مصريات يلجأن للمساعدة عبر الإنترنت لمحاربة "الابتزاز الجنسي"

وكالات:

تحولت الجرائم الجنسية إلى موضوع جدل متزايد في السنوات الأخيرة في مصر، حيث وصلت العديد من قضايا الرأي العام إلى نتائج متفاوتة.

لكن رضوى (27 عاما) واجهت جريمة من نوع آخر، فقد قالت لمؤسسة طومسون رويترز إن صديقها السابق هددها بإرسال صور عارية لها إلى والديها انتقاما لانفصالهما.

وتقول مؤسسة طومسون إنه في مصر المحافظة اجتماعيا، يمكن أن تسبب مشاركة الصور الحميمة عواقب وخيمة بداية من "العار" الذي قد تسببه الفتاة لأهلها ونهاية بطردها من المنزل.

وقالت رضوى: "كنت مرعوبة للغاية. كنت أموت ببطء بسبب هذا التهديد".

وبحسب المؤسسة، تزايدت حالات "الابتزاز الجنسي" التي تنطوي على تهديدات بمشاركة الصور الخاصة حول العالم في السنوات الأخيرة. والعديد من الضحايا هم من النساء والفتيات، والجناة هم شركاء حاليين أو سابقين يسعون إلى إذلالهن أو إكراههن.

وعندما أفضت رضوى بسرها إلى أصدقاءها، نصحوها باللجوء إلى منصة على الإنترنت تسمى "قاوم" التي أطلقها نشطاء قبل عام لمساعدة النساء على محاربة الابتزاز الجنسي.

وقالت رضوى: "تواصلت معهم عبر فيسبوك. قدموا الدعم النفسي، وحصلوا على كل المعلومات، ولم يطلبوا أي صور. فقط التهديدات المكتوبة. ثم تعاملوا بصرامة مع المبتز". وأضافت "لقد منحني أسلوبهم في التعامل مع القضية القوة".

أسس محمد اليماني (35 عاما) مدير تسويق والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، منصة "قاوم"، في منتصف 2020، حينما أراد مساعدة النساء في مواجهة الجناة والتأكد من إتلاف الصور. ويمكن أن يكون لمثل هذه الجريمة عواقب مأساوية.

وفي العام الماضي، اتصلت باليماني شابة (17 عاما) للإبلاغ عن تهديد صديقها السابق. وحثها اليماني على الذهاب إلى الشرطة، لكن الصور أُرسلت إلى شقيق الفتاة المراهقة. وبعدها بيوم انتحرت.

وقال اليماني: "كان الأمر صعبا حقا. شعرت بالحزن الشديد. لكن هذا شجعني على إطلاق منصة يمكن أن تساعد النساء الأخريات اللاتي قد يواجهن نفس الموقف".

وبدأ عشرات المصريين في نشر روايات عن اعتداءات جنسية على وسائل التواصل الاجتماعي العام الماضي، لكن نشطاء يقولون إنه لا يزال هناك تحيز متأصل في مصر لإلقاء المسؤولية على النساء في سلوك يعتبر استفزازيا، أكثر منها على الرجال في الجرائم الجنسية.