أول مرة للشاعرة مريم الحمد

أول مرة سمعتُ بكلمة طائفية

ظننتها أكلة

سألت أمي..

ماما.. لماذا لا تطبخين لنا طبخة طائفية..

قالت.. تحتاج لنار هائلة و ذبح و...

أسرعتُ بإغلاق أذنيّ و هربت.

..

أول مرّة ركبت القطار

كنتُ أتوجه في سنّ الرابعة عشر من عمري إلى القرية

هناك

كانت عمتي قد دفنت ابنها في اليوم ذاته..

ابن عمتي الذي أذكره تماماَ الآن..

أذكر عينيه الخضراوين و جبينه المضيء...

قُتل في أحداث لبنان.. على يدٍ طائفية.

..

أول مرة..

أدخل فيها المدرسة الإعدادية.. تعرفتُ على صديقتي الجميلة آنجيلا..

في حصّة الديانة.. كانت تتركني إلى غرفة أخرى.. مع معلمة مختلفة تلبس في عنقها صليباً ذهبياً..

قالت أن لديهم إلهاً آخر أجمل و أكثر رحمة و حكمة و قدرة.

اختلفنا.. ثم تصالحنا في لعبة الغميضة..

وقت اختفت الآلهة.. و تصاعدت ضحكاتنا و نحن نبحث عن بعضنا.

..

أول مرة أذهب إلى بيت صديقتي

في مدينة شرقية بعيدة..

لم أكن أرتدي الحجاب..

لم يصافحني أبوها

و غاب عن البيت طوال النهار..

..

أول مرّة

أزور مدينة حلب..

دخلت مع أختي إلى كنيسة

أعجبتني الترانيم السريانية و ملابس الفتيات المتحررة المواكبة لصيحات الموضة..

و صحتُ معهم... هاليلويا.... هاليلويا!!

 

لأول مرّة يسألني تلميذي

عن كلمة فسيفساء

أجبت..

شيء ما... يشبه ظهر الوطن

المكسور.

..

..

مريم..........