وجع الحروف

وجع الحروف

حان الوقت لأن أكتب وأن أخرج من قوقعة صمتي..
لقد أوجعني حرفي المعتقل وحان الوقت كي أطلق سراحه ليمارس جنونه..
حان الوقت كي أترجل قبل أن أصل المحطة الأخيرة في مسافات الدهشة..
 ولكنني هذه المرة سأغير طقوسي في الكتابة..
سأكتب في العتمة حتى لا يحرق فضول البشر شريط حكايتنا..

سأغلق نوافذ غرفتي وأسدل الستائر حتى أعري ذاكرتي أمامك..
وسأقدم لك مشاعر بكل النكهات..
سأملأك غروراً عندما أعترف بأن بعدك يتعبني..
وندماً عندما أعترف بأن لهفتي لك قد خفتت كإعصار في لحظة احتضار..

وجنوناً عندما أصف لك نفسي بلسان الآخرين..
سأحتفظ بشيء واحد فقط من طقوسي،

خلفية فيروزية ترطب زوايا روحي بزقزقة ملائكية..

كان السفر معك قدراً، واللقاء عبارة عن تذكرة سفر لتغريبة جديدة.
كنت لك بمثابة مجهول استفز روح المغامرة المجنونة فيك

                                                      وكنتَ مكشوفاً لي منذ الوهلة الأولى،     

 وهناك عند مرافئ التائهين اكتشفنا أننا نكمل بعضنا البعض.

كانت سعادتي بك متطرفة بالرغم من دقائق الفرح المسروق

وبالرغم من فزعك الفطري من الأنثى إلا أنك أغمضت عينيك ببراءة واستسلمت بين يدي.

اقترفت حماقة الاقتراب من الأحلام حتى الاحتراق وبالرغم من هذا أعترف بأن حلمي كان جميلاً معك..

كنت أتساءل دوماً متى سأفرغ من قراءتك التى طالت؟
المشكلة إنك ليس من النوع الذي يُقرأ جملة واحدة ،

 تعودت أن أقرأك سطراً بعد سطر،

وعلى قارعة كل سطر كنت أتكئ على هامش الصفحة وآخذ نفساً عميقاً لأخدر قلقي ،

سأكتب لأفرغ من وهمي الجميل..

سأكتب حتى أفرغ أمسياتي من انتظارك، فكلانا مطعون بالانتظار..ربما أعود بما تبقى من كلمات.


سلوى حماد