الناشطة :تهاني الغزالي..لدي أحلام كبيرة لمرضى السرطان في كندا والعالم العربي

نعمل في صحيفة عرب كندا على أن نكون جسراً للتواصل بين أفراد الجالية العربية، ولذلك ندعم أي عمل من شأنه أن يساهم في تعريف أبناء الجالية ببعضهم البعض ونسلط الضوء عليه.. من خلال متابعتي للصفحات العربية الموجودة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك والتي تٌعنى بالجالية العربية في كندا، تعرفت على مجموعتين أحداهما صفحة مجموعة المودة لسيدات أوتاوا وكندا، والأخرى صفحة مجموعة الأمل لدعم محاربي السرطان والتي تٌعنى بتقديم المعلومات لمرضى السرطان..نلتقي اليوم بالسيدة تهاني الغزالي التي قامت بإنشاء  المجموعتين والإشراف عليهما .. 

س. بداية نرحب بك أ. تهاني  ونرجو أن تعرفينا بنفسك؟
ج.في البداية أتوجه بخالص الشكر والتقدير على جهود جريدتكم الغراء في دعم الجاليات العربية في كندا والعمل على تقديم كل ماهو من شأنه أن يساعد الجميع على التكيف والتأقلم مع المجتمع الكندي، وأما عن نفسي فأنا تهاني الغزالي بنت الأسكندرية التى اختارت كندا لتكون موطناً ثاني لها بعد أن تركت  مصر منذ أكثرمن (32) سنة منهم (15)  سنة قضيتهم في المملكة العربية السعودية التي اتاحت لي الفرصة في أن أعمل في أكثر من مجال من المجالات التي أعشقها، منها التدريس في  قسم علم النفس ورياض الأطفال في كلية التربية المتوسطة في مدينة شقراء لأكثر من سبع سنوات، وبعد أن اكتسبت خبرة جيدة من خلال التدريس حصلت على  فرصة عمري التي حولت حلم حياتي إلى واقع ووجدت نفسي أخيراً واحدة من العاملين في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة  في واحدة من المؤسسات الصحفية السعودية العريقة في هذا المجال وهي "مؤسسة الجزيرة للصحافة" التي أدين بالفضل للقائمين عليها بالكثير، وقد عملت في قسم التحقيقات الصحفية ، وبعد ذلك في قسم المحليات والأخبار لأكثر من عشرين سنة وممتدة إلى الآن ، وقد عملت أيضاً في مجلة "لها" والبارز ثم لاحقاً مراسلة لوكالة الأنباء الكويتية في كندا ومتعاونة مع مكتب وكالة الأنباء السعودية في واشنطن وعدد من الصحف المحلية العربية في مدينة تورنتو، إلى جانب عملى في عدد من المؤسسات الكندية التي تخدم المهاجرين الجدد واللاجئين.


 س. حدثينا عن فكرة إنشاء مجموعة المودة، وهل استطعت تحقيق الأهداف من إنشاء هذه المجموعة؟ 
ج. فكرة (مجموعة المودة لسيدات أوتاوا وكنداوالعالم)  تولدت بعد أن اختلطت بالكثير من الاخوات الجديدات في كندا وكن يشعرن بالوحدة لعدم تعرفهن على أحد حولهم فقمت بتأسيس المجموعة وجعلت جزءً من أهدافه تنظيم  لقاءات دورية ودية بإسم لقاء "المودة" لتعريف الأخوات  الجديدات بغيرهن من الاخوات المقيمات قبلهن في أوتاوا، وهي لقاءات يتم فيها تعارف السيدات والأبناء مع بعضهم البعض. ، ثم تطورت أهداف المجموعة بعد أن كبرت قاعدة المشاركات فيه وأصبحت تعمل على مد  جسور للتواصل بين النساء في أي مكان عن طريق نقل كل ما يهم المرأة من أخبار وأفكار تعينها على التكيف مع حياتها على أمل أن المعلومات التي نقدمها في المجموعة تزرع الثقة والحب فيما بيننا وتسهم في الرد على كل الاستفسارات التي تردنا من الاخوات المشاركات في المجموعة، وبهذه المناسبة نشكر كل أخت في المجموعة تفاعلت معنا وساهمت في دعم أهداف المجموعة  والتي كانت من ثمارها أن كبرت دائرة تواصلنا حتى وصلت للمشاركة في المناسبات الاجتماعية للقادمات الجدد من ولادة وأعياد ميلاد
وكذلك عمل ليلة للحناء ، وعمل لقاءات دورية في أماكن مختلفة للترفيه والتعارف ،وكذلك مساندة عدد كبير من الأسرفي وقت أزمة كورونا والقيام بزيارة المريضات منهن وذلك بعمل جدول دوري لشراء الأغراض وعمل وجبات يومية لهن ولأسرهن لرفع المشقة عنهم أثناء فترة الحجر أو المرض أو الولادة، وكذلك كبار السن ـ وتوزيع الهدايا والألعاب على العديد من الأسر هنا في أوتاوا والعمل على زرع الابتسامة بتكوين مجموعة متفرعة من المودة اطلقنا عليها إسم "هدايا المودة " بهدف  تبادل العطايا من أخت لم تعد في حاجة لأغراض لديها لأخت في حاجة لهذه الأغراض بصرف النظر عن حالتها المادية وذلك بدون أي مقابل مادي  تحقيقاً للمقولة الجميلة "تهادوا تحابوا" على أمل أن تمتد جسور الود ويقوي مجتمعنا بالمحبة والرحمة.  


