آخر الأخبار

ماذا تأكل لتبدو أصغر سنا؟ العلماء يتوصلون للحمية الغذائية الأنسب

العمر المتقدم هو أكبر عامل خطر لضعف الوظيفة العقلية والبدنية والعديد من الأمراض غير المعدية بما في ذلك السرطان

هل تشعر أنك أصغر من عمرك الحقيقي أو أنك أكبر مما يجب؟ ماذا لو قيل لك إنه من خلال تناول الأطعمة المناسبة، فإنك ستظل محتفظا بمظهر الشباب لفترة أطول من المتعارف عليه، بل ويمكنك أيضا عكس علامات الشيخوخة، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء لمدة 3 سنوات في 8 أسابيع فقط.

قد يبدو الأمر مستحيلا، ولكن في ورقة بحثية رائدة نُشرت في مجلة "أجينغ" (Aging) الأميركية، أظهر العلماء لأول مرة أنه من الممكن عكس عملية الشيخوخة الوراثية اللاجينية في الذكور البالغين الأصحاء من خلال التغييرات الغذائية ونمط الحياة.

وجدت الدكتورة كارا فيتزجيرالد، الباحثة في الكيمياء الحيوية الغذائية في معهد الطب الوظيفي في واشنطن والمؤلفة الرئيسية للورقة، أن اتباع نظام غذائي غني بالخضروات الورقية والخضروات الصليبية (البروكلي والقرنبيط والملفوف) والتوت، قلل بشكل كبير من العمر البيولوجي لمجموعة من المشاركين بالدراسة في منتصف العمر.

معروف أن بعض المسنين يتمتعون بصحة جيدة ومظهر شاب، في حين يبدو بعض الشباب أكبر من عمرهم الحقيقي بـ10 أعوام، وهو أمر يحدده العمر البيولوجي للإنسان.

أهمية أن تكون شابا

جاء في الورقة البحثية أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة المتعلقة بالصحة التي يواجهها من يتقدمون في السن بسرعة معترف بها جيدا وتؤثر على الأفراد وأسرهم والنظم الصحية والاقتصادات.

بالنظر إلى الاقتصاد وحده، فإن تأخير الشيخوخة بمقدار 2.2 سنة يمكن أن يوفر 7 تريليونات دولار على مدى 50 عاما. وتم تحديد هذا النهج ليكون استثمارا أفضل بكثير من الإنفاق المخصص للأمراض. وبالتالي، إذا أمكن تحديد التدخلات التي تطيل فترة الصحة حتى بشكل بسيط، فستكون فوائدها على الصحة العامة واقتصاديات الرعاية الصحية كبيرة.

تقول كارا فيتزجيرالد، إن "العمر المتقدم هو أكبر عامل خطر لضعف الوظيفة العقلية والبدنية والعديد من الأمراض غير المعدية، بما في ذلك السرطان، والتنكس العصبي، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية".

انخفاض 3 سنوات

وفقا للتجربة الإكلينيكية التي أجريت خلال هذه الدراسة، على 43 من الذكور البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و72 عاما، تضمن برنامج العلاج لمدة 8 أسابيع اتباع نظام غذائي معين، والنوم، وممارسة التمارين الرياضية، وإرشادات للاسترخاء، والمغذيات النباتية التكميلية. وقد تم إجراء تحليل الحمض النووي على عينات اللعاب وتم حساب العمر الجيني (DNAmAge) للمشاركين.

توصلت الدراسة إلى أن العلاج بالنظام الغذائي ونمط الحياة الذي تم تحديده، أديا إلى انخفاض في العمر البيولوجي بمقدار 3.23 سنوات. كما انخفض عمر مجموعة المشاركين للعلاج بمتوسط ​​1.96 سنة بنهاية البرنامج مقارنة مع الأفراد أنفسهم في البداية.

وتعد هذه الدراسة هي الأولى التي تشير إلى أن تدخلات النظام الغذائي ونمط الحياة المحدد قد يعكسان الشيخوخة لدى الذكور البالغين الأصحاء.

التوصيات الغذائية

وفقا للدراسة فقد لوحظ بشكل عام انخفاض متواضع ولكنه مهم في العمر البيولوجي لدى الأفراد الذين يتناولون اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والنظام الغذائي النباتي.

استندت التوصيات الغذائية المستخدمة كجزء من بروتوكول العلاج وعكس الشيخوخة لهذه الدراسة إلى حد كبير على التالي:

الاعتماد والتركيز على النباتات كمصدر للغذاء، وبما يتضمن تناول كميات كبيرة من العناصر الغذائية التي هي ركائز أو عوامل مساعدة في مسارات التخليق الحيوي مثل التي تحتوي على حمض الفوليك وفيتامين "ج" وفيتامين "أ".

تضمن النظام الغذائي في التجربة كذلك بروتينات حيوانية محدودة وكثيفة المغذيات مثل الكبد والبيض.

حد النظام الغذائي من الكربوهيدرات، كما شمل الصيام المعتدل المتقطع، وكلاهما مصمم لخفض نسبة السكر في الدم.

تم استكمال النظام الغذائي كذلك بمسحوق الفاكهة والخضروات بشكل يومي.

إرشادات نمط الحياة

تضمنت إرشادات نمط الحياة في هذه الدراسة ممارسة ما لا يقل عن 30 دقيقة من التمارين خلال اليوم، على الأقل 5 أيام في الأسبوع، وبكثافة 60-80% من أقصى جهد يمكن بذله.

وفقا للدراسة، فإنه من المعروف أن التمارين مفيدة على نطاق واسع لكل جانب من جوانب الصحة تقريبا، وقد ثبت أنها تطيل متوسط ​​العمر في النماذج الحيوانية.

تمارين التنفس

تم وصف تمارين التنفس للمشاركين بالدراسة مرتين يوميا من أجل الاسترخاء وتقليل التوتر، فقد ثبت مؤخرا أن ممارسة تمارين الاسترخاء لمدة 20 دقيقة مرتين يوميا لمدة 60 يوما، يمكن أن تقلل بشكل كبير من العمر البيولوجي، كما ثبت كذلك وجود علاقة محتملة بين تراكم الإجهاد والوصول للشيخوخة بشكل أسرع.

وتوجد علاقة أيضا بالأمراض المرتبطة بالشيخوخة والوصول السريع للشيخوخة، بما في ذلك مرض الشريان التاجي وتصلب الشرايين وسرطان الدم. كذلك يسهم اضطراب ما بعد الصدمة في تسريع العمر.

7 ساعات نوم

هدفت الدراسة إلى تحسين نوم المشاركين فيها، من خلال توصية للنوم مدة 7 ساعات على الأقل كل ليلة. وتعتبر 7 ساعات صحية بشكل عام، لكن البيانات المحدودة عن الشيخوخة المتسارعة تتعلق فقط بالحرمان من النوم الشديد.