سيناريوهات وإحتمالات ، الإنتخابات الكندية تضع مستقبل ترودو على المحك.. بدء التصويت في انتخابات كندا المبكرة

بدأ الكنديون التوجه إلى مراكز الاقتراع للتصويت في انتخابات فدرالية مبكرة، دعا إليها رئيس الوزراء جاستن ترودو، رغبة منه في أن تفضي -حسب قوله- إلى اختيار قادة جدد قادرين على مواجهة جائحة كوفيد-19.

وعلى خلاف السنوات الماضية، تخيم على الاقتراع -هذه المرة- جائحة كورونا وتداعياتُها على حياة المواطنين.

وسيقرر الكنديون اليوم الاثنين من سيشكل الحكومة المقبلة خلال هذه الانتخابات التشريعية المبكرة غير المحسومة النتائج، فهل يفوز الليبرالي جاستن ترودو بولاية ثالثة أم يتم التناوب على السلطة مع المحافظ المعتدل إيرين أوتول؟

ويدعو هذا الاقتراع نحو 27 مليون كندي تبلغ أعمارهم 18 عامًا وما فوق -ممن يحق لهم التصويت- إلى انتخاب أعضاء مجلس العموم البالغ عددهم 338 عضوا.

وفي هذه المنافسة الحامية جدا، كان الناخبون في نيوفاوندلاند ولابرادور على ساحل المحيط الأطلسي، أول من صوّت، اليوم الاثنين منذ الساعة 8:30 بالتوقيت المحلي (11:00 بتوقيت غرينتش).

في المقابل، هناك في كندا 6 مناطق زمنية، لذلك فإن آخر الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم هم في بريتيش كولومبيا، وهي مقاطعة على ساحل المحيط الهادي حيث ستغلق مكاتب الاقتراع في الساعة 19:00 (02:00 صباحا بتوقيت غرينتش).

والحملة الانتخابية الخاطفة التي استمرت 36 يوما انتهت -كما بدأت- بخطاب لرئيس الوزراء المنتهية ولايته طلب فيه من الكنديين منحه ولاية جديدة لرئاسة البلاد، والإشراف على سبل الخروج من أزمة الجائحة.

ويتشكل سباق متقارب في أنحاء البلاد بين رئيس الوزراء الليبرالي الحالي، ترودو، ومنافسه الذي ينتمي لحزب المحافظين، إيرين أوتول. وقد أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تصدر الليبراليين.

ومع ذلك، فمن المرجح أن يكون من الصعب إلى حد ما، تحقيق أغلبية مطلقة لأي من الطرفين، كما يبدو أن تحقيق المحافظين للأغلبية غير مرجح.

ودعا ترودو إلى انتخابات مبكرة منتصف أغسطس/آب الماضي في محاولة لاستعادة الغالبية التي خسرها قبل عامين. لكنه قد يخسر رهانه، بحسب استطلاعات الرأي.

فقد بدأت تظهر علامات على تراجع صورته، ويبدو أن الشعبية الكبيرة التي كان يحظى بها ترودو عام 2015 بعيدة؛ فهو يحصل على 31% من نيات الأصوات بمستوى خصمه الرئيسي المحافظ إيرين أوتول الذي كان لا يزال غير معروف من فترة ليست ببعيدة.

ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية خلال الساعات الأولى من صباح غد الثلاثاء، ولكن النتائج ذات المغزى قد تتأخر بسبب وجود عدد من الناخبين عبر البريد، بصورة أكبر من المعتاد.

ويحكم ترودو 49 عاما ثاني أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، التي يعيش بها نحو 38 مليون نسمة، منذ عام 2015، ولكنه ترأس حكومة أقلية خلال العامين الماضيين.

سيناريوهات واحتمالات

إذا لم يتمكن أي من الحزبين الرئيسيين اللذين يتناوبان على السلطة منذ عام 1867 من الحصول على أغلبية المقاعد في البرلمان، سيضطر الفائز لتشكيل حكومة أقلية.

في هذه الحالة، سيتعين على رئيس الوزراء المستقبلي، الليبرالي أو المحافظ، التعاون مع أصغر الأحزاب ليحكم في أوتاوا.

مثل الحزب الديمقراطي الجديد (الحزب الوطني الديمقراطي، يسار) بزعامة جاجميت سينغ، الذي حصل على 20% من نيات التصويت، أو "كتلة كيبيك" الحزب المستقل بقيادة إيف فرنسوا بلانشيت الذي يبدو أنه حسن موقعه في نهاية الحملة بعد حصول جدل.

وسعى حزب الخضر بقيادة أنامي بول -آخر حزب رئيسي في السباق- إلى إيصال رسالته بوجود حالة طوارئ مناخية، وهو يحاول الاستمرار بسبب مشاكل تتعلق بالوحدة والصورة والتمويل.

ومثل الحال عام 2019 فإن "حالة الترقب التامة" تدفع بالمحللين للقول إنه "يبدو أن الغالبية صعبة المنال لأي حزب كان".

ويقول فيليكس ماتيو الأستاذ في الشؤون السياسية في جامعة وينيبيغ لوكالة الأنباء الفرنسية "من الصعب تصور منافسة أكثر حماوة".