س. اهتمامك بالقادمات الجدد وحرصك على تخفيف معاناتهن عن طريق عمل تجمعات لهن وتعريفهن بسيدات مقيمات في كندا منذ فترة، هل تشعرين بأن هذا ساهم بشكل أو بآخر بسرعة اندماجهن في المجتمع وما هي التحديات برأيك التي تواجه معظم السيدات هنا في كندا ؟
ج . الحمد الله من خلال المجموعة تعرفت عدد من الأخوات على بعضهن البعض وكونوا صداقات جديدة ، وأصبحت للمجموعة سمعة طيبة بدليل ازدياد طلبات الانضمام وذلك بفضل الأعضاء الذين أصبحوا بمثابة أسرة واحدة وهذا فضل من الله ومنة، وأجمل ما في المجموعة انها تضم أخوات من كل البلدان العربية والأفريقية مثل أريتريا وموريتانيا، المجموعة ترحب بكل أفراد جاليتنا العربية..الحقيقة أن المجموعة تضم نخبة من الأخوات ممن لديهن خبرة في عدة مجالات وهن على استعداد للمساعدة ولا يتأخرن في تزويد أي أخت بأي معلومة فيما يتعلق بالقضايا النفسية والاجتماعية من خلال مواضيع نطرحها في المجموعة لمساعدة الأعضاء خاصة وأن هناك تحديات تواجهها السيدات خاصة حديثات العهد بكندا أهمها الحصول على المعلومات الصحيحة ونحن في المجموعة نجتهد في تقديم ما لدينا من خبرات ومعلومات لمساعدتهن.


س. حدثينا عن مجموعة الأمل لدعم محاربي السرطان، ولماذا أنشأت هذه المجموعة؟
ج. مجموعة "الأمل لدعم محاربي مرضى السرطان" هي مجموعة تٌعني بتقديم الدعم النفسي لمرضى السرطان، فرحلتى مع مرض السرطان جعلتنى أشعر بضرورة تقديم أي مساعدة لأي مريض سرطان، هناك العديد من المجموعات تقدم دعم لمرضى السرطان لكن ينقصها عامل التثقيف بالمرض، لذلك قمت بإنشاء هذه المجموعة لتكون داعمة ومثقفة في نفس الوقت واستفدت من خبرتي في العمل الصحفي في ذلك، والحمدلله  الحمد وصل عدد متابعي مجموعة الأمل إلى (3500) في ظرف ستة أشهرمن داخل كندا والدول العربية على سبيل المثال وليس الحصر من كل من ( مصر، الجزائر، المغرب، الأردن، السودان ،تركيا، السعودية ،سوريا، العراق ، فلسطين) ، وأجمل مافي الأمر أن عدداً من أطباء الأورام المتخصصين في عدد من الدول العربية مشاركين معنا في المجموعة قد ساهموا بمنشوراتهم القيمة التي بلا شك ساهمت في رفع درجة الوعي لدى المتابعين من المرضى ومن يتولون رعايتهم، فهم يمدونهم بالمعلومات العلمية الدقيقة التي تساعدهم على تجاوز محنتهم بهدوء وثقة في الله أولاً ثم في أنفسهم ثانياً، ولذلك  شعارنا هو الأمل لأن بالأمل ممكن تحمل الألم على اعتبار أن  السرطان بوابة لبداية جديدة لكل متعاف وأنا واحدة منهم.  


