من جحيمك الأجمل للشاعر علي حميشة

من جحيمكِ الأجمل!/

في الميكرو إلى الضّيعةِ

لا أنا مرتاح

وهي تضحك..

ثمّ أنّ الجميع أخذوا يُحدّقون بها في شبقٍ مكبوتِ

لا ينجو منه طائرٌ يفرّ ولا سمكةٍ طائرة.

ثمّ غادرتني بعد يومين

ورحلت على أمل إلى غير رجعة

ثمّ ماتت بعد أسبوع

في طريق عودتها إليّ

بحادث باص.

معتوه واحد فقط

_ أكلت وجهه ندوب غريبة_

صدّقني مرّةً

وتنازل لي

عن مقعده في الحديقة العامّة

ثمّ نشلَ مني علبة سجائري وغاب

بكى كثيراً

ثمّ عاد.

ثمّ أشفقتُ عليه

ثمّ استضفته ليلةً في غرفتي على أمل

أن يذهب في اليوم التالي فعدتُ كي أجدهُ

نصف ميت

فمه مفتوح

وعينيه شاخصتين

على قصيدة منحوتة لي

على حائطي الغربيّ.

............

بعد عشرين عاماً

وجدتُ لها أثراً قطنيّاً

نصفه مطمور

أكلت نصفه الطبيعة

لا كما الحلم لونه

به أمكنة

لا تمّحي

من ذاكرة الطبيعة.

............

أنت أيضاً

قلبتِ لي هذا الفراغ

رأساً على عقب

ثمّ ملأتهِ بحشوة بارود

ثمّ بزفرةٍ أعمق من جرف

دحرجتني إلى سفح الضّيعةِ

وأنا مبسوط.

...........

على نبع الماء

وضعتُ في يدكِ المشط

وضعتِ في يدي

صابونة غار

شحّ نبع الماء

ولم ترغي الصّابونة.

...........

لا عرق ولا بطيخ!

كان جسدكِ حيطاني الأربعة

لم أغادرهُ لمدّة ثلاث سنوات

وأنا أرصد النجوم

وقت تذهبين

وأفقأُ عين قطٍّ يتناسلُ

من مأخذ الكهرباء.

...........

في ساعة سَكر

تمدّدتُ لأجلكِ مرّةً

على الطريق العامّ

في منتصف ليل

كثعبان بقرنين

وشخصتُ بعيداً

في حجم الهاوية.

............

في حلقي

نتوء بارز

من جحيمكِ الأجمل.