- من خلف النافذة؟
- أنا الريح.
- لكني تعبتُ. بالأمسِ فقط رميتِني خارج روحي.
- كان ذلك نتيجةَ خطأ.
- لم أجد هنا ما يجمعني بي.
- هذا هو قصدي، عليّ أن أكنسكِ من جديد نحو سهب القش المحروق.
- لكني لن أتعرّف على وجهي
- تأكدي أنك ستعرفين روحك.
...
- من بالباب؟
- زهرة ذابلة..
- أنا لست ماءً و لا مزهرية
- لا يهم، أريد أمي
- من تكون أمك ؟
- صوتها يشبه صوتك، هي تحتضنني كلما تعبت.
- هاتي يدك إذن
- لا أقدر ربما قطفوها.
- سيري خطوة واحدة
- ربما ردموا ساقي
- هزّي ضوع نداكِ
- ليس هنالك ما هو طازج سوى الفضاء الرطب حولي.
- سآتي إليك أنا.. لكنّ الريح تتربص بي... ها قد لمستك.
آه ما أنصع بياضك يا زهرتي
اقفزي إلى صدري.!
و لنذوي معاً.
..
- من على الغصن؟
- أنا طائر الربيع
- لا تبدو مبتهجاً
- مللت الغناء، لم أعد أسمع صوتي
- لكني أسمعكَ حين تزقزق
- هذا بكاء و ليس تغريداَ
-- و لمَ الأسى يا ذا الريش الأزرق؟
- أدمنتُ الدمعةَ على موت حبيبتي،
كرهتُ الفتات و الخوف.
- لكنه نيسان، افرح، افرح مثل كل بني ريشك.
- لا، لا لم أعد أقدر .
أرجوكِ إن سقطتُ عن غصني، اطمريني بورق الشجر، عند وردة القرنفل على نافذتك.
- سأغنّي لك إذن. عن عصفورة تعبر النهر، تحمل في عنقها تمائم الحبّ، لا تخيفها الطلقات، تسدّ رمق الليل بشجوها بين القصب.
- نعم ، نعم. هكذا أخلد إلى نومي الهانىء الطويل.
.. مريم.........