بتول داؤد تكتب من أنت

مَن أنت، وكيفَ وصلتَ إلي

بكل تلكَ السّهولة؟ 

مَن ذا الّذي دفعكَ نحوي؟

مَن ذا الّذي أخبركَ أنّ عضدي صلب كالجدار

حتّى ملتَ بهذا الشّكل نحوي؟

مَن أخبرك أنّ لعمودي الفقري

(سكّة)؟

حتّى جئتني بثقل قطارِ الانتظار

مَن أخبركَ أنّ لحوّاء صبر

يتعدّى صبر يعقوب

أكثر فأكثر؟

لأنّكَ تشبثتَ بعنقي

على هذا النّحو،

ولأنّكَ تسلقتَ ذراعيَّ

على هذا النّحو،

ولأنّكَ طبعتَ شاماتكَ على جلدي

بهذا النّحو

سأسمح لكَ بالإقامة داخلي

إلى أجلٍ غير مسمى

سأسمح لك أن تكبر داخلي

إلى أجل غير مسمى

سأحملك جنيناً

سأحتويك خائفاً

خائباً

وحزيناً

سأعطيك، وأُغنيك، وأهبك

من الإنوثةِ مقدارَ ماتطمع

بهِ إلى أجل غير مسمى

لماذا أنت تحديداً من بينِ الكثير والكثير

من بين الكبير والصغير

انتقيتك أنت

وغزلتُ لك شالاً من الحرير؟

مَن أنا بالنسبة إليك؟

سؤال واحد

يلازمني كالأرق

أرتديهِ عوضاً عن قميص النوم،

أنام ملتحفة شرشف إجاباتك المبهمة

وأستلقي حائرة على حافة السرير

أريد أن أخبرك بشيء هام بالنسبة لي

ولربما عادي بالنسبة لك

"أنا لستُ كغيري من النّساء

لا يُغريني كلّ ما أغرى حبيباتك السّابقات،

فأنا لستُ من صنفِ الأخريات،

ولستُ من نوعِ اللاحقات

إنّما عاشقة لك

متفردة

تقضمُ الأنماطَ والعادات"

هِبني بذرة يا حبيبي

كي ينمو في صَدْرِي الرّمان

كي يخرج من رئتي الرّيحان

كلّما شهقت

كلّما زفرت

كلّما تكلّمت

كي أصيرَ امرأة على قيدِ وردة!

أحببتُ فيك

كونك الشخص الوحيد

القادر على إيذائي ولمْ تفعل

كونك الشخص الوحيد القادر 

على إعادةِ هيكلتي كما شئت،

وإلى اليوم مازلتَ فقط تتأمّل

أحببت فيك

كونك الشخص الوحيد القادر 

على لمس نقطة ضعفي

ولم تفعل

ولن تفعل

أحببتك أكثر

عندما تجاهلتَ دعوات التّسكع

في الحانات

مع الأخريات المتمدّنات المتحضرات،

عندما قررتَ الجلوس معي على

الهامش

رافضاً فرصة النوم في أسرّة البريد

أحبّ فيك كونك صلب حديد

وحينما تكونُ معي

تعودُ طفلاً من جديد...

تعالَ

خُذ قبلتك سيدي وارحل

هذه هي شفتي

وهذا مداها

لم يعُد بوسعي

أن أقبّلكَ وهماً

____

بتول ابراهيم داؤد