رحيل النجمة ......(بنت الله)

منذ رحيلك لم تزعج عيوننا او اسماعنا و لم تهدر اوقاتنا بالبث الحي و المباشر لقناتي الجزيرة و العربية و لم تستنفر اي قناة عربية اخرى لتنقل لنا بالصوت و الصورة مراسم تأبينك او دراسات نقدية لارثك. 

لم يبث اي خطاب يوضح الضيق من و بعد خسارتك و كأن رحيلك الأرضي هذا اقل اهمية لنا نحن العرب من رحيل ترامب و حضور بايدن و كلاهما شيطان رجيم. غيابك لا يقل وجعا عن الفرح غدا" حين تحرير القدس و لا عن اهمية اكتشاف علمي بعد الوصول لكوكب المريخ. 

انه رحيل يكسر عامود الثقافة و الابداع الجدلي كصحراء قد تغزو غابات الامازن . رحيل سيسقطنا بمأزق كمثل جفاف نهر النيل لا قدر الله و انفلات القمر من منزلته فيختل توازن الكون و القوى. 

كيف يمر رحيلك دون تكبير في مساجد و دون صوت اجراس الكنائس و دون تنكيس للاعلام فانت علم سقط في خندق الموت. و لكن يا سيدتي انت ستعيشين ابدا. انتي النطفة من زرقة السماء تنزل كمطر فتثمر الارض كل موسم نبات جديد . انتي دم يحيي الفائض من الحوض ليذكر العالم ان البغي و الخديعة زائل. انت الصليب المكرم بجسد المسيح حمل ذنوب العالم على عاتقه . انتي المهدي المنتظر ليعيد للعالم عدلا بعد ظلم طويل. انتي حلم الثورة المنبثق في رحم الشباب. انت بنت الله التي ستحرر بارثها الذي تركت عقول البشر لا بالسلاح و الدم بل بالكلمة النبيلة.

نوال السعداوي ستبقى روحك خالدة في السماء بين الكواكب. كتبك و افكارك ستبقى لوحات فنية باهضة الثمن تزين رفوف منازل من احبوك و فهموك. انت سيدة كل رجل رحيم و كل امرأة عادلة. ربما فقدناك جسدا و لكن ارثك سيخلد و سيجد يوما طريقه للنور بعدما يعلم البشر ان الانوثة و الذكورة مجرد اسقاطات مادية سخيفة و عندها سيدرك العالم انه تأخر كثيرا لاسقاط الامام.