رغم أن فكرة الرحيل فكرة مؤلمة لكن استنزاف المشاعر بالمجاملات الفاقعة هي أكثر إيلاماً..

نرحل عندما تصبح الكلمات باهتة فقط لملء فراغ

نرحل عندما تصمت المشاعر ويلف اللقاء صقيع الشتاء
نرحل عندما لا يُسمع همسنا ولا يذكر أمسنا

نرحل عندما يصبح الوصل حالة مزاجية عابرة

نرحل عندما يصبح وجودنا على هامش المعتاد اليومي

لم يعد هناك وقت أقضيه في حياكة الأمنيات العقيمة ..

 ولم تعد تستهويني رحلة البحث في عينيك عنك فأنت احجية أرهقتني وأغرقتني في موج حيرتي..

 العمر يمضي سريعاً ولم أعد أمارس عبث المراهقة بإنتزاع بتلات زهرة أقحون وانا اتسائل ، هل يريدني ، لا يريدني ، يشتاقني ، لا يشتاقني..

سأرحل وأخذ ضحكاتي الطفولية التى كنت قد أهديتها لقلبك حتى أرجعه سنين الى الوراء ..

سأرحل وأحتفظ بملح دموعي لأطهر بها جرح روحي..

سأرحل قبل ان تفر من ذاكرتي بعض من أحاديثنا التي مارسناها بعفوية تارة وبسذاجة تارة أخرى..

سأرحل قبل أن تبتلع مساحات الحزن ما تبقى من بريق عيني ، وبراءة نواياي، وتلقائيتي..

سأرحل وآخذ معي ما تيسر من كلمات أهديتني إياها قبل أن تغير اتجاه بوصلتك..

سأرحل لإنني استوفيت شروط الرحيل واصبحت مؤهلة لأبدأ رحلتي خارج مدارك..

وتذكر دائماً بأن الوصل كرقصة التانجو..لا يستمر إلا بإرادة ثنائية..

 أتعلم ما هي المتعة المؤلمة ؟!

هي استحضار ذكرياتنا والتلذذ بوخزات الحنين، لكنني أعدك بأن لا أتألم عندما أستحضر ذكرياتنا الجميلة..

سلوى حماد