ــــ فتاةُ اللّوز ــــ
غريبةٌ هي تلك التي تَسرقُ ارتعاشة الحبِّ،
وتترُكُكَ خاويا.. بلا ذاكرة،
فقط هي.
تقول إحدى النّبوءات الغابرة إنّ الجمال ابن الخريف ،
ذاتَ تشرين وُلدت فتاةٌ شيماء وفي رقبتها طوقٌ من الياسمين،
حين أخذ الاله حفنةً من طين ونفخة هواءٍ وكثيرًا من الشّغف وقال لها " كُونِي "،
أشرقي كشمسٍ لنْ تغيب،
واحملي الفرح إلى كلِّ وطنٍ موبوء،
فهذا العالمُ أصابتْهُ اللّعنات،
وأرهقتْهُ الخيبات.
بِاسم الحبِّ " اضحكِي "،
فضِحكتُكِ هي الحقيقة الوحيدة التي أُثبِتت بلا برهان،
اضحكِي لِتستسلم الحروب،
ويخجل الغُزاة،
اضحكي لِينسَى اليتامى الفَقْد،
وتُرمَى الحلوى بَدل القنابل،
اضحكِي حتى يُؤمن هذا الصّنم بحديث النّوارس،
و يكتب ..
أنا رجُلٌ مُتعَبٌ لكنْ لديّ ما يكفي لأُحِبّكِ بصدقٍ،
لأعانقكِ آلاف المرّات،
و مع كلّ مرّة أنسى كيف أعُدّ،تَضحكين، فأعيد الكَرّة.
قِيل أنّكِ تُشبهين الموناليزا في عينيها،
صِدْقًا قالوا و صبْرًا للمُتأمِّل.
أيُّها النورس المحلّق فوق مأساتي،
خُذْ بعضًا من ريحي بين جناحيك،
وسافِر به اليها،
حتما حين تشمّه، ستُبصِرُ،
و تسألُك عنّي ..؟
فلا تُكذِّب..
قُل لها إنّ طيور الشّوق تقتات منّي و إنّ الحُزن أصبح صديقي،
بعدَها، أنا رجل منفيٌّ بلا وطن،
قُل لها إنّي غرستُ شجرة لوْز،
و انّي أنتظُرُها عندها.
كلّ من حولي يخدعني باتقان و لا أكترث،
عوّدت نفسي على الهجر حين أختنق.
فتاتي فتاة اللّوز،
لم أكن أعي أنّ الانتظار مضجر هكذا،
معكِ تعلّمتُ أنّ الحُبّ عذابٌ نقيّ،
و ها أنا أختنق لكنّني مازلت أنتظر..
(عزّ- شوية)