آخر الأخبار

رحلتْ غداً للشاعر معروف مراد

رحلتْ غداً!...

جاءت بأمس ولادتي!...

وَحَدَسْتُها من ألفِ راحلةٍ قضتْ 

فأنا الذي مُذْ وُلِّفَتْ روحاً (لآنية الجسد)!...

كنتُ أتحدتُ بروحها

وقمصتُ منه نصفَهُ

              سفر الأبدْ

                       ولكل فارزةٍ مكانْ.

إذ كيفَ لي أن أبتني في كل ركنٍ

من فضاءِ الأرضِ

     أمكنةً

يؤرخُها الزمانْ؟...

أقَرأتني يوماً على حجرٍ عتيق

أو عند بذرةِ وردةٍ، 

نسَمَتْ شهيقَ الجمرِ من جينِ الحريقْ،

تاقتْ لرحم الأرض،

دوَّنها رخامٌ، عزَّهُ إلا البيان؟...

من حد مقصلةِ الكرى

من حدِّ سكيِّن الجوى

من شمع صعلوكٍ

تمطَّرَ في ليالي الجوع خبزاً 

                      أو حنانْ

أو كانَ ذاكرة الورى

مذ أملتِ الأشعارَ أوتارُ اللسان. 

هذا الأنا يا سيدَ الأسماعِ

هل أوجزْتَني

أم أنَّ شذراتٍ لبعضي

لم تزلْ قيدَ الشتاتْ؟...

فالأرضُ دائرةٌ على أعمادِها

والطينُ يجذبُهُ العنانْ

إذ نحن خارجها عراة

وطوافنا عمدُ الرهانْ!..

من أين لي أن أعمد الكينونة الثكلى

لأبتدأ الطوافَ معمَّراً بتكاملي

ومدى النشورِ

مسافةً أو أزمنةْ

لا تنتهي أو تبتديْ

في رعشة الخلق الوليدة

قلْ دورةَ الروحِ الجديدة 

في تقاويم الزمان.