سماح حبوب أول سيدة في قطاع غزة تدخل السوشي والأكلات الكورية للمائدة الغزّية

استطاعت سماح حبوب -37 عاما-أن تكون أول غزيّة تصنع الطعام الكوري على أصوله وبالطريقة التي تُصنع في بلاده لتبدأ بمشروعها الخاص في هذا المجال وتجد إقبالاً ملحوظاً من قبل المواطنين في قطاع غزة، ورغبة شديدة لديهم في خوض تجربة مذاق الطعام الكوري.

تجربة جديدة لم يعهدها الغزيون، نظراً لصعوبة السفر والاختلاط مع العالم الخارجي، حيث لقى مشروعها رواجاً كبيراً بعد أن امتلكت كمية كبيرة من الوصفات وأسرار الطهي والخلطات والنكهات الكورية، التي تعلمتها خلال زيارة الى شقيقها المقيم في كوريا الجنوبية فيما لم تكن تخطط آنذاك لتنفيذ أو فتح أي مشروع يختص في ذلك ولكنه القدر السعيد بالنسبة لها.

وتقول السيدة حبوب في حديث لـ"القدس": "سافرت في رحلة خارجية برفقة زوجي الى كوريا الجنوبية عام 2014 حيث زرنا شقيقي المتزوج بسيدة كورية حيث مكثت هناك 6 أشهر تعرفت فيهم على عادات وتقاليد الشعب الكوري ولفت انتباهي في الأكل الكوري، أنه غريب عن أكلاتنا بشكل كبير لكنه صحي للغاية، يعتمد على الخضار وخالٍ من الدهون، وأنا بطبيعتي أميل الى الطعام الصحي اضافة الى أن المقبلات لديهم تكتظ بها السفرة أكثر من الطبق الرئيسي، بالإضافة لاعتمادهم على المأكولات البحرية".

وأضافت حبوب :"تولد لدى شغف كبير لتعلم الطبخ الكوري حيث طلبت من زوجة أخي أن تعلمني الطبخ الكوري حيث ساعدتني في ذلك وعندما أظهرت براعة في الطبخ عرضت عليا أن أتعلم فن الطبخ الكوري في معهد مختص بمدينة "غوانغجو"، وبالفعل التحقت به وكنت أعيد تطبيق كل وصفة أتعلمها في المنزل".

وتابعت حبوب :" اضافة الى ذلك كنت أتعلم من والدة زوجة أخي الكورية والماهرة في الطبخ والتي كانت تقيم في نفس المبنى حيث قمت بإعداد طبق السوشي بطريقة احترافية من أول مرة وعندما عدت الى غزة أصبح لدى موسوعة من الاكل الكوري كما أحضرت معي مجموعة من التوابل و البهارات الكورية اللازمة".

وأردفت قائلة "عندما عدت الى غزة كنت اعد الطعام الكوري في البيت حيث نال اعجاب كل من تذوق طعمه اللذيذ والغريب اضافة الى أنه يعتبر طعام حار حيث يعتبر الكوريون اضافة التوابل الحارة للطعام مصدر للسعادة فأصبح الكل ينصحني بالقيام بمشروع طبخ للطعام الكوري وتسويق مشروعي عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وعندما نشرت أول صور لطبق سوشي فوجئت بحجم الرسائل التي وصلتني على الخاص والذين يسألون عنه بشكل كبير حيث كانت شرارة الانطلاق".

وتابعت حبوب : "في أحد الايام أرسلت طبق سوشي لأختي التي تعمل في احدى المؤسسات الاجنبية حيث تذوقه بعض الاجانب الذين حضروا من مدينة القدس ومنهم الكوريين والذين أعجبهم كثيراً وأكدوا لشقيقتي انه يتميز بالطعم الأصلي وأبدو رغبة في التعامل معي ونصحوني بعمل مشروع في هذا المجال وفعلاً بدأت ونشرت بوست على صفحتي "السوشي لأول مرة من قطاع غزة" وجاءتني طلبات بأعداد كبيرة حيث استغربت من معرفة الكثير من سكان غزة للطعام الكوري واصبحوا يطلبوا الاكلات التي تعلمتها خلال التحاقي في المعهد الكوري"، مشيرةً إلى أنها تتلقى عشرات الطلبات يوميًا على صندوق الوارد الخاص بها ومن الأطعمة التي تتقنها "الرامين الكوري"، و"السوشي بأنواعه المختلفة بالجمبري، والسلمون والخضار والدجاج"، و" الدكبوكي"، و" المخلل الكيمتشي" التي تشتهر فيه جميع البيوت الكورية.

وأضافت :" أنشأت صفحة خاصة للعمل واصبحت استقبل طلبات بأعداد كبيرة وأصبح عدد متابعين الصفحة أكثر من 50 ألف متابع حيث أصبح كل من يتعامل معي يعجبه الطعام ويبقى زبوناً دائماً كما أنني وضعت لمساتي على بعض الاكلات الكورية بحيث تتناسب مع الذوق الغزي حيث ان الاكل النيئ الذي هو من سمات الاكل الكوري كنت أتجنبه لأنني أعلم أنه غير مقبول في غزة".

وأوضحت أنها واجهتها العديد من الصعوبات منذ بدء مشروعها، منها الحصار على قطاع غزة والذي جعل من إمكانية الحصول على المكونات الأساسية للطعام الكوري صعبة للغاية، وحتى عدم قدرة المولات التجارية لجلبها. مشيرةً الى انها استطاعت أن تتغلب على هذه المعوقات بمساعدة والدها والذي يعمل كتاجر ويسافر كثيراً إلى الصين وكوريا الجنوبية، فيجلب لها جميع المكونات والصلصات والمعاجين والعيدان الخشبية الخاصة بالأكل الكوري.

وحول الاسعار قالت حبوب :"أسعار الوجبات تناسب الجميع حيث أن سعر الوجبة التي هي عبارة عن 14 قطعة تتراوح من 20 الى 30 شيكل رغم أن الطعام الكوري وخصوصاً السوشي يعتبر من أغلى وجبات الطعام في العالم إلا أنني أردت أن تكون الاسعار تراعي الظروف الاقتصادية الصعبة لسكان قطاع غزة ".

وتطمح حبوب لفتح مطعم كبير على مستوى فلسطين لتقديم الأكل الاسيوي بشكل عام موضحةً أن العمل في المنزل لن يحقق لها الانتشار الواسع الذي تطمح إليه، مشيرةً الى أن الوضع الاقتصادي الصعب وجائحة كورونا والحاجة إلى رأس مال كبير جعلها تحجم عن فتح مطعم حاليا.