آخر الأخبار

خريف مختلف

أيام قد تكون فريدة لم نعشها من قبل ... جاء فصل الخريف والشتاء على الأبواب ، هذا الإنتقال من فصل إلى فصل من فصول السنة عادة ماكان يأتي بسلاسة وانسياب أكبر رغم الصعوبات الحقيقية التي نواجهها في فصل الشتاء .. ولكن في الوضع الحالي أصبح الخريف بلون آخر ، فهو ليس فقط نهاية فصل الصيف، وليس فقط بداية لتغيير أوراق الأشجار، وليس فقط منذرا بقرب الشتاء البارد .. بل هناك مشاعر متراكمة من الخوف والتوتر والحرص والتنبيه والتفكير في كثير من متغيرات مناحي الحياة ، على المستوى الشخصي والعالمى .. وإصدار الكثير من القرارات الهامة على صعيد الأسرة والعمل .. وآخر هذه القرارات قد تكون العودة إلى المدارس للأبناء أو عدم الذهاب .
هناك إذا مشاعر مختلطة وتحديدا في هذا الوقت من السنه، وكثيرا مانسمع بالإكتئاب الخريفي وهو تغير بالمزاج عند بعض الأشخاص والذي يعيقهم عن الإستمتاع بحياتهم والعيش بسعادة وراحة وذلك لتقلبات الأجواء وتباين درجات الحرارة بسبب تغييرات أنظمة الضغط الجوي .. ويعزي العلم هذه المشاعر لدى بعض الأشخاص إلى تناقص كمية أشعة الشمس مما يؤدي إلى الشعور بالحزن والرغبة في العزلة الإجتماعية .. ويربط البعض الخريف بنهاية العمر كما يسميه المؤلفين والأفلام فيتمثل بمشاعر النهاية والحزن .. ومازاد المشكله وفاقمها وأعطى المشاعر طابعا خاصا هي الجائحة سواء بالعزله الإجتماعية والعمل من المنزل أو الذهاب إلى العمل مصحوبا بالشعور بالخوف من الفيروس الغير مرئي ، هذا العدو المتربص الذي يتملكنا الخوف منه كلما خرجنا اوتسوقنا أو قابلنا أشخاصا .. فأصبحت مصادر تغيير المزاج والترويح عن النفس ماهي إلا مصادر جديدة للقلق .. ونتسائل بعد هذه المقدمة الطويلة : هل لطريقة تفكيرنا تأثير على مشاعرنا ؟ 
في الحقيقة أثبتت الدراسات أن للتفكير ولمعطيات الحياة وأحداثها والمواقف التي يمر بها الأشخاص وكيفية التعاطي فكريا مع كل موقف وحوار الآخرين وحوار النفس كلها مصادر تجتمع مع بعضها لتكون ادراك الشخص عن وضع معين ..وللعقل اللاواعي دور كبير وأساسي في زرع وتنمية القناعات الداخلية .
ومن الجميل ومن نعم الله علينا أن هذا الإدراك ممكن تغييره ، فكما أنه محصلات المواقف والأفكار فإنه بالتالي إذا تغير نوع الأفكار وتغير إتجاهها فإنها ستتغير المحصله ... على سبيل المثال لموضوعنا عن الخريف لو أنني استقبلت عدة برامج سلبية مثل انا أكتئب من الخريف .. الخريف مزعج ..اشعر بالحزن في هذا الفصل وهكذا .. وانا قد مررت بظرف سيء في يوم من الأيام في هذا الوقت وربطت فصل الخريف بقراءة عن الإكتئاب وربطت الوضع بالم حدث لي في فصل الشتاء أجد أن المحصلة ستكون سلبية لا محالة إلا إذا كان التفكير معكوسا مثلا اسمع احدهم يقول أنا أحب الوان الأشجار ومنظرها الخلاب ، وأخر الحمدلله خفت حرارة الصيف، وأنا عندي حب للخروج في هذا الوقت من السنة وعمل النشاطات الرياضية والرحلات العائلية خارج البيت وعندي مشاعر وأحداث جميلة حصلت في فصل الشتاء فأحببت تساقط الثلج رمزا للنقاء والصفاء رغم قساوة الفصل إلا أنني مارست هواياتي على الثلوج بسعادة وذكريات جميله ترى هل اختلفت المحصلة وبالتالي الإدراك حول فصل الخريف أو حتى الشتاء .. الوضع بشفافية ووضوح كلما كانت الأفكار والمشاعر سلبيه في تقبل الوضع كلما كان الأمر أصعب بكثير ..
 بالتالي علينا اختيار طريقة تعاملنا مع الأوضاع وتعاملنا مع الأحداث ومع العبارات التي نقولها والتي نسمح باستقبالها حتى نحصل على إدراك إيجابي يزودنا بالسعادة والطمأنينة .. ونضيف إلى أنه على الشخص إختيار الأصدقاء الإيجابيين لأن الإيجابي يعطي الطاقة والسعادة بينما السلبي يمتص الطاقة فتضعف الهمة وتقل السعادة وحسن التفكير .
ومما يساعد أيضا من هم معرضون للإكتئاب الخريفي ممارسة الألعاب الرياضية والهوايات المحببه التي من الممكن ممارستها في جميع الفصول لأن ذلك يحقق نوعا من التوازن الإيجابي .. بالإضافة إلى ممارسة تمارين تنفس الإسترخائية التي تعطي الشخص الشعور بالراحة والخروج من مرحلة القلق أو التفكير السلبي .
بالنهاية يجب علينا أن نعمل جهدنا لنستمتع بلحظات تمر علينا وأيام تمضي فهي جزء من أعمارنا ، إن لم نتصالح مع أنفسنا ومع الآخرين ومع الكون من حولنا فلن نحس بنعم الله علينا وسنبقى ندور في دوامة التأفف والضيق حتى نصل إلى مرحلة الإكتئاب والإنطواء وعدم الرضى ..
وأخيرا اسعدوا من حولكم ستشعرون بسعادة أكبر ، فكل شيء ينقص بالمشاركة إلا السعادة فهي تزيد .
أسعد الله أوقاتكم ..دمتم بخير