آخر الأخبار

هل يتعافى الاقتصاد الكندي؟

وكالات:

انتعش الاقتصاد الكندي مجدداً خلال الصيف، فقد حفَّزت عمليات إعادة الفتح بفضل توزيع لقاحات كورونا النمو، على الرغم من أنَّ موجة جديدة من الإصابات بدأت تُقلِّص بعض التفاؤل.

ومن المتوقَّع أن تعلن يوم الثلاثاء هيئة الإحصاء الكندية عن انتعاش اقتصاد البلاد في يونيو ويوليو بعد تباطؤ حادٍ في الربع الثاني في أعقاب سلسلة من عمليات الإغلاقة الصارمة في وقتٍ سابق من 2021.

يمهد التحوُّل خلال الصيف الطريق لانتعاش قوي في النصف الثاني من هذا العام، مما سيجعل النشاط الاقتصادي أعلى بكثير من مستويات ما قبل الوباء.
 

مرونة الاقتصاد
يمثِّل ما يحدث مثالاً على مرونة الاقتصاد الذي تضرَّر بسبب سلسلة تفشي موجات كوفيد خلال العام الماضي، مما يعزز الثقة بأنَّه يمكن أن ينجو بسهولة من زيادة أخرى في حالات الإصابة بالفيروس.

لهذا السبب يتوقَّع الاقتصاديون أنَّ النمو سوف يتسارع إلى حوالي 7% بوتيرة سنوية في النصف الأخير من 2021، وفقاً لمتوسط تقديرات مسح أجرته بلومبرغ في وقتٍ سابق من أغسطس.

قال الاقتصاديون، في حال تحقيق معدل نمو متوقَّع قدره 2.5% في الربع الثاني، الذي سيكون الأبطأ منذ ذروة تفشي الوباء العام الماضي؛ فإنَّه سيمثِّل أداء جيداً بالنظر إلى مدى صرامة عمليات الإغلاق في ذلك الوقت.

قال دوج بورتر، كبير الاقتصاديين في بنك أو مونتريال : "القصة الرئيسية هي أنَّ الاقتصاد تمكَّن من تحقيق قدر ضئيل من النمو، في حين كانت كندا تواجه قيوداً شديدة في الربيع.. هذا مثير للإعجاب نسبياً".

تحليل البيانات
جرى تخفيف القيود المصاحبة لمكافحة فيروس كورونا على نطاقٍ واسع بحلول يوليو في جميع أنحاء كندا، مما أتاح للمستهلكين شراء الخدمات التي لم يحصلوا عليها منذ شهور، مثل قصَّات الشعر، ودروس التدريبات.

زادت اللقاحات أيضاً بسرعة خلال الصيف، مما جعل الأسر أكثر راحة في التسوق والخروج من المنازل.

مع ذلك، سيحلل الخبراء البيانات لمعرفة مدى شعور المستهلكين بالفزع من الوباء، واستعدادهم لتحريك بعض الطلب المكبوت والمدَّخرات المتراكمة.

قال مينديز، الخبير الاقتصادي في "كانديان امبريال بنك أوف كوميرس"، عبر الهاتف، إنَّ المبالغ التي أنفقها الأفراد في منتصف عمليات الإغلاق "ستكون مهمة في فهم كيفية تجاوز الموجة الرابعة".

السيناريو الأساسي لمعظم الاقتصاديين، هو أنَّ الاقتصاد سوف يتجاوز تفشي موجة جديدة من فيروس كورونا.

يتوقَّع جميع المحللين الـ 16 الذين شملهم المسح الذي أجرته بلومبرغ أن يحقق الاقتصاد الكندي نموَّاً بأكثر من 4% في الربع الرابع، وما لا يقل عن 6% في الربع الثالث.

مع ذلك، ما يزال تفشي كوفيد مجدَّداً يمثِّل الخطر الأكبر على التوقُّعات.

على مدى الأيام السبعة الماضية، بلغ متوسط حالات الإصابة الجديدة 3 آلاف، وهو أعلى مستوى منذ مايو.

قالت بياتا كارانشي، كبيرة الاقتصاديين في "تورنتو دومينيون بنك" عبر الهاتف: "نحن قلقون قليلاً بشأن سلالة "دلتا" المتحوِّرة، التي يمكن أنْ تؤثِّر على أداء الاقتصاد مجدَّداً بحلول الربع الرابع"، مضيفةً أنَّها تتوقَّع أن يسجل الاقتصاد نموَّاً كبيراً في الربع الثالث.