أخلاق وشمائل الرسول صلى الله عليه وسلم.

☆ أخلاق وشمائل الرسول ﷺ. نادره البرقي سؤال : قوله سبحانه: {وَإنكَ لعَلى خُلقٍ عَظيم}. هل يقصد بخلق الرسول ﷺ ؟ وهل ذكر خلق الرسول في القرآن؟ وما هي الآيات الدالة على خلقه؟ إجابــة : بعد ما نزل الوحي علي سيدنا محمد ﷺ أصبح امتثال أوامره واجتناب نواهيه سجية له، وخلقاً ثابتاً من أخلاقه، هذا مع ما جبله الله عليه قبل ذلك من الخلق العظيم، والحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم والأمانة والصدق. وقد وصفه ربه سبحانه وتعالى بأنه لعلى خلق عظيم، وأكد ذلك الوصف مرتين في آية واحدة، فأكده "بإن"، وأكده "باللام" فقال عز وجل : {وَإنكَ لعَلى خُلقٍ عَظيم}. وأثنى عليه في آيات أُخر منها قوله تعالى : {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً}. فبين سبحانه أنه ﷺ الأسوة الحسنة التي ينبغي للأمة أن تتأسى به في كل شيء قال سبحانه وتعالى : {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}. والتزكية هي التطهير من أدناس الأعمال والأقوال والأخلاق والنيات، فجعل الله من صفات نبيه أنه يزكي من آمن به واتبعه، ولا يمكن أن تكون هذه التزكية بمجرد القول، بل لابد أن يكون المزكي ﷺ مثالاً حياً رفيعاً في التزكية.وقال سبحانه : {فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}. فوصفه بخلق الرحمة ولين الجانب، ونفى عنه ما يقابلهما من سوء الأخلاق، وقال سبحانه وتعالي : {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}. فوصفه سبحانه أنه {عزيز عليه ما عنتم} أي يشق عليه ضرركم وأذاكم، وأنه حريص عليكم أي على ما ينفعكم في دنياكم وأخراكم، وختم الآية بأنه بالمؤمنين رؤوف رحيم. وقال سبحانه وتعالي : {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق}. فقد كان ﷺ حيياً كريماً، حتى إنه إذا أراد أن يتفرغ لأهله في يوم زواجه، فإنه ﷺ لا يطلب من جلسائه الانصراف، ولا ينصرف هو حياءً منهم، بل يبقى جالساً معهم إلى أن يكونوا هم المنصرفين. فبين الله للمؤمنين ما يجب عليهم من أدب تجاه رسول الله ﷺ، وأبان خلقاً عظيماً من أخلاقه، وهو "خلق الحياء"، حيث يستحي أن يجرح مشاعر جلسائه، ولو صدر منهم ما يؤذيه. وقال سبحانه : {إذ تصعدوون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم} [آل عمران (١٥٣)]. فألمح القرآن إلى شجاعته ﷺ ، وإلى ثباته في مواقف البأس الشديد، ففي معركة أحد عندما دارت الدائرة على المؤمنين، وفزعوا واضطربوا وانهزموا متجهين إلى المرتفعات يصعدون ولا يلوون على أحد، ورسول الله ﷺ ثابت لم يتزلزل، ولم يثبت معه إلا نفر يسير. وقال سبحانه وتعالي : {لَعَلَّكَ بَٰخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ}. ففي هذه الآيات بيان لمدى رحمة رسول الله ﷺ وشفقته بمن دعاهم إلى الهداية فأعرضوا عنها، حتى أنه كاد يهلك من الحزن والأسى لأنهم لم يؤمنوا. وهذا يدل على ما يحمله هذا القلب العظيم من حب الخير للناس كافة، وصدق الله تعالى إذ قال : {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.