آخر الأخبار

رقية خنافر.. قصة طفلة قاومت "السرطان" وانتصرت

نعمل في صحيفة عرب كندا على أن نكون جسراً للتواصل بين أفراد الجالية العربية، ولذلك ندعم أي عمل من شأنه أن يساهم في تعريف أبناء الجالية العربية ببعضهم البعض، كما أننا نسلط الضوء على الشخصيات العربية من أصحاب المبادرات الإيجابية التي تخدم مجتمعنا الكندي.. ضيوفنا اليوم هم / السيد داني خنافر وحرمه السيدة زينب وابنته رقية أصحاب مبادرة التبرع لدعم الأبحاث السرطانية في مستشفى تشيو للأطفال في العاصمة أوتاوا. 

 

من رحم معاناتها انطلقت مبادرة دعم مستشفى تشيو أوتاوا

 

بداية نرحب بك أ. داني وبحرمكم وبرقية، ونرجو أن تعرفونا بأنفسكم. 
داني:
أهلاً وسهلاً بكم ونشكركم على إتاحة هذه الفرصة للتعريف بمبادرتنا وقصتنا مع مرض ابنتنا رقية..
 اسمي داني خنافر وانا من سكان مدينة أوتاوا وأعمل في وزارة الصحة منذ 12 سنة ومدير في المؤسسة  Canadian Ark Centre of Excellenceالتي تسعى لمساعدة شباب وشابات الجالية للاندماج في المجتمع من خلال برامج اجتماعية متعددة.


يعتبر شهر سبتمبر هو الشهر العالمي للتوعية بسرطان الأطفال، حدثنا عن مبادرة التبرع لقسم الأبحاث المتخصص بأمراض السرطان في مستشفى تشيو للأطفال في شهر سبتمبر؟
داني :
لقد مررنا بتجربة مرض إبنتي رقية البالغة من العمر 16 عاماً وهي في الصف الحادي عشر، لقد أصيبت بسرطان خبيث في الدماغ عام 2018 واستمر صراعها مع المرض لمدة عامين، ومن رحم هذه التجربة ولدت فكرة المبادرة التي تهدف للتوعية ولفت نظر العائلات في كندا والعالم بأن السرطان مرض من الممكن أن يصيب أي إنسان بغض النظر عن عمره، ففي فترة علاج رقية لاحظنا عدد كبير من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم عدة أشهر يتعالجون في المستشفى من أمراض سرطانية، رؤيتهم وهم يعانون من تأثير العلاج كانت تؤلمنا جداً..أنواع السرطان متعددة وبعضها نادر وعلاجها صعب لأنه مازال في طورالتجارب العلمية..
وهنا أعطيك مثالاً عشناه مع ابنتنا رقية، عندما اكتشفنا إصابتها بالسرطان قال لنا الأطباء أن فترة العلاج ستحتاج إلى عامين ما بين العلاج الإشعاعي والعلاج الكيماوي، رفضنا هذا الفكرة التي تأخذ وقتاً طويلاً خاصة وأن نسبة نجاح العلاج لم تكن مشجعة، وبعد العام الأول عاد السرطان مرة أخرى وتم إجراء عملية لابنتي واستنتجنا من خلال حديثنا مع الأطباء بأن العلاج تطور نتيجة للأبحاث العلمية التي تٌجرى في مجال مرض السرطان وأصبحت فترة العلاج لا تتجاوز ثمانية أشهر، والحمدلله تعافت ابنتي بفضل الله وبفضل جهود الأطباء والباحثين في هذا المجال ونتمنى الشفاء لكل المرضى. ولهذا رأينا بأن دعم الأبحاث الطبية شيئاً مهماً لأن مردوده سيعود على الإنسانية جمعاء فكانت مبادرة التبرع لقسم أبحاث السرطان في مستشفى تشيو للأطفال.
هل لاحظتم تجاوب من أبناء الجالية مع مبادرتكم؟
ج3. الحقيقة انه كان هناك تجاوباً كبيراً وفوجئنا بسرعة انتشار الفيديو الذي قمنا بتسجيله أنا ورقية على مواقع التواصل الاجتماعي وبمساعدة  فبمساعدة ال Ark و 7th dimension  studios  استطعنا أن نوجه الرسالة التي انتشرت في عدة مدن في كندا وخارج كندا خلال 7 أيام فقط، ورغم قصر المدة إلا إننا استطعنا أن ننجز أمرين، الأول نشر الوعي والثاني حصولنا على مبلغ  16 ألف دولار من المتبرعين لمستشفى تشيو للأطفال في العاصمة أوتاوا، وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً لأنه بين مدى الوعي والتجاوب من أبناء الجالية لدعم مشروع تعم فائدته على أبناء كندا وكل العالم.


