي.

تقول إحدى النّبوءات الغابرة إنّ الجمال ابن الخريف ،

ذاتَ تشرين وُلدت فتاةٌ شيماء وفي رقبتها طوقٌ من الياسمين،

حين أخذ الاله حفنةً من طين ونفخة هواءٍ وكثيرًا من الشّغف وقال لها " كُونِي "،

أشرقي كشمسٍ لنْ تغيب،

واحملي الفرح إلى كلِّ وطنٍ موبوء،

فهذا العالمُ أصابتْهُ اللّعنات،

وأرهقتْهُ الخيبات.

بِاسم الحبِّ " اضحكِي "،

فضِحكتُكِ هي الحقيقة الوحيدة التي أُثبِتت بلا برهان،

اضحكِي لِتستسلم الحروب،

ويخجل الغُزاة،

اضحكي لِينسَى اليتامى الفَقْد،

وتُرمَى الحلوى بَدل القنابل،

اضحكِي حتى يُؤمن هذا الصّنم بحديث النّوارس،

و يكتب ..

أنا رجُلٌ مُتعَبٌ لكنْ لديّ ما يكفي لأُحِبّكِ بصدقٍ،

لأعانقكِ آلاف المرّات،

و مع كلّ مرّة أنسى كيف أعُدّ،تَضحكين، فأعيد الكَرّة.

قِيل أنّكِ تُشبهين الموناليزا في عينيها،

صِدْقًا قالوا و صبْرًا للمُتأمِّل.

أيُّها النورس المحلّق فوق مأساتي،

خُذْ بعضًا من ريحي بين جناحيك،

وسافِر به اليها،

حتما حين تشمّه، ستُبصِرُ،

و تسألُك عنّي ..؟

فلا تُكذِّب..

قُل لها إنّ طيور الشّوق تقتات منّي و إنّ الحُزن أصبح صديقي،

بعدَها، أنا رجل منفيٌّ بلا وطن،

قُل لها إنّي غرستُ شجرة لوْز،

و انّي أنتظُرُها عندها.

كلّ من حولي يخدعني باتقان و لا أكترث،

عوّدت نفسي على الهجر حين أختنق.

فتاتي فتاة اللّوز،

لم أكن أعي أنّ الانتظار مضجر هكذا،

معكِ تعلّمتُ أنّ الحُبّ عذابٌ نقيّ،

و ها أنا أختنق لكنّني مازلت أنتظر..

(عزّ- شوية)