آخر الأخبار

من خلف النافذة للشاعرة مريم الحمد

- من خلف النافذة؟

- أنا الريح.

- لكني تعبتُ. بالأمسِ فقط رميتِني خارج روحي. 

- كان ذلك نتيجةَ خطأ.

- لم أجد هنا ما يجمعني بي.

- هذا هو قصدي، عليّ أن أكنسكِ من جديد نحو سهب القش المحروق.

- لكني لن أتعرّف على وجهي

- تأكدي أنك ستعرفين روحك.

...

- من بالباب؟

- زهرة ذابلة.. 

- أنا لست ماءً و لا مزهرية

- لا يهم، أريد أمي

- من تكون أمك ؟

- صوتها يشبه صوتك، هي تحتضنني كلما تعبت.

- هاتي يدك إذن

- لا أقدر ربما قطفوها.

- سيري خطوة واحدة

- ربما ردموا ساقي

- هزّي ضوع نداكِ

- ليس هنالك ما هو طازج سوى الفضاء الرطب حولي.

- سآتي إليك أنا.. لكنّ الريح تتربص بي... ها قد لمستك. 

آه ما أنصع بياضك يا زهرتي

اقفزي إلى صدري.!

و لنذوي معاً.

..

- من على الغصن؟

- أنا طائر الربيع

- لا تبدو مبتهجاً

- مللت الغناء، لم أعد أسمع صوتي

- لكني أسمعكَ حين تزقزق

- هذا بكاء و ليس تغريداَ

-- و لمَ الأسى يا ذا الريش الأزرق؟

- أدمنتُ الدمعةَ على موت حبيبتي، 

كرهتُ الفتات و الخوف.

- لكنه نيسان، افرح، افرح مثل كل بني ريشك.

- لا، لا لم أعد أقدر .

أرجوكِ إن سقطتُ عن غصني، اطمريني بورق الشجر، عند وردة القرنفل على نافذتك.

- سأغنّي لك إذن. عن عصفورة تعبر النهر، تحمل في عنقها تمائم الحبّ، لا تخيفها الطلقات، تسدّ رمق الليل بشجوها بين القصب.

- نعم ، نعم. هكذا أخلد إلى نومي الهانىء الطويل.

.. مريم.........