آخر الأخبار

تقنيات ليست في متناول البشر، هواة الأطباق الطائرة متحمسون لقرب صدور تقرير البنتاغون

مع اقتراب صدور التقرير المرتقب لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بشأن الأطباق الطائرات المجهولة، يعود الجدل في أوساط المختصين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بشأن  حقيقة وجود كائنات فضائية في هذا الكون الفسيح.

وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية  التقرير المتوقع صدوره في الخامس والعشرين من الشهر الجاري سيتناول أنشطة برنامج تحديد مخاطر الفضاء المتقدم (AATIP).

واختلفت الآراء خبراء علوم الفضاء والفلك بشأن ما سيحتويه التقرير، إذ يرى بعضهم إنهم لن يأتي بجديد عما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" من معلومات بشأن التقرير، فيما يترقب رهط آخر منهم حقائق قد تكون صادمة ومفاجئة.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نشرت قبل نحو شهر ملخصا عما قالت إنه التقرير المتوقع تقديمه إلى البنتاغون، وذلك بعد الاعتراف بالعجز عن تحديد مصدر الأجسام الطائرة الغامضة عقب دراسة 120 حالة، ولاسيما التي جرى تصويرها بين عامي 2004 و2015 قرب بعض السواحل الأميركية وتتضمن مشاهدات طياري مقاتلات متطورة للغاية بالإضافة إلى ما رصدته بعض الرادارات.

وبحسب الصحيفة الأميركية فإن التقرير سيؤكد أن تلك الأطباق التي جرى مشاهدتها لا تعود إلى برامج طيران سرية للبنتاغون، وسيتحدث عن فرضية تجارب متطورة بدون الجزم فيما إذا كانت روسيا أو الصين تقف وراء تلك التجارب.

ووفقا للتقرير فإن نوعية التكنولوجيا المستخدمة في تلك الأجسام المجهولة من حيث سرعتها وتغيير وجهتها والانتقال من الجو إلى البحر بطريقة غريبة،  تعتبر متقدمة جدا بالنسبة للتقنيات التي توصل إليها البشر حتى الآن.

وفي وقت سابق قال لويس إليزوندو، أحد المشرفين على التقرير: " نحن أمام تحديات حقيقية، فهذه هي أول مرة يعترف البنتاغون بوجود أجسام غريبة في الفضاء تتحرك بواسطة تكنولوجيا ليست في متناول البشر". 

بعيدًا عن واشنطن

ومع اقتراب صدور التقرير يقول طبيب العيون، كولين ليال، المقيم في بلدة تودموردن شمال مدينة مانشستر البريطانية  إن الناس في بلدته أصبحوا يسألونه بكثرة عن رأيه في التقرير المرتقب.

 وتودموردن هي بلدة صغيرة في الريف الإنكليزي ولا يتجاوز عدد سكانها 15 ألف نسمة ولكنها كانت موقعا لعديد من الأحداث التي لم تجد لها تفسيرا بشأن رؤية بعض سكانها لأطباق طائرة.

ويزعم آلان جودفري، وهو ضابط شرطة سابق ومقيم منذ فترة طويلة في تودموردن، أنه قد تعرض للاختطاف من قبل كائنات فضائية في البلدة في عام 1980 أثناء التحقيق في وفاة شخص يدعى زيغموند أدامسكي، وهو عامل منجم يبلغ من العمر 56 عامًا تم العثور عليه  ميتا فوق كومة فحم. 

ولاحقا أصبح جودفري أحد المشاهير في البلاد ، لا سيما بعد أن نشر كتابا في العام 2017 تحت عنوان عنوان" Who or What was They" أو "من يكونون؟" وتحدث فيه عن تجربته، ومن المتوقع أن يتحول ذلك الكتاب إلى فيلم من إنتاج إحدى شركات هوليود قريبا.

