آخر الأخبار

مملكة الأنثى/ د. آمال بن شارف

تقول مي زيادة في صورة بديعة أقحمها فيها عنفوانها الأدبي ؛ تبث منها اعترافا لجبران.

يقول الشرقيون القدمى :"خير للبنت أن لا تقرأ ،و أن لا تكتب".

مي زياده

انتهى

-ترى ماذا نتشاطر نحن معاشر النساء؟ ما الذي يسيح عذوبتنا، ما الذي يدور وجنتينا الورديتين بابتسامات دافئة و مقل كحلها الحياء؟ ما الذي يدغدغ أحزاننا بضحكات عارية كل ضحكة تتحدى خليلتها طولا و ارتفاعا؟ ما الذي يحرقنا؟ حتى نضاهي هذا النضج المغوار؟ ماذا نتجاذب نحن بنات حواء؟                                                                                                           

نتجاذب فيض الألم، سخاء المقل، نتشارك غبن الدورة، طلق الولادة، نتشارك مجالس زينتها حكايانا الشقية البهية، خبث بنت حوا، و كيد زليخة نهب في سبيل بعضنا البعض باللمة و الضمة، بالغرور لحظة الكسر أمام ذياك الآخر، الحضور المبعثر في حضرة بعضنا البعض، نتقاسم رغيف السخط على ذواتنا الشفافة، نعدم حظنا في حضرة الوجع، الذكرى، قولنا "معنديش الزهر" نتشارك رجفة اليد في تشييد خطوط الايلاينر،هندسة الكحل ، شراهتنا في إلتهام أحمر الشفاه، تسلحنا بكريم واقي الشمس، نتشارك ماسكات البشرة السكر و زيت الزيتون للتقشير، نتشارك بسطة اللسان، الهمهمات ، الشكوى من كل شئ، هم ماذا سأطبخ اليوم هم الغسيل، ماذا سألبس للعزومة،  نتشارك هوس المرايا...                                                                                                

نتشاطر إنتقامنا من هذا العالم الأغبر ثرثرة، نحن لا نسكت حتى صمتنا ثرثرة، حين نتحدث نتحدث جمعا و نحن ننصت للكل؛ نتحول عن ذياك الآدم إلى شغفنا بنا ؛ تنفجر ضحكاتنا ، تتنوع نكاتنا الشريرة؛ نحن المشغولات بالثرثرة بصبغات الشعر، بقصات الشعر، بالكيراتين و البروتين، ثم نهدأ نحتسي القهوة رويدا رويدا نحن الملكات، شاي بنعناع ليكتمل لنا الكيد، و ها نحن نقيم مملكة الأنوثة.