شمسي أنت..

تشرق فتزهر في مساماتي بسمات شقية..وتزغرد في أوردتي نبضات تتسابق كالظباء لتعلن كل منها بأنها الأكثر حباً وولاءً..

شمسي أنت بلا غروب.. فأنا لا أستوعب فكرة الغروب والتواري خلف تلال البعد..

ففي الغياب تتسع المسافات وتضيق مساحة الصبر ويرتكب العقل حماقة التساؤلات..
في الغياب يعشش الفراغ في كل زاوية وتنزوي الأماكن في اكتئاب..
في الغياب يغيب النوم ويصبح الأرق هو العقاب..

فكيف للعين أن تغمض والحبيب يسكن كل الأماكن..

كيف للعين أن تغمض والقلب مشتعل بالشوق والعقل مطعون بالتفكير..

لم تعد الصباحات باسمة منذ لوحت بالغياب إثر آخر غروب..

وبقي فنجان قهوتي/قهوتك مقهوراً منذ أن جف الوصل وذبلت أمسياتنا..
باتت مساءاتي شاحبة..تتلقفني أريكة وتلفظني أخرى
فأهرب الى شرفتي وأتحسس كل مكان لامسته أنفاسك..
لقد تورطت في تفاصيلك حد الشغف..وبت أخربش ملامحك على كل شيئ حتى نسمات الهواء..
وأصبحت أراك بحجم مساحات شوقي إليك، وبحجم الذكريات التي جمعتنا..

اليوم يأتي العيد وحيداً بدونك..جاء العيد ليطرق بابي ويذكرني بأن عيديتي هذا العام ستكون مزيد من الانتظار..

لكنني أعدك بأن لا أكون وحيدة..

سأحضر الكعك المنكه بالأمل أنا وطيفك، وسنشرب القهوة سوياً..

سأرتدي له ثوباً مطرزاً بالصبر، وأتعطر بياسمين الحنين..

سأعاتبه كثيراً لكنني سأعده بأن أقيم لك مراسيم استقبال تليق بك عندما تعود...

سلوى حماد