س. من خلال متابعتي لمجموعة الأمل لدعم محاربي السرطان لاحظت بأن المشاركة مهمة جداً في التخفيف عن المرضى خاصة فيما يتعلق بتبادل المعلومات، هل تشعرين بأن الهدف من إنشاء المجموعة قد تحقق أم مازالت تطمحين لتحقيق المزيد؟
ج.  بالتأكيد كان للمجموعة دوراً مهماً في نشر الوعي والتثقيف بخصوص مرض السرطان ولكن لدي أحلام كبيرة بالنسبة لمرضى السرطان وخاصة المقيمين في العالم العربي لأن للأسف المريض لا تتوفر لديه معلومات كافية عن مرضه وخدمات الدعم النفسي التي تقدمها المؤسسات الخيرية الداعمة لمحاربي السرطان غير كافية نظراً لضعف الإمكانيات المادية من جهة إلى جانب أن كثير من الصفحات أو المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعم مرضى السرطان قائمة على اجتهادات فردية قد تنجح مع البعض وتفشل مع البعض الآخر، لهذا حلمى الكبير أن لا يقتصر دور المجموعة على التثقيف المتعلق بالتعريف بالمرض ونوعية العلاج والتشخيص أنما يرمي لهدف أكبر أن نحول تلك المحنة إلى منحة يغير بها المريض وجهته في الحياة ويبدأ بتصحيح مساره من جديد، لأن للأسف الكثير منا يغرق في دوامة الحزن والغضب والضغوط وينغلق على نفسه إلى أن ينهش السرطان جسده ولهذا نأمل أن ينضم إلينا العديد من العاملين في مجال التنمية البشرية والدعم النفسي والتوجيه والإرشاد للأخذ بيد محاربي السرطان بعد التعافي بإذن الله. 


س. أحييكك على هذا المجهود الرائع بخصوص مرضى السرطان وأتمنى أن تحققي ما تتمنين بخصوص مرضى السرطان..ما هي رسالتك لسيدات الجالية وكيف يمكن أن يكن فاعلات ومؤثرات؟ 
ج. الرسالة التي اتمنى أوجهها للسيدات العربيات أن يتعلموا ثقافة السؤال والاستفسار لأن السؤال يوفر الوقت والجهد ويفتح لنا أبواب أمل وهذا ما ينقص المرأة العربية المقيمة في كندا هنا ، ولذلك الكثير من البرامج والحقوق لم تستفيد منها الجالية العربية لأننا لم نتعود على النقاش والسؤال ، ولهذا أناشد كل سيدة عربية لديها أي معلومة أن تنشرها وتشاركها مع غيرها حتى يستفيد الكل ويجتهد بطريقة أفضل ويقدم صورة مشرفة وحقيقية عن واقع الجالية العربية. 


س. كيف كانت تجربتك في العمل الصحفي، وكيف تقيمين دور الصحافة العربية في المهجر؟ 
ج.احمد الله كثيراً لأن تجربتي كانت ثرية وتعلمت وتتلمذت على يد كبار وعمالقة الصحافة في مصر والسعودية والكويت، ومن هنا أوجه شكر خاص للقائمين على مؤسسة الجزيرة للصحافة في السعودية الذين أتاحوا لي الفرصة بالعمل في مهنة المتاعب وعلى دعمهم لي خلال رحلة عملى الصحفي والممتدة  إلى الآن وذلك  بنشر كل الموضوعات والقضايا التي أثرتها والتي كانت تتعلق بوضع المرأة والطفل ، وكذلك بالجالية السعودية المتواجدة في كندا ، أما عن الصحافة العربية في المهجر على الرغم من ضعف الدعم المادي الذي يقدم لها ألا أنها لها بصمة ودور كبير يظهر جلياً في تغير الوعي العام للجالية العربية في الوقت الحالي بعد أن كثرت الصحف العربية التي تعمل على تثقيف الجالية وإعلامها بكل المستجدات أول بأول ، وكثرة عدد الصحف العربية الآن علامة صحية على أن وعي الجالية بدوره قد تغيروصار أكثرتفاعلاً وانفتاحاً على المجتمع الكندي 


س. ما رأيك في صحيفة عرب كندا وما هي ملاحظاتك عليها؟
ج.أجمل مافي صحيفة عرب كندا أنها نافذة وبوابة لكل أسرة عربية هنا في المهجر في التعرف عن قرب على كل المستجدات في الساحة الكندية والعربية وتمنح الأمل كذلك  للمهاجرين الجدد بعرضها لقصص نجاح أبناء الجالية في مجالات الحياة العامة في كندا من خلال عين على الجالية، وأتمنى في المستقبل أن تعمل الجريدة على تخصيص صفحة لبريد القراء ترد فيها على مشكلاتهم النفسية والاجتماعية ، وأن تركز على الجانب النفسي والاجتماعي للمتلقى وذلك بعمل سلسلة التحقيقات الصحفية التي تتناول مواضيع حساسة تتعلق بالمشكلات النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها القادمون الجدد وكذلك المقيمين..
ختاماً أشكرك عزيزتي تهاني على هذا الحوارالشيق والثري، ونرحب بك وبمقترحاتك في أي وقت ونسعد بمساهماتك معنا.