وفي هذا الصدد أعرب الطبيب، كولين ليا، عن سعادته بتأسيسه جمعية محلية تهتم بأخبار شؤون الأطباق الطائرة "اليوفو"، مضيفا: " ما وقع مع الشرطي حدث قبل نحو 40 عاما، ولكنه أصبح لحظة مميزة في عالم الأجسام الطائرة وسيكون الارتباط بين تلك الأطباق وبلدتنا موجودا دائما، وهذا أمر رائع لأنها يجعلها فريدة من نوعها".

وعادة ما تجذب الاجتماعات التي تعقدها الجمعية من 30 إلى 50 شخصا كل يوم ثلاثاء، قبل أن تتوقف مؤقتا بسبب القيود التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد.

وعن ذلك يقول ليال: "في النهاية يتعلق الأمر بالتنوير  والتوعية"، مضيفا أن الناس قد تحمسوا لاحتمال كشف حكومة الولايات المتحدة عما تعرفه بشأن علاقة البشر بالكائنات الفضائية.

من جانبه يقول غاري هيسلتين، الباحث (والمحقق السابق للشرطة) المقيم في هولمفيرث، غرب يوركشاير بالمملكة المتحدة إن التقرير  المنتظر قد شجعه  على إنشاء "التحالف الدولي لأبحاث الفضاء الخارجي"من أجل "تنسيق الاستجابة العالمية وإعداد فصول توعية للجمهور".

ويردف:  "سواء كان ذلك في غضون 10 أيام أو 10 سنوات، فإن تأكيدًا على وجود حياة خارج كوكب الأرض أمر قادم لامحالة وسيشكل صدمة كبيرة".

حذر .. وترقب

بالمقابل، يبدو  خبراء آخرين  أكثر حذرا بشأن ما سيحتويه التقرير الأميركي، ومنهم ستيف ميرا، المالك والرئيس التنفيذي لمجلة "فونمينا ماغزين" المختصة بالأطباق الطائرة ولديها أكثرمن  1.8 مليون مشترك عبر الإنترنت.

ويرى ميرا  أن التقرير الذي سيصدر عن البنتاغون لن يقدم أي إجابات حاسمة ولكن سيؤكد حقيقة وجود تلك الأشياء وأن الأمر لم يعد مضحكا بعد الآن".

وأما ديفيد كلارك، زميل الأبحاث الرئيسي في جامعة شيفيلد هالام والمؤسس المشارك لمركز الأسطورة المعاصرة، فيؤكد : "أن الأشخاص الذين يتوقعون أن هذا التقرير سيؤكد كل أفكارهم المسبقة بشأن الفضائيين الذين يزوروننا في الصحون الطائرة.. سيصابون بخيبة أمل كبيرة".

وتابع "الأجسام الطائرة المجهولة هي في الحقيقة مجرد انعكاس حديث لتلك الرغبة في أن تكون هناك قوة أعلى وأعظم".

"لحظة عظيمة"

ولكن موزع أوراق لعبة البوكر في أحد النوادي الليلية، آش إلياس، والبالغ من العمر، 34 عاما، يصر على وجود كائنات فضائيات مما دفعه إلى إنشاء مجموعة على موقع فيسبوك للحديث والتباحث بشأن ذلك الموضوع وتضم حاليا أكثر من 500 عضوا بعد أن مر نحو عام على إطلاقها.

ويعرب إلياس عن تلهفه الشديد لصدور التقرير، قائلا: "إنه على لسان الجميع في الوقت الحالي ونحن ننتظر بشيء من القلق والترقب خروجه إلى النور".

وينصب تركيز إلياس على مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة في المملكة المتحدة، إذ يؤكد أنه كان  هناك 165 حادثة من ذلك النوع جرت حتى الآن في العام الحالي.

ويقول إنه كان يتابع التطورات الأخيرة عبر الإنترنت باهتمام ، مؤكدا أن الناس اعتادو على إطلاق صفات ونعوت سلبية عليه مثل "صاحب نظرية المؤامرة، مضيفا: "لقد كان مجرد قول الحكومة الأميركية عبارة (الأجسام الطائرة المجهولة حقيقية) لحظة مذهلة للكثير من الناس".