صدق النية.

**  صدق النية.
بقلم نادره البرقي 
الصدق مع الله سبحانه وتعالي هو أجل أنواع الصدق، ويكون الانسان صادقاً مع ربِّه تعالى إذا حقَّق الصدق في جوانب ثلاثة : 
°  الإيمان والاعتقاد الحسَن
°  الطاعات 
°  الأخلاق
فليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، 
والصدق في اليقين، والصدق في النية، والصدق في الخوف من الله سبحانه وتعالى والصدق في الاخلاص وليس كل من عمل طاعة يكون صادقا حتى يكون ظاهره وباطنه على الوجه الذي يحبه الله سبحانه وتعالى.

وفي سفر أعمال الرسل الاصحاح الثاني:
"وَيَكُونُ كُلُّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ" 

وقد بَينَّ الله سبحانه وتعالى الصادقين في آية واحدة، وهي قوله عز وجل : 
{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَة وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْس}.
ثم قال سبحانه وتعالي بعد هذه الأوصاف كلها : {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}. [البقرة (١٧٧)].

قال الإمام ابن كثير رحمه الله :
اشتملت هذه الآية الكريمة على جُمَل عظيمة ، وقواعد عميمة ، وعقيدة مستقيمة

والمتصفون بما ذُكر من العقائد الحسنة، والأعمال التي هي آثار الإيمان، وبرهانه ونوره، والأخلاق التي هي جمال الإنسان وحقيقة الإنسانية. 
فأولئك هم {الَّذِينَ صَدَقُوا}في إيمانهم؛ 
لأن أعمالهم صدَّقت إيمانهم ، 
{وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}
 لأنهم تركوا المحظور، وفعلوا المأمور؛ لأن هذه الأمور مشتملة على كل خصال الخير، تضمناً، ولزوماً؛ لأن الوفاء بالعهد يدخل فيه الدين كله، ولأن العبادات المنصوص عليها في هذه الآية :
 أكبر العبادات، ومن قام بها : كان بما سواها أقوم، فهؤلاء هم الأبرار، الصادقون، المتقون .

إن الله جل وعلا خلق عباده وأمرهم أن يتقوه في السر والعلانية،وأن يصدقوا معه في أقوالهم وأفعالهم،وفي أمورهم كلها، فقال سبحانه وتعالي.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}.
قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:
في أقوالهم،وأفعالهم وأحوالهم،الذين أقوالهم صدق وأعمالهم وأحوالهم لا تكون إلا صدقا خالية من الكسل والفتور،سالمة من المقاصد السيئة،مشتملة على الإخلاص والنية الصالحة،فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة.

فمن أراد النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة بإذن الله،فعليه بالصدق مع الله جل جلاله بقلبه وعمله،قال الله سبحانه وتعالى :
{فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم}.
[محمد (٢١)].
قال الإمام ابن القيم –رحمه الله- :
" ليس للعبد شيء أنفع من صدقه ربه في جميع أموره....،ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره".