آخر الأخبار

من يطفئ حرائق الحنين؟!

رغم إنني بدأت أتماثل للشفاء منك إلا أن فنجان قهوتي مازال يوقظ في عمقي شهوة التفكير بك، مازلت أحرص على طقوسه التى تعودناها..وحده فنجان القهوة الذي بقي على حاله في كومة الحطام التى خلفتها وراءك...ومن بين كل الحطام مازلت أنقب لك عن ألف عذر..
أهرب لكن الأسئلة تحاصرني بعناد..أهملها..أتجاهلها.. لكن...

عند أقرب لحظة حنين تعود لتنتحر برصاصات الإجابات الفارغة..

أليس غريباً أن يشحب النبض في عنفوانه ويلف الضباب المشاعر بهذه السرعة؟!
أليس ظلماً أن يٌهدر نبضنا على مفارق طرق لم تحتمل رؤيتنا معاً؟!

أليس مؤلماً أن تٌقطع شعرة كانت بمثابة جسر ينقلنا ما بين مدّنا وجزرنا؟!
أليس موجعاً أن تتركني عالقة بين كلماتك ..أتحسس العتمة بين حروفها وأتعثر في تعبيراتها التي لا تشبه أفعالك؟!
تباً لأسئلة تُمعن في حصاري على أنغام نبضي المنهك ..معزوفة أشبه بعزف جنائزي تطرق أذني، فأغمض عيني في محاولة بائسة مني لمنع هطول مطر الحزن، وأسدل عباءة أهدابي حتى لا ينفلت بعض إحساسي وتنكشف براءة ذلك الحلم الآفل..
يتجذر فيَّ الأرق ويتسلل بخبث إلى مرافيء الذاكرة فيوقظ في حنين يستفز نبض قلبي وينساب صوت فيروز مغرداً في دمي:
“أنا عندي حنين ...ما بعرف لمين ...أنا خوفي يا حبي لتكون بعدك حبي.. و متهيألي نسيتك و أنت مخبى بقلبي.."

حان الوقت لأتوقف كي ألتقط أنفاسي قبل أن تشيخ الروح ويتلاشى العمر..
سأتوقف حتى أستردني..
سأكتفي بذاكرة مفخخة بتفاصيل كثيرة قابلة للانفجار دون سابق إنذار لتشعل حرائق الحنين.
سألعب لعبة النسيان تارة واللامبالاة تارة أخرى..
سأدور حول ذلك الضوء المحتضر المنبعث من ذاكرتي كفراشة علّي أصطدم بك وعندها فقط سأعرف كم تضاءل حجمك في قلبي..

سلوى حماد