لقد شاهدت مقطع الفيديو الذي كان مصاحباً للترويج لحملة التبرع، حقيقة لفت نظري  مدى وعي رقية وتعاملها مع حالة المرض التي مرت بها، أدهشتني معلوماتها وثقتها بنفسها..حدثنا عن هذه التجربة ومدى تأثيرها عليكم كأسرة؟
داني :
لقد كانت فترة صعبة للغاية خاصة عندما تلقينا خبر مرضها لأول مرة، لقد انقلبت حياتنا رأساً على عقب في ليلة وضحاها، خاصة في وجود ثلاثة أطفال آخرين، لكن بفضل الرحمن وبوقوف عائلتنا بجانبنا بكل ما في وسعهم استطعنا أن نتجاوز المحنة بسلام. هذه التجربة أشبه بزوبعة تغير كل شيئ في المعتاد اليومي للإنسان..
وما رأيناه خلال فترة العلاج في كل من مستشفى  cheo  و sickKids  جعلنا نشعر بأننا أفضل حالاً من غيرنا ، فهناك أطفال رضع يعانون من المرض ولا يستطيعون التعبير عن ألمهم ومعاناتهم، الحمدلله ابنتنا رقية كانت في عمر أكبر وعندها الوعي والإدراك وهذا كان له الأثر الكبير في الشفاء.


سؤالي لرقية، وهنا أحب أن أبدي إعجابي بشجاعتك وبوعيك تجاه هذا المرض، ماذا تقولين للأطفال المصابين بهذا المرض، وماذا تعلمت من تجربتك خلال العلاج؟
رقية:
أشكرك، رسالتي للأطفال المرضى بالسرطان وأهاليهم هي أن لا تستسلموا للمرض، فنصف العلاج يعتمد على الناحية النفسية للمريض، ولذلك يجب أن تفكروا بإيجابية وكونوا على ثقة بأنكم ستنجحون في التغلب على هذا المرض بالأمل والثقة بالله والإرادة، لا تفكروا بأي شيئ غير الشفاء..

 


خبريني رقية، من تجربتك ما الشيء الذي ساهم في تعافيك من المرض وما الذي يحتاجه مريض السرطان ممن حوله؟
رقية:
 ‏الشيء الذي ساعدني كثيراً في هذا الوقت الصعب هو دعم عائلتي، وأصدقائنا  اللامحدود، لقد كانوا طوال الوقت معي، أتكئ على كتفهم لحظات تعبي..
كل المرضى يحتاجون بأن يكونوا محاطين بأحبتهم ، يحتاجون لمن يشعرهم بالأمن والدفء ، يحتاجون لمن يتحدثون معه ويستشيرونه حتى يشعروا بأنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة.
أتذكر بأنه عقب إجراء العملية الثانية شعرت بحالة من الإحباط وكان كل من والدي ووالدتي معي، كنت لا أريد الحديث مع أحد ولا أتناول الطعام، ولكن عندما أتى كل أفراد العائلة لزيارتي في تورونتو تحسنت حالتي وخرجت من حالة الحزن والإحباط ، لن أنسى هذا الموقف الداعم من عائلتي..

 


سؤالي لك سيدة زينب،ماذا تقولين للأهالي ممن لديهم أطفال بحالة مماثلة؟
زينب:
أحب أن أقول للأهالي ممن لديهم حالات مشابهة أن يستمروا في التواصل مع الأطباء والمختصين حتى يعرفوا طبيعة المرض وكيفية التعامل معه، فالمعرفة هنا مهمة جداً لأنها تساعد على اتخاذ القرار الصحيح..
كما أود أن أشدد على ضرورة الدعم من قبل الأهل والأصدقاء للمريض وعائلته حتى يتجاوزوا المحنة، فالزيارة لها عظيم الأثر في تخفيف المحنة ورفع المعنويات..
والأهم هو تقبل الأمر وتجاوز الصدمة الأولى والتسليم بمشيئة رب العالمين من قبل الأهل حتى يستطيعوا أن يتحملوا مرحلة العلاج وحتى لايؤثروا على إبنهم أو ابنتهم المريضة.

هل ستقومون بمبادرات أخرى مشابهة لمبادرة التبرع لأبحاث السرطان في المستقبل لخدمة المجتمع الكندي؟
‏رقية: 
نعم سنقوم بمبادرات أخرى خلال السنة وخاصة في شهر سبتمبر لأنه شهر التوعية بسرطانات الأطفال، الحمدلله لقد شفاني الله ونجوت من هذا المرض وعلي أن أساعد غيري من المرضى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مثل " انستغرام" ليس في كندا فقط بل مع المصابين من كل أنحاء العالم.
instagram: Ruqvya
وأحب أن أركز على أهمية البحوث العلمية في هذا المجال لأن الكثير من الأمراض السرطانية لم يتم اكتشاف علاجها حتى الأن، فدعم البحوث والاستثمار فيها شيئ ضروري ومهم جداً لأنها مكلفة ولأن نتائجها ستكون مفيدة لكل البشر..


ما هي الرسالة التي توجهونها لأبناء الجالية العربية من خلال صحيفة عرب كندا؟ 
رقية:
 هناك مقولة يرددها والداي دائماً وهي " أحسن الناس أنفعهم للناس" لهذا علينا أن نعمل على أن نكون نافعين لغيرنا وأن نساهم دائماً بما فيه الخير للجميع.
أشكركم على هذا اللقاء وتقبلوا دعواتي الصادقة لرقية وكل المرضى خاصة من الأطفال بأن يشملهم الله بعنايته ويتمم شفاؤهم..