علماء المسلمين

**  من علماء العرب المجهولون.
   " علماء قدماء لم نسمع بهم".
٢/١

بقلم نادره البرقي.
تتطور العلوم وتتقدم من تطوير ميراثها وتتبناه ممن سبقها من أفكار واكتشافات، وتعمل على تطوير ميراثها، وهذا ما فعله العرب وتحديدًا بداية من القرن الثالث للهجرة والتاسع للميلاد.
بدأ علماء العرب في إدراك نتائج مهمة واكتشافات كبيرة أثرت الحياة العلمية بعدهم؛ وربما يطرأ إلى الأذهان بعض الأسماء الشهيرة في مجالات العلوم مثل: ابن سينا، والزهراوي، والبيروني والرازي وغيرهم من أعلام علماء العرب الذين انتشروا في العصور الذهبية للإسلام، ولكن التاريخ العربي والإسلامي امتلأ بالعديد من الأسماء المهمة من أعلام علماء المسلمين والعرب الذين ربما لم نسمع بأسمائهم، ربما لم تجد تلك الأسماء المنصات الإعلامية التي تحتفي بهم رغم اعتراف الكثير من الثقافات الأخرى بإنجازاتهم وإسهاماتهم في مجالات عدة.
ومن هذه الاسماء  :
١. ابن يونس المصري «ناسا» تخلّد اسمه!
أبو الحسن علي بن أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس المصري، واحد من أعظم الفلكيين والعلماء العرب، وقد وُلد في مصر سنة ٣٤٢ه. الموافقة لسنة ٩٥٠ ميلادية، وكان من أعلام الدولة الفاطمية في الفلك، فقد رعاه الخليفة الفاطمي العزيز بالله الذي أقام له مرصدًا فلكيًّا في منطقة جبل المقطّم، ووفّر له ما يبتغي من أدوات وتجهيزات لتساعده في مهامه وأبحاثه، واستمر في أبحاثه بعد وفاة الخليفة العزيز بالله وتولّي الحكم ابنه الحاكم بأمر الله.

ومن أهم إنجازات ابن يونس كان كتابه الأبرز في علوم الفلك المسمى «الزيج الحاكمي»، والذي اشتق اسمه من الفارسية، وتعني «الجدول»، والذي رصد فيه الأحداث الفلكية المهمة في عصره، ورصد فيه كُسوفيْن للشمس في العامين ٩٧٧و٩٧٨ ميلادي بدقة عالية.

▪︎  منطقة ابن يونس على القمر.
كما أنّه رصد خسوفًا للقمر في الفترة نفسها، وسجّله في جداوله الفلكية. ويُنسب لابن يونس أحد أهم الاختراعات البشرية، ألا وهو بندول الساعة (pendulum clock)، بعكس شيوع نسب الاختراع إلى الإيطالي جاليليو، الأمر الذي تحقّق منه ونفاه الباحث الأمريكي «ديفيد كينج» المتخصص في تاريخ العلوم الإسلامية في القرون الوسطى، في بحث مطوّل لم يحاول مطلقًا من خلاله التقليل من إنجازات الفلكي المصري الكبير، والذي لا يعرف الكثيرون أنّ وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أطلقت اسمه على إحدى المناطق الصخرية في الجزء غير المرئي من القمر، بجوار أعلام عربية أخرى مثل ابن بطوطة وابن رشد.

٢. البوزجاني "عبقرية أضاءت الغرب".
محمد بن محمد بن يحيى بن إسماعيل بن العباس البوزجاني هو رياضي وفلكي من علماء العرب، مولود في بلدة تدعى بوزجان تقع ما بين بلدتي هراة ونيسابور في خراسان عام ٣٢٨ من الهجرة الموافق ٩٤٠ ميلادي،  انتقل إلى بغداد في العشرين من عمره واستقر بها، ودرس حركة القمر، واهتم بما نُقل من علوم الرياضيات والهندسة، واشتهر في أوساط بغداد العلمية بشروحات إقليدس والخوارزمي.

قضى البوزجاني حياته في التأليف والرصد والتدريس، وانتُخب وقتها ليكون أحد أعضاء المرصد الفلكي الذي أنشأه شرف الدولة البويهي في سراية عام ٣٧٧هـ، ونقل الكثير من علماء الغرب أعماله ونظرياته في الرياضيات وحركة القمر. 
البوزجاني هو صاحب المعادلة المثلثية التي توضح مواقع القمر، والتي سماها «معادلة السرعة»، كما أنّه صاحب نظرية «قانون الجيوب» للمثلثات الكروية في علم حساب المثلثات.
من أشهر أعماله كتابه «زيج الواضح» في الفلك، و«الكامل»، وهو عبارة عن مقالات عن حركة الكواكب، وكتاب «عمل المسطرة والبركار والكونيا»، و«كتاب فيما يحتاج إليه الصانع من الأعمال الهندسية»، والذي تم ترجمته إلى اللغات الأوروبية باعتباره أهم المراجع العلمية في القرون الوسطى.

° موسوعة العلماء.