آخر الأخبار

رسالة من لا مكان

أكتب من لا مكان لأنني اكتشفت بأن كل الأماكن تتشابه..
وكل الوجوه المختبئة خلف الأقنعة تتشابه..

وكل الحكايا على مسرح الحياة تتشابه..

هي أدوار نتبادلها، هناك من يأخذ دور البطولة المطلقة وهناك من يبقى كومبارس حتى أخر مشهد..

من نقطة مفصلية في عمر الزمن استحضرت حكاية امرأة عاشت في حضن الأساطير وحكايا عشاق العصورالوسطى، امرأة اختارت دون وعي أن تبقى كومبارس حتى النهاية..
امرأة صعقها الحب فتوقف عمرها عند تلك اللحظة ففقدت توازنها ، وجرفتها دوامة المشاعر المتحركة إلى نقطة عمياء لم تعد ترى فيها حقيقة الأشياء..
سأدير شريط الذكريات لنستمع سوياً للحكاية بنبضها:


في بحر من الأوهام كانت البداية..
كنت كحورية البحر..
تستهويني حبات الرمل..
فأشاكسها بأطرافي..
وأرسم ببسماتي حروف وكلمات..

حكاية تليها حكاية..
شاردة كنت صوب السراب..
أبحث عن الماء خارج حدود البحر..
وأمارس سذاجتي الأنثوية بجدارة..
كنت أموت اختناقاً خارج رئتي المشبعة به ..
وأموت غرقاً في رمال التيه التى لا تحمل وشم خطواته..
التقيته في دروب عانق فيها لهاثي دهشتي ..

وعند أول منعطف في خارطة القدر.. 
كان هناك ينتظرني بعدة ساحر..
وبعصا المشاعر قلب كل الموازين..
فكان غنوتي الأكثر عذوبة رغم قسوته..
وأيقونتي الأكثر سحراً رغم غموضه..
وإحساسي الأكثر تلقائية رغم تكلفه..
وفرحي الأكثر طفولية رغم الغصات..
وجنوني الأكثر عقلانية رغم ضبابية أفكاره..
كان لقائي به كرنفالياً، ووداعي له مترنحاً..
حرفه المذهل كان يدير رأسي حتى الثمالة..
وانحراف مزاجه يسيرني عكس دورة الزمن،

 فأنكفئ على نفسي وتنفلت مني ساعات فرحي وترقبي..

 لذلك كان لزاماً علي أن ألملم أوراقي وأرحل..

لأتحرر من استبداد ذاكرتي التي احتكرتها تفاصيله

وأحلق كاليمامة بذاكرة عذراء إلى اللامكان..

سلوى حماد